يصيب مرض القرنية المخروطية شخصاً واحداً من بين ألفي شخص، لذا تعد حالة شائعة جداً وتحدث في جميع أنحاء العالم. وعادة ما تؤثر القرنية المخروطية في كلتا العينين بشكل غير متماثل، ويتعرض لها الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم من 10 إلى 25 سنة. قد تتطور الحالة لمدة 10 سنوات أو أكثر ثم تتباطأ أو تستقر. مع تقدم الحالة، تصبح الرؤية مشوشة وغير واضحة، مع زيادة الحساسية للضوء والوهج. الدكتور أسامة الجليدي، استشاري طب العيون، أخصائي جراحة الكتاراكت والقرنية وتصحيح البصر يلقي الضوء على هذه الحالة وطرق علاجها:

  • الدكتور أسامة الجليدي

النظارات والعدسات اللاصقة

يمكن أن توفر رؤية جيدة في المراحل المبكرة من الحالة، وعادة ما تساعد على تصحيح قصر النظر اللابؤري. عندما لا تعمل النظارات، فعادة ما توفر العدسات اللاصقة القاسية والعدسات الصلبة رؤية جيدة جداً، إذا كان المريض يستطيع تحملها. ومع ذلك، يجب أن يتولى تركيبها اختصاصي العدسات اللاصقة. وتُستخدم عدسات توريك اللاصقة القابلة للزرع بشكل عام، لعلاج اللابؤرية المرتفعة لقصر النظر لدى المريض الذي يمكنه الرؤية جيداً باستخدام النظارات. ولكن إذا كانت الرؤية بالنظارات غير جيدة، فيمكن استخدام هذه الطريقة بعد تحسين شكل القرنية باستخدام حلقة داخل القرنية أو باستخدام تصحيح ليزر Eximer علاجي محدود للغاية. يمكن أن يلغي الحاجة إلى المساعدات البصرية تماماً، كما تؤدي بالنسبة لبعض المرضى إلى تحسين الرؤية والتوازن بين العينين.

ربط القرنية بالكولاجين

تزيد هذه التقنية من قوة القرنية وتمنع تطور حالة القرنية المخروطية. يتم استخدام النهج الحديث للربط المتشابك النبضي المتسارع، لضمان إجراء أسهل للمريض. نستخدم الأشعة فوق البنفسجية أ (UVA 360 نانومتراً) والريبوفلافين (فيتامين ب 2) لتصلب القرنية وقساوتها حوالي أربع مرات، وهذا يوقف تطور حالة القرنية المخروطية. تتم العملية تحت التخدير الموضعي ويتم وضع عدة قطرات من الريبوفلافين في العين لمدة 15 دقيقة تقريباً، ويتم تنشيطها بواسطة الأشعة فوق البنفسجية (UVA)، لمدة تتراوح من ثماني دقائق إلى ثلاثين دقيقة حسب الحالة. يعتبر الربط المتقاطع للقرنية من أكثر العمليات أماناً وأنجحها لوقف تطور حالة القرنية المخروطية، وقد يؤدي إلى بعض التحسن في بعض الحالات.

الحلقات داخل القرنية

يتم إدخال الحلقات في القرنية لتغيير شكل مخروط القرنية، وتسويتها وجعلها أكثر انتظاماً وأكثر مركزية. سيساعد هذا الأمر على تحسين الرؤية لغالبية المرضى. ويستخدم عندما لا يستطيع المرضى تحمل العدسات اللاصقة، بينما القرنية لا تزال صافية، وحالة القرنية غير متقدمة إلى حد كبير. يتم استخدام ليزر فيمتو-ثانية لإنشاء النفق ونقطة دخول الحلقات، مما يجعلها عملية آمنة وفعالة وموثوقة.

استئصال القرنية العلاجي الضوئي

مرضى القرنية المخروطية ليسوا مرشحين لعملية الليزك أو التصحيح الطبيعي بالليزر. ومع ذلك، يستفيد بعض المرضى من استئصال القرنية العلاجي الضوئي المحدود باستخدام تصحيح ليزر Eximer لسطح القرنية، لتحسين عدم انتظام سطح القرنية، عندما لا يمكن تحمل العدسات اللاصقة. يتم دائماً دمج استئصال القرنية العلاجي الضوئي مع الربط المتقاطع للقرنية، والذي يتم إجراؤه إما أثناء العملية نفسها أو بعد ذلك. يجب أن يدرك المريض أنه لا يجب التخلص من النظارات.

زراعة القرنية

يوصى بها في الحالات المتقدمة من القرنية المخروطية. ومن بين جميع أنواع جراحات زرع الأعضاء (القلب والرئة والكلى)، فإن زراعة القرنية هي الأكثر انتشاراً ونجاحاً. كما أن هناك طرقاً مختلفة تستخدم في جراحة زرع القرنية. تتضمن الطريقة القديمة إزالة السماكة الكاملة للقرنية المصابة وتثبيت القرنية السليمة بالتقطيب. أما بالنسبة للطرق الحديثة المتبعة، فيتم استبدال الطبقات الأمامية المريضة (DALK) ويحتفظ المريض بالجزء الخلفي من القرنية، مما يقلل من نسبة مضاعفات زراعة القرنية، وخاصة معدل شدة رفض القرنية.