تعد النرويج واحدة من أكثر الوجهات جمالاً على وجه الأرض، وهي موطن لمدن وقرى صيد جذابة، تتباين بشكل جميل مع المضايق البحرية الرائعة والمناظر الطبيعية الخلابة، من مساحات مائية وجبال ووديان. كما أن لهذه البلاد أيضاً تراثاً قديماً يوازي بأهميته جمال طبيعتها، مما يجعلها وجهة سياحية تستحق الزيارة، بمجرد أن تزال قيود السفر المفروضة بسبب جائحة كورونا.

تحتضن النرويج مواقع عدة أدرجت ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، و47 منتزهاً وطنياً، وأكثر من 3000 منطقة محمية. وتعتبر دولة رائدة في الحفاظ على النظام البيئي والسياحة المستدامة، لهذا فإن زيارتها واستكشاف معالمها من أكثر التجارب الغنية بالفوائد التعليمية في مجال مفهوم الاستدامة. ويمكن للزوار القيام بتجربة ثقافية وسياحية ممتعة، انطلاقاً من المدن والقرى الصغيرة الجميلة، المتناثرة كحبات الخرز الملون على سفوح الجبال وضفاف البحيرات والمضايق البحرية، تفصل بينها مساحات من المياه الزرقاء، لترسم واحدة من أجمل اللوحات الطبيعية التي تنقل متأملها إلى فضاء كوني آخر، يغمر أحاسيسه كاملة بتجارب لا تنسى.

  • تشتهر ألتا بشمس منتصف الليل وإطلالتها على الشفق القطبي خلال أشهر الشتاء.

أرندال

كثيرة هي المدن النرويجية ذات الطبيعة الخلابة، ومنها أرندال الساحلية، فهي من أجمل المدن الواقعة في جنوب شرق النرويج. تنبض شوارعها بالحياة وهي لا تزال محتفظة بعقلية سكان القرى وتقاليدهم التراثية. في هذه المدينة الصغيرة يمكن للزوار الاستمتاع بممارسة واحدة من الرياضات المائية المنتشرة فيها، أو المشي لمسافات طويلة والتعرف إلى جمالية منازلها ومتاحفها ومتاجرها التاريخية. كانت أرندال في وقت من الأوقات واحدة من أهم مدن الموانئ في النرويج، إذ أنشئت عام 1641، وسرعان ما اشتهرت ببناء السفن وتجارة الخشب. بحلول عام 1880، باتت المدينة موطناً لأثرياء مالكي السفن، نظراً لازدهار النشاط التجاري فيها.

لا تزال هذه المدينة بمينائها ومنطقتها التاريخية المنتشرة عبر 7 جزر صغيرة، تعج بالسكان والسياح الراغبين في استشعار ديناميكية هذا المكان الذي يحتضن المطاعم والمقاهي والفنادق الشعبية.

  • تتميز جيرانجر بمناظرها الطبيعية الساحرة المحيطة بها من الجبال المغطاة بالثلوج والشلالات.

أليسوند

بعيداً عن مدن الصيد الصغيرة النموذجية في النرويج الموجودة في الشمال، تعتبر أليسوند مركزاً حضرياً مترامي الأطراف، مبنياً على جزر متعددة، يتميز بعمارته التي يهيمن عليها طراز الفن الجديد (آرت نوفو)، مما يمنح هذه المدينة مظهراً فريداً تلفه رومانسية خاصة.

غالبية المباني في منطقة وسط المدينة مبنية من الحجر والطوب وفق طراز الفن الجديد الذي كان بمثابة أسلوب دولي حديث في فن العمارة والتصميم في ذلك الوقت، وهو ما يجعلها اليوم مختلفة عن بقية مدن النرويج.

عند زيارة هذه المدينة، من المهم التوقف عند متحف Sunnmøre، وهو متحف شعبي مقام في الهواء الطلق، ومخصص للثقافة الساحلية النرويجية والتعريف بأسلوب الحياة فيها. يضم هذا المتحف 55 منزلاً تاريخياً تعود لفترات تاريخية مختلفة تم نقلها إلى هذا الموقع من جميع أنحاء المنطقة. ويوجد أيضاً في المتحف نسخ طبق الأصل من سفن الفايكنج القديمة، ومعرض عن فترة العصور الوسطى في المنطقة، بالإضافة إلى معرض أثري يعرض القطع الأثرية المستخرجة من المركز التجاري القديم للمدينة.

