يُعد التنمر أحد أشكال الإيذاء الموجه نحو فرد أو مجموعة أشخاص، يكونون أضعف في الغالب جسدياً، ولمشكلة التنمر آثار سلبية عميقة تؤثر بشكل سلبي في المجتمع، وميدانها الأوسع، طلبة المدارس.

لكن «برنامج الشيخة فاطمة بنت مبارك للوقاية من التنمر» الذي بدأه المجلس الأعلى للأمومة والطفولة منذ عام 2014، بالتعاون مع الاتحاد النسائي العام ومنظمة اليونيسيف ووزارة التربية والتعليم، بات يسير بخطى ثابتة لمكافحة هذه المشكلة وإيجاد الحلول لها، فضلاً عن رفع مستوى الوعي بآثارها الضارة، حيث يهدف البرنامج إلى توعية التلاميذ بطرق مبتكرة وغير تقليدية من خلال الأنشطة التفاعلية. وسيتم منح جوائز دورة هذا العام في 20 نوفمبر المقبل.. «زهرة الخليج» تستعرض جهود البرنامج وتلقي الضوء على إنجازاته.

البداية.. فكرة

برعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، عقد المجلس الأعلى للأمومة والطفولة والاتحاد النسائي العام بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» في عام 2014، الملتقى العلمي حول الوقاية من التنمر والعنف في المدارس، حيث استعرض المشاركون في الملتقى ثلاث تجارب رائدة للحد من التنمر، بُغية إطلاق عمليّة تطوير نموذج ملائم للتطبيق في دول الخليج، وبصورة رئيسية في دولة الإمارات، وخلص الملتقى إلى ضرورة وجود برنامج عملي يقي طلاب المدارس التنمر، وهو ما كان.

رفع الوعي  

في مطلع العام الدراسي 2015/‏‏2016، نفذ المجلس الأعلى للأمومة والطفولة بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة للطفولة لدول الخليج العربي، وبالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، المرحلة الأولى من مشروع «الوقاية من التنمر في المدراس» في 24 مدرسة حكومية وخاصة، وتم تدريب اللجان المدرسية على الأفكار التوعوية، ورفع المشروع مستوى الوعي لدى 130 معلماً وتربوياً بالتنمر وأثره، واستفاد من البرنامج 1793 طالباً وطالبة (52% بنات و 48% بنين)، وأسهمت هذه النتائج في مبادرة المجلس و(اليونيسيف) على تعميم البرنامج على عدد من مدارس أكبر في الدولة.

تطبيق القاعدة

نفذ المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، المرحلة الثانية من المشروع في أبوظبي والعين ومنطقة الظفرة، ووصل العدد الكلي لمدارس أبوظبي المشاركة في المشروع للمرحلة الثانية إلى 28 مدرسة، إضافة إلى أنه تم عقد دورتين منفصلتين لتدريب كل من اللجان المدرسية الحكومية والخاصة في شهر أكتوبر 2016. كما تم التنسيق مع وزارة التربية والتعليم على تنفيذ المرحلة الثانية في دبي والإمارات الأخرى، حيث تم رفع عدد المدارس المشاركة في العام الدراسي 2016 إلى 24 مدرسة حكومية وخاصة إضافية، إضافة إلى الاثنتي عشرة مدرسة التي طبقت البرنامج في عام 2015، وبهذا يصبح العدد الكلي لمدارس دبي والإمارات الشمالية في المشروع 36 مدرسة. وبذلك تم تطبيق البرنامج في 64 مدرسة تمثل كل الإمارات في عام 2017.

جائزة للوقاية من التنمر

أدى النجاح الباهر لبرنامج الوقاية من التنمر، إلى إنشاء «جائزة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة للوقاية من التنمر»، أعلنت عنها في عام 2018، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، لتكريم الفئات المشاركة في برنامج الوقاية من التنمر، بمنحها جائزة المجلس وهي: المدارس الحكومية والخاصة، والمدير/‏‏ المديرة أو المدرسون والمدرسات أو الفنيون الذين نفذوا مبادرة متميزة للحد من التنمر مع الطلاب أو أولياء الأمور، والأطفال الذين صمموا ونفذوا مبادرة أو نشاطاً خاصاً بهم، وحقق نجاحاً في الحد من التنمر، والأخصائيون الاجتماعيون وأولياء الأمور الذين شاركوا في البرنامج بدعمه وبمشاركة متميزة وإيجابية.

سلوك خطر

حددت المستشارة عالية الكعبي، رئيس نيابة الأسرة والطفل بدائرة القضاء في أبوظبي، تسع علامات تعرض الشخص للتنمر، تشتمل على انسحاب الصغير بشكل متكرر من الأنشطة المفضلة لديه، وابتعاده عن أصدقائه أو أي تجمعات، وإهمال واجباته المدرسية أو أي أغراض متعلقة بالمدرسة، وسعي الطفل المعرض للتنمر إلى الهروب من الواقع، وإصابته بحالة من العصبية والغضب، ومعاناته من القلق الدائم والخوف، وتمتعه بحالة مزاجية متقلبة، وإخفاء أدوات لحماية نفسه في المدرسة مثل السكاكين والأدوات الحادة.

  • جانب من حفل تكريم الفائزين بالدورة الأولى من «برنامج الشيخة فاطمة بنت مبارك للوقاية من التنمر».

صحة  الطفل

تقول سلامة الطنيجي، رئيسة المجلس الاستشاري للأطفال، إن المجلس الأعلى للأمومة والطفولة برئاسة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، يسخر كل إمكانياته في سبيل النهوض بسلامة وصحة الطفل النفسية والجسدية، خاصة أن التنمر يكون تأثيره في الطالب بشكلٍ بالغ ويؤثر من خلاله في المحيطين به والمجتمع ككل.وتضيف: «تحفز الجائزة المجتمع المدرسي على البذل والعطاء وخلق المنافسة الشريفة وحب التميز في المجال التوعوي».