ترسيخاً لمشاركة أجيال الغد في صنع القرار، عن طريق الحوار والتعبير عن الرأي في إطار منظم، يطل البرلمان الإماراتي للطفل من نافذة الوعي، لإعداد جيل قادر على ممارسة أدواره ومساهمته الفاعلة في البناء والتنمية المجتمعية، في خطوة متقدمة لتعريف الأطفال بحقوقهم وكيفية الدفاع عنها. «زهرة الخليج» وهي تحتفي بيوم الطفل العالمي الذي يصادف العشرين من نوفمبر من كل عام، التقت مجموعة من أعضاء البرلمان، وسألتهم عن كيفية التعامل مع استراتيجيات العمل البرلماني في الصغر، وخطط الأعضاء الصغار في القضايا التي من المتوقع مناقشتها تحت قبة البرلمان.

طاولة النقاشات

كشفت الطفلة وديمة الدرمكي عن قائمة من التحديات والمشاكل التي ستضعها على طاولة النقاشات، والتي تواجهها هي وغيرها من أقرانها، حيث يرد الجانب الصحي أعلاها مبررة: «بعدما خالطت أصدقائي من أصحاب الهمم، أحسست بالمعاناة التي يمرون بها، ورغم التسهيلات والمساعدات المقدمة لهم، ما زالت هناك نواقص، فمثلاً برامج التلفزيون والقنوات، لا تدعم لغة الإشارة للصم والبكم، كذلك أريد تقديم الفعاليات والأنشطة من تنظيمي وتنظيم أصدقائي أعضاء البرلمان، ليكون لنا دور فعال وكلمة مسموعة». بينما يرغب الطفل سعود بن سالم القايدي من خلال وجوده في (برلمان الأطفال)، «تعزيز روح الثقة عند الصغار، ليصبحوا قادة في شبابهم، عبر تشجيعهم على التحلي بروح المسؤولية والقيام بالمبادرات المجتمعية».

حلقة وصل

يعتبر سعيد بن عمر المطيوعي البرلمان الإماراتي للطفل، منصة لإبداء الرأي، وفرصة سانحة لمنح الطفل المشاركة في صناعة القرارات قائلاً: «نسعى من خلال مشاركتنا في أن يكون الطفل شريكاً أساسياً في صياغة مستقبل دولة الإمارات، وتطوير ملف الطفولة فيها، مما سيشكل فارقاً كبيراً ويعزز المهارات ويصقلها، وأن تتم إعادة هيكلة وتعزيز مفهوم الطفل، ليكون خير سند وعون في رسم غدٍ أفضل وأجمل». ويشاركه الرأي زميله راشد بن خالد السويدي، الذي يخطط لإيصال صوت الأطفال والشباب اليافعين عالياً، وأن يكون حلقة الوصل بينهم وبين صُناع القرار والمسؤولين.

توعية وأمان

توعية الأطفال حول حقوقهم، وتثقيفهم حول واجباتهم لبناء مجتمع إماراتي مستعد لتقديم واجباته، ضمن هموم عدة ستحملها سلامة بنت سيف الطنيجي إلى أروقة البرلمان الإماراتي للطفل، مشيرة إلى قضايا أخرى ستناقشها، مثل: بناء مجتمع رقمي آمن للأطفال واليافعين، وإيصال صوت البرلمان الإماراتي إلى الصعيد العالمي، وتتمنى سلامة أن تكون أول سفيرة للأطفال واليافعين تمثل بلدها في المحافل الدولية.

صحة نفسية 

يتطلع  ظاهر بن محمد المهيري إلى تسليط الضوء على احتياجات وهموم (أصحاب الهمم)، ومحاولة نقل احتياجاتهم للمسؤولين في الحكومة. كما تطمح مريم بنت عمر الهاملي إلى مناقشة قضية التنمر، وإيجاد حلول للتخلص منه تماماً، وتطمح إلى مناقش مشاكل الصحة النفسية للأطفال، وكيف يمكن أن يكون أطفال الإمارات أصحاء جسدياً ونفسياً وعقلياً.

ولاء واستقرار

يسعى مروان بن يوسف بو هارون إلى توطيد العلاقه بين البرلمان وكافة أطفال الإمارات، من خلال تعريفهم بأهدافه وأنشطته وإنجازاته، لتمكين الأطفال والشباب من فهم حقوقهم ومسؤولياتهم تجاه الأسرة والمجتمع والوطن، إضافة إلى ترسيخ قيم المواطنة الصالحة والولاء للقيادة، بينما تتركز هموم عبد الله بن بدر العلي، في المساهمة في تكوين بيئة آمنة تضمن راحة واستقرار الأطفال في دولة الإمارات، إضافة إلى إشراك الطفل في القرارات التي تخصه وتعنيه، وإيصال صوته إلى الجهات المعنية.

إنشاء وتأسيس

بناء على توجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، تم إطلاق البرلمان الإماراتي للطفل، الذي جاء تماشياً مع الالتزام التام لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة بدعم حقوق الطفل، والتي ينص عليها قانون (وديمة)، وتعزيزاً للمشاركة الفعّالة لكل الأطفال بمن فيهم أصحاب الهمم وأسرهم والمؤسسات ذات الصلة بالقضايا والموضوعات المرتبطة بهم وبتنمية المجتمع، وانطلاقاً من المبادئ التوجيهية لاتفاقية حقوق الطفل الدولية (حق الطفل في التعبير عن نفسه وآرائه في كل الشؤون الخاصة بالطفل وأخذها بعين الاعتبار). وأعلن في فبراير 2019 عن إنشاء أول برلمان للطفل، اتساقاً مع برنامج التمكين السياسي الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة. ويتشكل البرلمان من 40 عضواً من جميع إمارات الدولة، مناصفة بين الذكور والإناث، أُسوةً بتشكيلة المجلس الوطني الاتحادي، وتتراوح أعمارهم بين (10 و16 عاماً)، ومن بينهم عضو من (أصحاب الهمم) من كل إمارة، يمثلون أطفال الإمارات، علماً بأن مدة العضوية هي عامان كاملان.

أهداف البرلمان

- تعريف الأطفال بحقوقهم وكيفية الدفاع عنها، طبقاً للاستراتيجية الوطنية للأمومة والطفولة وقانون حماية الطفل (وديمة) والاتفاقية الدولية لحماية حقوق الطفل.

- تدريب الطفل الإماراتي على استخدام وسائل التعبير عن الرأي وتقبل الرأي الآخر، وفقاً لآليات العمل البرلماني.

- تعزيز دور الطفل الإماراتي تجاه قضاياه الوطنية والعربية، وتبادل الخبرات والتجارب مع البرلمان العربي للطفل والبرلمانات العربية الأخرى.

- المشاركة في المنتديات والمهرجانات الخاصة بالأطفال على الصعيدين العربي والدولي.