تلعب دولة الإمارات دوراً رائداً في مكافحة انتشار مرض شلل الأطفال على الصعيد الدولي، مستلهمة في ذلك الأسس والمُثل التي رسخها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، حيث أسهمت بالتعاون مع شركائها بفعالية في الجهود الدولية في هذا الصدد. وبمناسبة اليوم العالمي لشلل الأطفال الذي يشكل مناسبة للتوعية، بضرورة تآزر الجهود الدولية لاستئصال هذا المرض نهائياً، تستعرض «زهرة الخليج» جهود دولة الإمارات التي قدمت الكثير من مواردها وخبراتها ميدانياً في بلدان عدة من خلال حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال.

تحسين الصحة

أصبحت الإمارات مركزاً رئيسياً لمراقبة الأمراض والأوبئة المعدية، وقاعدة الانطلاق الحيوية للجهود العالمية المشتركة لاستئصالها والقضاء عليها من المناطق المستوطنة فيها، إضافة إلى التزام الإمارات واضطلاعها بتنظيم وإدارة الجهود الدولية لحشد الموارد، وإطلاق المبادرات والاستراتيجيات المستقبلية الهادفة لتحسين الصحة وجودة الحياة للإنسان.

وتعد مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لاستئصال مرض شلل الأطفال في العالم، من أهم المبادرات الصحية الإنسانية التي أثبتت فعاليتها ونجاحها، في أصعب وأكبر المناطق الحاضنة للمرض في باكستان وأفغانستان واستطاعت تحقيق أهدافها الإنسانية النبيلة، ودعم الجهود العالمية وبرامج منظمة الأمم المتحدة وتمكين الدول والحكومات من تطوير برامجها الصحية والارتقاء بها لوقاية المجتمعات من الأمراض والأوبئة، وتعزيز وتنمية سلامة وصحة الأطفال ومستقبلهم ودرء المخاطر عن كاهل المجتمعات الفقيرة.

المشروع الإماراتي

وضمن هذه المبادرة ذاتها، أعلنت إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان عن نجاح حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال في باكستان بالتغلب على تحديات انتشار فيروس كورونا المستجد والوصول إلى أكثر من 16 مليون طفل وتقديم 28 مليون جرعة تطعيم لهم في الفترة ما بين يوليو وسبتمبر 2020.

ومنذ عام 2011، خصص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أكثر من 250 مليون دولار لدعم الجهود الدولية للقضاء على شلل الأطفال، وهو ما يعكس ويؤكد التزام سموه الشخصي باستئصال الأمراض التي يمكن الوقاية منها والتي تؤثر سلباً في المجتمعات الأكثر فقراً وافتقاراً إلى الخدمات الصحية حول العالم، ومد يد العون إلى ملايين الصغار والكبار لكي ينعموا بحياة صحية وكريمة.

الميل الأخير

في عام 2019، استضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لحظة إعلان التعهدات الخاصة بالمبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال في منتدى بلوغ الميل الأخير والتي جمعت أكثر من 2.8 مليار دولار، كما يعد سموه أحد أبرز الداعمين للعاملين الصحيين في الخطوط الأمامية لشلل الأطفال، من خلال جوائز HOPE وجوائز REACH. وهذا العام، أوقف فيروس كورونا المستجد حملات التطعيم في جميع أنحاء العالم، رغم تحذير المجتمع الصحي من احتمال حدوث أزمة شلل أطفال جديدة، إلا أن الإمارات نجحت في التغلب على هذه التحديات الجديدة وكانت أول دولة تستأنف التطعيم من خلال حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال في باكستان.

معايير وقائية

وتنفذ الحملة وفق إجراءات وتدابير حديثة وبمعايير وقائية عالية، شملت إقامة دورات تدريبية لتأهيل الكادر لأداء المهمة في ظل التحديات الميدانية والمخاطر المتعلقة بحمايتهم وسلامتهم، وضمان حماية الأطفال المستهدفين بالتطعيم من الإصابة بفيروس كورونا، كما تم تزويدهم بمعدات وقاية شخصية تشمل الملابس والكمامات والقفازات ومواد التعقيم، بالإضافة إلى تنفيذ خطة جديدة للتوعية الإعلامية والاجتماعية، لتشجيع الآباء وحثهم على المبادرة بتطعيم أبنائهم ووقايتهم من الإصابة بشلل الأطفال، إضافة إلى حمايتهم من التعرض لخطر الإصابة بفيروس كورونا.