تصدرت كتب الأرشيف الوطني مبيعات موقع أمازون في الشرق الأوسط للمرة الثانية في غضون أقل من ثلاثة أشهر، إذ احتل كتاب (أم كلثوم في أبوظبي) الصادر عن الأرشيف الوطني المرتبة الأولى في قائمة أكثر الكتب مبيعاً، بسبب الإقبال على شرائه عبر المنصة الإلكترونية، لما فيه من معلومات دقيقة موثقة تروي صفحات من تاريخ الإمارات الوطني والثقافي، مما جعل الكتاب يستهوي عشاق القراءة الذين ينشدون المتعة والفائدة من رواد موقع أمازون.

وضمت القائمة الخاصة بأفضل خمسين كتاباً من حيث الإقبال عليها، إصدارات أخرى للأرشيف الوطني ثرية بمضامينها ومحتواها الوطني الذي يوثق الرصيد التراثي والإنجاز الحضاري للدولة، وتطورها من إمارات الساحل المتصالح إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.

توثيق مسيرة

ويعود الإقبال على كتاب (أم كلثوم في أبوظبي) إلى الجهد الذي بذله مؤلفه الأديب محمد المر نائب رئيس مجلس إدارة الأرشيف الوطني، في توثيق جوانب من مسيرة المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ودوره في نشر الثقافة، وذلك عبر محطات مهمة في تاريخ الإمارات، وتسليط الضوء على صفحة مهمة من صفحات تاريخنا الثقافي الحديث.

احتفال حضاري وثقافي

يؤرخ هذا الكتاب لاحتفال حضاري وثقافي وفني بديع، دعا فيه الراحل الكبير سيدة الغناء العربي والعبقرية أم كلثوم التي أحيت ليالي احتفالات أبوظبي بجلوسه الميمون الخامس، وبقرب بزوغ فجر دولة الإمارات العربية المتحدة.

يبين الكتاب للقراء أن أبوظبي كانت وستظل واحة وارفة للثقافة الجادة والفن الرفيع والموسيقى الراقية.

  • أم كلثوم في أبوظبي

عقد من اللؤلؤ

ويضم الكتاب مجموعة من الفصول أولها أم كلثوم في أبوظبي، ومعرض الصور الذي ضم مجموعة من الصور لأم كلثوم من مطار القاهرة إلى أبوظبي، والاستقبال في أبوظبي، والحفل الأول، ولقاء القائد، والحفل الثاني، وكورنيش أبوظبي، ومن مطار أبوظبي إلى القاهرة، وعقد من اللؤلؤ. وكانت أبوظبي تقيم في تلك الاحتفالات عروضاً عسكرية واحتفالات شعبية تتخللها الأهازيج والرقصات الشعبية ويتبارى الشعراء للاحتفاء بهذه المناسبة الوطنية السعيدة. وأحيت أم كلثوم حلفين في أبوظبي بهذه المناسبة، إذ في يوم 26 نوفمبر عام 1971 حطت الطائرة التي تقل كوكب الشرق في أبوظبي.

وكان في استقبالها العديد من الشخصيات الإماراتية المهمة وعلى رأسهم  الشاعر مانع سعيد العتيبة وزير البترول آنذاك، ومدير دائرة التشريفات في أبوظبي سعيد الدرمكي ونائبه علي الشرفا، كما فتحت لها قاعة كبار الزوار.

وبعد وصول أم كلثوم إلى أبوظبي وجهت رسالة شكر نشرت فيما بعد في جريدة الاتحاد وقالت فيها: «يسعدني أن أوجه هذه التحية على صفحات الاتحاد إلى عظمة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم أبوظبي، وشعبه الكريم وأشكركم على الحفاوة التي قوبلت بها منذ اللحظة الأولى التي وصلت فيها إلى هذه الأرض العربية الغالية».

مسيرة الوالد المؤسس

يعدّ كتاب (أم كلثوم في أبوظبي) واحداً من عشرات الكتب التي أصدرها الأرشيف الوطني، وهي تُعنى بتوثيق جوانب من مسيرة الشيخ زايد، ونالت إعجاب الباحثين والدارسين والمتخصصين، في تاريخ وتراث منطقة شبه الجزيرة العربية عامة والإمارات خاصة، وهذا ما حدث مع كتاب (قصر الحصن: تاريخ حكام أبوظبي 1793 - 1966) للتربع على قمة مبيعات موقع أمازون من الكتب قبل نحو ثلاثة أشهر.