لا ترتبط رياضة ركوب الدراجات بسن أو وزن معين، فهذه الرياضة سهلة الاستخدام لها فوائد نفسية وحركية وجسدية جمة، تفيد من يلتزم بأدائها ببناء جسم صحي ولائق، وتعمل على حماية الجسم من الأمراض، مثل: السمنة وأمراض القلب والسكري والتهاب المفاصل، ويعد ركوب الدراجة الهوائية بانتظام إحدى أفضل الرياضات التي تقلل خطر حدوث مشاكل صحيةٍ ناتجةٍ عن نمط الحياة الكسول، كما تصنف رياضة ركوب الدراجة كتمرين هوائي ممتاز لصحة الدماغ والأوعية الدموية، كما تزيد من إفراز الإندورفين الذي يفيد صحة القلب، وتعتبر هذه الرياضة خفيفةً على المفاصل، فعند ركوب الدراجة الهوائية يتركز الوزن على عظام الحوض، بخلاف المشي الذي يتركز فيه وزن الجسم على عظام الساقين، مما يجعلها رياضة مناسبة لمن يعانون ألماً أو تصلباً في المفاصل.

«زهرة الخليج» التقت النخيرا الخيلي المدير التنفيذي لنادي أبوظبي للدراجات الهوائية، وأربعاً من لاعبات الفريق النسائي للنادي، في حوار عن أهمية هذا النوع من الرياضة لصحة الإنسان الجسدية والنفسية.

بدايات وتأهيل

يوضح النخيرا ناصر الخيلي بداياته مع ركوب الدراجات الهوائية قائلاً: «نصحني الطبيب بالقيام بجلسات علاج طبيعي لتقوية مفاصل الركبة، بعد أن أجريت عملية جراحية احتاجت للتأهيل الطبي، حتى أعود لممارسة حياتي الطبيعي، لذلك قمت بالتدريب على الدراجة الثابتة أولاً، ثم شعرت بمتعة شديدة، فبدأت في ركوب الدراجات الجبلية وكنت أتدرب في مدينة زايد الرياضية، فزاد ارتباطي برياضة الدراجات الهوائية وكلما قطعت المسافات والكيلومترات زاد عشقي لها، إذ إنها ساعدتني كثيراً في تحسين الصحة الجسدية وتعزيز نفسيتي أيضاً». ويضيف الخيلي: «سبب إجراء عملية جراحية في ركبتي، هو الوزن الزائد ولم يخطر ببالي يوماً أن العلاج ببساطة في ركوب الدراجات الهوائية، سواء كان للتأهيل بعد العملية أو حتى لتخفيض الوزن، لا سيما أن ركوب الدراجات غير مجرى حياتي للأفضل، بدءاً بتغيير مواعيد النوم وتناول الطعام وطريقة تناوله في أوقات محددة، وبكميات معقولة حفاظاً على لياقتي التي اكتسبتها بسبب ممارسة رياضة الدراجات».

  • النخيرا الخيلي: «نادي أبوظبي لركوب الدراجات الهوائية» يوفر التدابير الاحترازية اللازمة لممارسة الرياضة.

الرياضة للجميع

يوضح الخيلي أن رياضة ركوب الدراجات متاحة للجميع، وأن العمر لا يقف عائقاً أمامها، مضيفاً: «يستطيع كل الناس البدء بممارستها في أي وقت، فهي تساعد على تعزيز صحة القلب وخفض نسبة التوتر والقلق وتعمل على تصفية الذهن».

ويروي الخيلي بعداً ثقافياً تعرف إليه بعد ممارسته ركوب الدراجات، قائلاً: «يستطيع الإنسان أن يستكشف الأماكن من حوله، فضلاً عن التحديات والفعاليات والبطولات التي يستطيع الجميع المنافسة فيها، فهذه الرياضة تجعل الإنسان يرى الحياة بنظرة جديدة أعمق وأشمل، فضلاً عن التعرف إلى الناس وتكوين الصداقات من خلال مجموعات المسابقات من مختلف الجنسيات والثقافات وتبادل الخبرات والمهارات الحياتية».

تدابير احترازية

يشير الخيلي إلى توافرالتدابير الاحترازية اللازمة لممارسة رياضة ركوب الدراجات في دولة الإمارات، ويضيف: «نحن في (نادي أبوظبي لركوب الدراجات الهوائية) نوفر التدابير الاحترازية اللازمة لممارسة الرياضة، كما نلتزم مع المتدربين والمتدربات بتلك التدابير كاملة، ونحافظ على مسافات التباعد والتعقيم وارتداء خوذة الرأس المصممة خصيصاً للاعبين، وضرورة التأكد من أنه تم فحص «كوفيد 19» بصفة مستمرة للاعبات واللاعبين، فضلاً عن ضرورة اجتياز من يرغب في ممارسة تلك الرياضة اختبارات صحية محددة، للتأكد من صحة أجسادهم لممارسة الرياضة خاصة مرضى الربو والقلب والرئة».

