يرتبط سرطان الثدي بالنساء بشكل شائع، لكن قلة من الناس تعرف أن الرجال يمكن أن يتأثروا أيضاً بهذا المرض ويصابوا به. في جميع أنحاء العالم يتم تشخيص مئات الآلاف من الإصابة بالمرض لأول مرة لدى النساء، ومع ذلك فإن نسبة من الرجال الذين يصابون به عالمياً تبلغ 1%، بحسب موقع Science News الأميركي المختص بالصحافة الطبية، وعلى الرغم من قلة عدد المصابين بالمرض، فإن نسبة الناجين منه قليلة للغاية، بحسب الموقع الإخباري نفسه. «زهرة الخليج» تنبه الرجال إلى عوارض الإصابة بسرطان الثدي، فهم معرضون أيضاً.

تعتبر الإصابة بمرض سرطان الثدي لدى الرجال حالة نادرة ولكنها خطيرة. كثير من الناس لا يدركون أن الرجال مثل النساء، لديهم غدد ثديية. في النساء، يتكون الثدي من الأنسجة الدهنية والغدد الثديية، وسلسلة من القنوات التي تربط الغدد بالحلمة. وعند الرجال، توجد كمية صغيرة من أنسجة الثدي، تتكون من نسيج دهني، مع العديد من القنوات وبعض الأنسجة الضامة. ومع ذلك، يمكن أن تخضع هذه الكمية الصغيرة من أنسجة الثدي، في بعض الأحيان، لتغيير خبيث (سرطاني)، مما يسبب المرض.

الأعراض نفسها

سرطان الثدي لدى الرجال هو نفس مرض سرطان الثدي لدى النساء، وبالمقارنة بينهما فإن عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بسرطان الثدي لدى الرجال من حيث عدوانيته هي نفسها، إذ يتميز سرطان الثدي عند الرجال بنفس الأعراض التي تظهر عند النساء. علاوة على ذلك، يتم تشخيص المرض عند الرجال في سن متأخرة عن النساء. لذا، بالنسبة للرجال، كان متوسط العمر بشكل أساسي 67 عاماً وللنساء 62 عاماً، وبسبب نقص الوعي اللازم بين الرجال أنفسهم ولأسباب أخرى، يتم تشخيص المرض عادة عندهم في مرحلة متأخرة من الإصابة. يزيد التعرض للإشعاع السابق على الصدر، وعلاج سرطان الغدد الليمفاوية «هودجكين» وحالات أخرى، من خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى الرجال، إضافة إلى زيادة مستويات هرمون الأستروجين، وهي هرمونات جنسية أنثوية تسبب نمو أنسجة الثدي. عند الرجال، يمكن أن تحدث زيادة في مستويات هرمون الأستروجين مع بعض الأدوية المستخدمة لعلاج سرطان البروستاتا. كذلك تؤدي البدانة في بعض الحالات إلى إصابة الرجال بسرطان الثدي، حيث تقوم الخلايا الدهنية في الجسم بتحويل الأندروجينات (هرمونات الذكورة) إلى هرمون الأستروجين، وإضافة إلى تلك العوامل، فإن الوراثة تلعب دوراً كبيراً في المرض لدى الرجال، حيث إن سرطان الثدي أكثر شيوعاً بمرتين ونصف، لدى الرجال الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى مصابون بسرطان الثدي. 

 كتلة غير مؤلمة

أكثر أعراض سرطان الثدي شيوعاً، وجود كتلة صغيرة غير مؤلمة في الثدي. غالباً ما تحدث بالقرب من الحلمة أو تحتها. أحياناً تتم ملاحظة إفرازات من الحلمة أولاً. يلاحظ مرضى آخرون تغيراً في شكل أو مظهر الحلمة أو الثدي، أو يعانون ألماً في الصدر، أو يجدون العقد الليمفاوية منتفخة في الإبط، يجب التحقق حينها من أي تغيرات في حجم أو شكل أو ملمس الثدي. الرجال الذين تم تشخيص إصاباتهم بسرطان الثدي في مرحلة مبكرة، لديهم فرصة كبيرة للشفاء. والعلاج بالنسبة للرجال هو نفسه بالنسبة للنساء. عادة ما تتم إزالة الورم، وفي الحالات المتأخرة طبياً، يتم استخدام العلاج الإشعاعي أو الكيميائي وفقاً للحالة السريرية للمريض، كما يوصي الأطباء باتباع روتين كافٍ ومتوازن بين النظام الغذائي وممارسة الرياضة، لأن أولئك الذين واجهوا السرطان بنمط حياة صحي، قبل المرض وأثناءه وبعده، يميلون إلى تحقيق نتائج أفضل بالتزامن مع علاجهم.