يوازن المطرب الأردني رامي خليل بين رغبته في أن يستمر بقوة في الساحة الغنائية، متسلحاً بأغانيه التي حققت رواجاً جماهيرياً، والواقع الفني الذي يعيشه معظم الفنانين الشباب الذين يعتمدون على أنفسهم في عالم الغناء، من دون شركات إنتاج أو تسويق ترعى مسيرتهم الفنية. ورامي عرفه الجمهور العربي من خلال أغنية «صدفة» التي قدمها شارة غنائية لمسلسل «أوراق الحب» من إنتاج قناة أبوظبي وبطولة ميساء مغربي وشهاب جوهر، وهو العمل الغنائي الذي حقق أكثر من عشرة ملايين مشاهدة عبر موقع «يوتيوب». في حواره مع «زهرة الخليج» يعلق رامي خليل على وضع الفنانين الشباب وفرصهم في الانتشار، وأشياء أخرى:

• هل ما زلت متأرجحاً في قرار احترافك الغناء؟

- الغناء حتى اليوم هواية أمارسها وأتمنى احترافها. الاحتراف مسألة ليست سهلة، خاصة في ظل عدم وجود شركة إنتاج يمكن أن تعمل على دعمي فنياً وتسويقياً بشكل صحيح. كل ما تسمعه وتقرؤه عني هو اجتهاد شخصي يساعدني به بعض الأصدقاء.

أوراق الحب

• لكنك حققت نجاحات كبيرة، ألا يكفي وصول إحدى أغانيك إلى 10 ملايين مشاهدة؟

- أغنية «صدفة» كانت شارة مسلسل «أوراق الحب» الذي عرض على قناة أبوظبي، وهي من كلمات الشاعر محمد سعيد الضنحاني وألحان وتوزيع وائل الشرقاوي، ويومها كنت في البدايات وحاولت كثيراً البناء على هذا النجاح، ورافقني لفترة مهمة صديقي المنتج الفني الأردني حازم العساف، وطرحنا أغنيات كثيرة لاقت رواجاً، ووصلنا إلى بعض المهرجانات العربية، كما شاركت في حلقة واحدة من برنامج «تاراتاتا» مع النجم اللبناني وائل جسار، وذاعت الحلقة وانتشرت بين الجمهور، ولاقت إشادات كثيرة.

• لكن لماذا توقفت؟

- النجاحات التي حققتها بعض الأغنيات جعلتنا نقرر أن نقدم أفضل منها، ونبحث عن أفكار غنائية جديدة، كان صعباً أن نرضى بأي شيء لنتواجد فقط، فكان القرار بالتوقف عند إنجاز معين، وألا ننزلق نحو الأغنيات السطحية التي لا ترتقي بذائقة الناس، ولا تضيف لرصيدي شيئاً. القرار كان صعباً لكنه هو ما حدث. عشت حيرة فنية خانقة وقد أكون ما زلت أعيشها حتى اليوم.

• لماذا لم تعلن توقفك فنياً؟

- فضلت الانسحاب بهدوء من الساحة الفنية وتفرغت لعائلتي وعملي الخاص. مررت بمشاعر متناقضة، لكنني تجاوزتها بإصراري على أن أكون فناناً يحترم ذائقة الناس فيما يقدم.

خطان متوازيان

• ماذا فعلت بعد ذلك؟

- قررت السير بخطين متوازيين، الأساسي عملي الخاص، والثاني هو مراقبتي للساحة الفنية وإبقاء صوتي مرناً ومطواعاً، فقمت بتدريبات يومية لصوتي وتعلمت عزف العود، وكنت أغني في جلسات خاصة مع أصدقائي.