الرياضة شجعتني

تؤكد زهرة حسين محمد من جامعة السوربون، إحدى لاعبات الفريق النسائي في نادي أبوظبي للدراجات الهوائية، أن دولة الإمارات وفرت للجميع الكثير من الأدوات المطلوبة والأماكن المخصصة لممارسة جميع أنواع الرياضات، موضحة أنها وأخواتها الأربع كن يمارسن رياضة كرة القدم وكرة الطائرة، منذ سنوات في إمارة عجمان قبل انتقالهن للعيش في أبوظبي.

وتضيف: «انضممت إلى نادي أبوظبي للدراجات، كي أحافظ على اللياقة البدنية خاصة أن ممارسة رياضة ركوب الدراجات من أفضل الرياضات التي تساعد على ذلك، حيث أتنفس الهواء النقي خلال التدريب، وأدرس بنشاط أكبر بعد ممارسة الرياضة، ووالدتي تشجعني كثيراً على ممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي، وعودتنا منذ الصغر أنا وأخواتي أن قضاء وقت طويل على الإنترنت يهدر الكثير من أوقاتنا، ويفسد المزاج العام ويحرم متابعيه من متع كثيرة موجودة في ممارسة الرياضة، والتي من أهمها صفاء الذهن للتفكير بطريقة صحيحة والتخطيط للمستقبل بأسلوب إيجابي، لا سيما أن العقل السليم في الجسم السليم».

أقطع 60 كيلومتراً كل يوم

تشير رناد أحمد اليافعي إلى أنها منذ انضمامها لنادي أبوظبي للدراجات الهوائية وهي تشعر بتغيير جذري في حياتها، موضحة أن خالها هو من شجعها ودعمها لتبدأ ممارسة رياضة ركوب الدراجات الهوائية.

وتضيف: «نتدرب بصفة يومية لمدة ساعتين ونقطع 60 كيلومتراً تقريباً، وهو ما ساعدنا على زيادة لياقتنا البدنية، فالرياضة ساعدتني على تناول الطعام الصحي، والبعد تماماً عن الوجبات الجاهزة والحلويات والألوان الصناعية، والكثير من السكريات التي تسهم في زيادة الوزن، وأتابع بصفة مستمرة قياس وزني للحفاظ عليه وعلى لياقتي البدنية».

مفيد لأصحاب الهمم

تقول اللاعبة الجاذية لطفي الكثيري: «بدأت رياضة ركوب الدراجات منذ عام تقريباً، وكنت أمارس رياضات الجيوجيتسو والسباحة والكاراتيه قبل ركوب الدراجات، لاسيما أن والدتي تشجعني أنا وأختي الكبرى على ممارسة الرياضة بصفة مستمرة، خاصة أن أختي الكبرى من أصحاب الهمم وعلى الرغم من ذلك لم تترك الرياضة يوماً. وأعتقد أن الأسرة تلعب دوراً كبيراً في تشجيع الأبناء وتنشئتهم على ممارسة الرياضة والاهتمام بالحياة الصحية، فممارسة رياضة ركوب الدراجات منحتني أوقاتاً ممتعة، أستطيع من خلالها الحفاظ على صحتي البدنية، حتى أكون في المستقبل امرأة قوية وأكون قدوة لأبنائي فالرياضة تبني الأمم والحضارات».

تعلمت التفكير بعمق

تشير اللاعبة مزنة المرزوقي، التي تمارس رياضة ركوب الدراجات الهوائية منذ أكثر من عام، إلى وجود لغة إشارة بين اللاعبين في فريق الدراجات الهوائية ليفهم كل منهم الآخر، فقد يشاهد أول لاعب في الفريق حفرة في الأرض وقتها يقوم بالإشارة بطريقة معينة لتنبيه الآخرين خلفه وهكذا. وتضيف: «لا بد أن يلتزم من يمارس هذه الرياضة بارتداء الملابس المناسبة وفقاً لحرارة الجو، وأن يرتدي الخوذة المخصصة لذلك، وأنا تعلمت التفكير بعمق والاستقلالية والاعتماد على النفس والمرونة، فضلاً عن التسامح وتقبل الآخر، لا سيما ونحن نقابل لاعبين ولاعبات من جنسيات مختلفة تتبادل معهم الخبرات والمهارات الحياتية».