تروندهايم

هي رابع أكبر مدينة في النرويج، تأسست عام 997 على يد الملك أولاف تريغفاسون لتكون عاصمة البلاد خلال فترة حكم الفايكنج، ومن ثم مركز ديني مركزي للكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية في النرويج. اليوم تعتبر مدينة جامعية، إذ يعيش فيها أكثر من 30000 طالب، لكن هذا لا يغطي على جمال تراثها الثقافي ومواقعها التاريخية ومقاهيها والمساحات الخضراء فيها. وتعد كاتدرائية نيداروس، من أكثر المواقع زيارة في المدينة وموقعاً تراثياً محمياً.

عند زيارة تروندهايم لا بد من عبور حي Bakklandet التاريخي، الذي يشتهر بمنازله الخشبية ومقاهيه الفريدة وإطلالاته الرائعة على المدينة. على عكس العديد من الأحياء، يتميز هذا المركز التاريخي الرائع بقلة حركة المرور. لذا ينصح، بزيارة جسر المدينة القديمة حيث يمكن التقاط أفضل صور لمنظر أرصفة تروندهايم المميزة على طول نهر نيدلفين.

بيرغن

على الرغم من أنها ثاني أكبر مدينة في النرويج، إلا أنها واحدة من أجمل المدن التي تمنح زوارها متعة لا يمكن نسيانها. بمنازلها المصفوفة على طول الساحل، ومينائها المتأهب دوماً لاستقبال السفن، تبدو المدينة وكأنها لوحة سريالية رسمت في وقت ما من الماضي وعلقت في غرب النرويج، ليستمتع السياح بمشاهدتها في كل مرة تعبر سفينة ركاب مياه شواطئها.

تأسست هذه المدينة على يد الملك أولاف كيرى في العشرينات من القرن الماضي وأطلق عليها اسم بيورغفين، ومعناها (المروج الخضراء الممتدة بين الجبال). سرعان ما أصبحت المدينة مركزاً مهماً للتجارة، وكانت موطناً للعديد من الملوك أثناء خدمتها لفترة وجيزة كعاصمة للنرويج. وبعد افتتاح مينائها، أصبحت المدينة واحداً من أوائل الموانئ التجارية الدولية في شمال أوروبا. واليوم، تحمي منظمة اليونسكو مباني بيرغن الشهيرة المصطفة على جانبي ميناء فاجن، وهي أقدم المباني المتبقية في المدينة.

  • تشتهر ستافنجر بمنازلها البيضاء القديمة وسوقها الملون.

مدن يُنصح بزيارتها

قائمة المدن النرويجية الصغيرة تطول، لكن من بينها مدن يُنصح بزيارتها، يمكن أن تكون ضمن قائمة وجهاتكم السياحية المستقبلية:

- فلام: تقع في جنوب غرب النرويج وهي قرية صغيرة خلابة وواحدة من أفضل المدن في النرويج التي يمكن زيارتها.

- أندردال: تشتهر بمنازلها الملونة والشاعرية، وفيها يعيش ما يقرب من 500 رأس ماعز، مما يجعلها تشتهر بصناعة جبن الماعز.

- جيرانجر: تتميز بمناظرها الطبيعية الساحرة المحيطة بها من الجبال المغطاة بالثلوج والشلالات التي لا مثيل لها والنباتات المورقة ومضيق أزرق غامق، وموجودة على قائمة التراث العالمي لليونسكو.

- رين: تقع القرية الصغيرة في أرخبيل لوفوتين في شمال النرويج، وتتميز بقمم جبال الجرانيت التي تنطلق من البحر المتجمد الشمالي.

- ألتا: تقع في أقصى شمال النرويج، وتشتهر بشمس منتصف الليل، والتي تحدث من شهر مايو إلى شهر أغسطس، وإطلالتها على الشفق القطبي خلال أشهر الشتاء.

- ستافنجر: مدينة صغيرة غريبة على الجانب الغربي من البلاد، تشتهر بمنازلها البيضاء القديمة وسوقها الملون، وشوارعها المتعرجة والمرصوفة بالحصى ومصابيحها القديمة التي تنير الدروب ليلاً.