• متى قررت أن تعود للغناء؟

- توقفت عن طرح الأغنيات لمدة ثلاث سنوات، ثم قررت أن ألجأ لمنصات مواقع التواصل الاجتماعي للتعريف بأعمالي الجديدة، ولإيصال صوتي للجمهور مجدداً، وحصدت إعجاب الناس على أغنياتي التي طرحتها وهي: (بكرا بتنساه - من كلمات وألحان ري صفدي وتوزيع موسيقي عباس صباح) وأغنيتان خليجيتان هما:(على طاري الغرام وضحتك - من كلمات أصايل وألحان البحر وتوزيع موسيقي حاتم منصور)، وأعدت تقديم رائعة المطربة القديرة سميرة توفيق (مقدر أقولك)، وغنيت مؤخراً لبيروت بعد انفجار المرفأ (بيروت غابة أرجوان - من كلمات الشاعر الراحل معروف رفيق وألحان خالد عياد)، وقريباً سأطرح أغنية جديدة بعنوان (أحبك - من كلمات رياض العلي وألحان وتوزيع محمد القيسي).

برامج المواهب

• هل فكرت في أن تجرب حظك في برامج اكتشاف المواهب؟

- مع احترامي لكل هذه البرامج والقائمين عليها، كثرتها أضرت بمعظم خريجيها، فالغالبية العظمى من المشتركين تواروا خلف الشهرة المؤقتة التي حصدوها، والأضواء التي سلطت عليهم سلاح ذو حدين، منهم من نجا واستمر ووجد شركة إنتاج ترعى حضوره، ومعظمهم قتلت أضواء الشهرة طموحهم. شخصياً أجد نفسي قد حققت الشهرة التي يمكن أن تمنحني إياها برامج المواهب، لكني أبحث عن الانتشار وفي حقيبتي عشرات الأغنيات التي تثبت أحقيتي كفنان بأن يطلق عليّ الناس وصف مطرب.

• هل تشعر بأنك تصفق بيد واحدة من دون شركة إنتاج؟

- أساساً أنا لا أصفق، أنا أسعى لترجمة أحاسيسي من خلال أغنيات أقدمها. أطمح وأتمنى أن ترعاني شركة إنتاج تتولى أغنياتي وتسوقها وتوصلها للجمهور، كثيرون مثلي يسعون لتقديم أفضل ما لديهم، وكلنا نسعى لعل الحظ يحالفنا، وحالياً مواقع التواصل الاجتماعي تبرز أعمالنا، لكن السؤال: هل تصل هذه الأعمال بالشكل الصحيح للناس؟

• هل يزعجك أن يشبّه الجمهور صوتك بصوت الفنان فضل شاكر؟

- الصوت موهبة يمنحها الله عز وجل لمن يشاء من عباده. الموضوع لا يزعجني، بل أتشرف بأن يرى الناس في صوتي ما يشبه صوت فنان كبير له قيمة فنية عالية وحضور في قلوب الجماهير مثل فضل شاكر. شخصياً لا أسعى لهذا الشبه في أغنياتي، وأحياناً أتعمد أن أغير من طبقة صوتي، إنما عندما أدندن أغنيات فضل، فلا مناص من هذا الشبه.

فيروز.. بدنا نصبّحك بالخير

في أرشيف المطرب رامي خليل أغنية بعنوان (فيروز.. بدنا نصبحك بالخير) كتبها الفنان مهدي الشيخ، ولحنها مهدي الشيخ مناصفة مع حازم العساف، ووزعها موسيقياً المايسترو ناصر الأسعد، عن فكرة للمنتج الفني حازم العساف، يقول رامي عنها: «هذه الأغنية تعبر عن حب ومشاعر كل شخص في هذه الدنيا، يبدأ صباحه بصوت السيدة فيروز، أرجو أن أكون أوصلت بصوتي شيئاً من الحب الذي يعمر قلوب الناس بمحبتها».

اقرأ أيضاً: حقيقة إصابة رانيا يوسف بفيروس كورونا!

وتقول كلمات الأغنية: «مل القمر نادى مع النجمات.. عم ننطرك فيروز شو اشتقنا/‏‏ تشرق معاكي الشمس غنيات.. حلّو بقى هالليل فرقنا/‏‏ قديش صبحتي علينا كتير.. وقديش غنينا معك بكير/‏‏ يا صوت يا أرزة وجبل ظلك.. رح انحني قدامك وقلك/‏‏ فيروز بدي صبحك بالخير.. فيروز بدنا نصبحك بالخير».