تؤكد غادة وهدان أخصائية التخاطب والتوحد وتعديل السلوك، على العلاقة الوطيدة بين السلوك وتنمية المهارات وتأثيرها الكبير في الطفل في مرحلتي الطفولة والمراهقة، وتنصح الأمهات بعدم مقارنة الطفل بأقرانه في المدرسة أو إخوته في المنزل، والأفضل هو أن نقول للطفل: «لقد كانت علاماتك الشهر الماضي أفضل، لقد كنت أفضل في السابق في ممارسة الرياضة مثلاً، والآن ازداد وزنك، من دون الإشارة أبداً لمن هم أفضل منه».

إضافة إلى ضرورة تعويد الطفل على تناول الطعام بمفرده، والاعتماد على ذاته عندما يبلغ العامين، حتى لو أحدث المزيد من الفوضى في المكان وسكب بعضاً من الطعام على ملابسه أو على السجادة، عليك أن تبتسمي في وجهه وتقولي له: «في المرة القادمة سوف تأكل بطريقة أفضل، ما أجمل رائحتك عندما تكون ملابسك نظيفة وما أروع غرفتك وهي مرتبة». ولا تعتقدي أنه لن يفهم ما تقولين لصغر سنه، إنه في حقيقة الأمر مدرك لكل ما تقولين حتى إنه يفهمك من نظرة عينيك.

وعليك أن تشجعي ابنك على كل سلوك صحيح وضميه إلى صدرك أكثر من 10 مرات في اليوم حتى من دون سبب، وتأكدي أن ذلك سيبث في نفسه الطمأنينة وسيجعل له شخصية قوية في المستقبل، شجاعة، تتحمل المسؤولية، خاصة إذا استخدمت معه بعض العبارات باستمرار مثل، أثق بك، أعتمد عليك، أعلم أنك سوف تستطيع وهكذا.

كما بإمكانك اكتشاف مهارات طفلك وقدراته، عبر تقديم المساعدة له حتى ينمي موهبته وتخرج للنور، وإذا أخفق في إحدى المرات لا تلوميه، ولكن أكدي له أن الفشل والإخفاق أول سلم النجاح، لأن الإنسان يتعلم من أخطائه فهي تكسبه المزيد من الخبرة والفهم.

تذكري دائماً أننا جميعنا دائماً ما نخطئ وليس الأطفال فقط، وأنك عندما كنت في مثل عمره كانت لك زلات وأخطاء، حتى من الممكن أن تكون أشد وأكبر من تلك التي يرتكبها طفلك، لذلك حاولي أن تتغافلي عن بعض الأخطاء قدر المستطاع، وشيئاً فشيئاً سوف يتعلم الطفل الخطأ من الصواب وسيتغير للأفضل حتى يرضيك لأنك أعز ما يملك في الحياة.