أعلنت شركتا فايزر وبيونتك مؤخراً عن تطوير لقاح ضدّ فيروس كورونا، أثبت فعاليته بنسبة تتجاوز 90%، وفق ما ظهر في نتائج الاختبارات الأولية. وهو اللقاح الأول الذي حقق نتائج مرجوة، من بين عشرة لقاحات في مراحل الاختبار النهائي، وجرى اختباره على 43500 شخص في ستة بلدان.  وستوفر الشركتان 50 مليون جرعة بحلول نهاية العام الجاري، ونحو 1.3 مليار جرعة بحلول نهاية عام 2021. ويحتاج كلّ شخصّ إلى جرعتين من اللقاح.

ويخطط القائمون على تطويره لتقديم طلب طارئ لترخيص استخدام اللقاح بنهاية الشهر الجاري، ووصفوا هذا الإعلان بأنه (يوم عظيم للعلم والإنسانية).

ومن المنتظر أن يساعد التوصل إلى لقاح فعال - بالإضافة إلى الأدوية الأخرى - على تقليل القيود التي فرضت على حياة الناس منذ تفشي وباء كورونا. وهناك أكثر من عشرة لقاحات في المراحل النهائية للاختبار، لكن هذا هو اللقاح الأول الذي حقق نتائج مرجوة. لكن من القراءات والمعلومات المتاحة عن اللقاح المنتظر، يبدو أن هناك تحديات تواجه انتشاره على نطاق واسع نبرزها فيما يلي:

سُدس السكان

حسب ما أعلنتا، توفر الشركتان 50 مليون جرعة بحلول نهاية العام الجاري، ونحو 1.3 مليار جرعة بحلول نهاية عام 2021. ولأن كل شخص يحتاج إلى جرعتين من اللقاح، فهذا يعني أن 25 مليون شخص فقط يحصلون على اللقاح في المرحلة الأولى و650 مليون شخص حتى نهاية العام المقبل، وبالتالي فإن سُدس سكان العالم سيحصلون على اللقاح فقط، أما باقي سكان المعمورة فلن يتمكنوا من ذلك. لذا لن يحصل الجميع على اللقاح بشكل مباشر، وستقرر كل دولة من يجب منحه الأولوية، وبالتأكيد ستكون الأولوية لخط الدفاع الأول، والمتعاملين بشكل مباشر مع الجمهور وكبار السن، وذوي الهمم وأصحاب الأمراض المزمنة.

النقل والتخزين

اللقاح يجب أن يظل محفوظاً في درجة حرارة 70 -80 تحت الصفر، ولا يمكن وضعه في درجة حرارة أعلى، أكثر من أربع مرات خلال هذه الرحلة، ودرجة الحرارة هذه تمثل تحدياً كبيراً أمام عملية نقل اللقاح من المصانع إلى المستشفيات، فهي تحتاج إلى مبردات خاصة، فضلاً عن أن الكثير من المطارات وشركات الطيران حول العالم، لا تملك التجهيزات الكافية لشحن واستقبال هذا اللقاح.

ونظراً إلى أن غالبية اللقاحات المعروفة لا تحتاج إلى درجة حرارة منخفضة مثل هذه سواء للنقل أو التخزين، فإن غالبية المستشفيات لا يوجد بها البنية التحتية التي يمكنها التعامل مع اللقاح الجديد، المعتاد هو عدم وجود مراكز تخزين لقاحات بدرجات حرارة منخفضة للغاية، مثل تلك التي يتطلبها اللقاح الجديد، ومن غير المحتمل أن تكون متوافرة لدى المراكز الطبية المحلية.

طريقة الاستجابة

حسب ما أفادت شركة فايزر، فإنّ بيانات المرحلة الثالثة من التجارب على اللقاح، تظهر أنه فعال بنسبة 90%، أي أن هناك نحو 10% من المتلقين للقاح لن يكونوا بحماية بعد تلقيه. ومن المحتمل أن تكون هناك اختلافات في طريقة الاستجابة لهذا اللقاح من فرد إلى آخر، حتى باستخدام المتغيرات الديموغرافية الأساسية مثل العمر أو الجنس.

اقرأ أيضاً: هل يؤدي فيروس كورونا إلى الصمم؟