يحتضن معرض «فن أبوظبي» تجربة استثنائية في دورته الثانية عشرة التي ستقام ما بين 19 و26 نوفمبر الجاري، عبر منصات رقمية تفاعلية تجمع بين صالات العرض والفنانين من جميع أنحاء العالم بسبب جائحة كورونا، ولأول مرة يتعاون المعرض مع ستة قيمين فنيين مسؤولين عن صالات العرض والفنانين، لتقديم الأعمال الفنية والإبداعية عبر المنصة الإلكترونية، وسيركز كل منهم على بعد جغرافي مختلف، وستندمج اللقاءات المباشرة المصورة مع الفنانين والقيمين وصالات العرض معاً، ليقدم «فن أبوظبي» خلال معرضه الافتراضي برنامجاً عاماً تتخلله عروض أداء وعدد من المشاريع الواعدة التي سيستمتع بها الجمهور. ويبرز في «فن أبوظبي»، برنامج (آفاق الفنانين الناشئين) الذي ينظمه المعرض، للقيمة مايا الخليل، التي تقدم للجمهور مجموعة منتقاة من أعمال جديدة لثلاث فنانات إماراتيات، هن: هند المزاينة، عفراء الظاهري وعفراء السويدي، اللاتي سيقمن بمشاركة الجمهور مراحل تطوير أعمالهن الفنية وخطوات إنجازها، ويكشفن لـ«زهرة الخليج» رؤاهن.

عفراء الظاهري: أرسم بشعري

تعلن الفنانة عفراء الظاهري حماستها للمشاركة في معرض «فن أبوظبي»، وإشراك الجمهور تفاصيل مشروعها الفني، حيث تقدم أعمالاً مرسومة باستخدام الشعر، مستوحية الفكرة من الفنانة الفلسطينية اللبنانية منى حتوم، التي كانت تصنع من شعرها المتساقط قلائد، وهو المشروع الذي تقدمه عفراء في لوحات فنية مختلفة.

• أنت معروفة في مختلف أعمالك بإدخال المواد على اللوحة، لو تشرحين لنا بعضاً من التقنيات المستخدمة؟

- أعمالي دائماً فيها تمازج وتماهٍ مع المواد الإضافية، مثل الأسمنت والزجاج والسيراميك والدهان والجبس، كما أنني أتحدى هذه المواد لأستطيع مدى قدرته على شرح ما أريده، مثلاً الزجاج يجب أن تصبه بسرعة فائقة، فكنت أصب الزجاج على كوب الشاي، فيتكسر الكوب بفعل فرق درجة الحرارة، ولكن قبل أن يتفتت تماماً كنت أثبته بالزجاج المصبوب، فكنت أشعر بقدرتي على إيقاف الوقت مثلاً.

• أنت فنانة ومساعدة بروفيسور في جامعة زايد، فكيف واجهت المرحلة الصعبة أثناء جائحة كورونا؟ وهل استفدت منها؟

- وصلنا إلى مرحلة غريبة وغير طبيعية من السرعة والتغير بسبب «كوفيد 19»، وكان هناك شعور بأنه علينا أن نتوقف قليلاً، فأتت هذه الجائحة لتوقفنا وتجعلنا نفكر ونتفكر بما حصل معنا، وعلى الصعيد الشخصي، كنت دائماً أبحث عن طريقة لإبطاء الوقت، فتوقف الوقت، واستثمرته بشكل ممتاز، خاصة أنني عدت لزمن التسعينات وجلوسنا مع أهلنا، فتذكرت مثلاً عندما كانت أمي تعلمني (صناعة الكروشيه) وعدت فعلاً لهذه الهواية.

هند المزاينة: فيلمي ثمانيني

تقدم الفنانة هند المزاينة فيلماً وثائقياً قصيراً، يعود لحقبة الثمانينات بأسلوب عصري، في مشاركتها بمعرض «فن أبوظبي»، الذي تجد فيه هند فرصة ثمينة للعمل بمشروع يساعدها على التركيز فيما تقدمه من إبداع، بحماسة تصفها بالمفيدة، كونها تلتقي فيها مع القيمة مايا الخليل.

•  ما التكنيك الذي تستخدمينه في أعمالك؟

- أعمل على مقطع فيديو يتألف من لقطات أرشيفية، بالإضافة إلى نص، الفكرة الأصلية مستوحاة من مسابقة أقيمت عام 1980، ومن خلال الفيلم الذي أشارك به، أهدف إلى إنشاء قطعة فنية مختلفة، على أمل أن تجذب المشاهدين وتثير أسئلة وأفكاراً حول الذكريات والتاريخ. لا يزال عملي الفني في مراحله الأولى في الوقت الحالي ولا أريد الكشف عن المزيد حتى أكمله، كما أن جزءاً من العمل سينتهي أثناء المعرض بمشاركة الجمهور.

• واجه المشهد الفني الدولي عاماً عصيباً، كيف انعكس ذلك على إنتاجك الشخصي؟

- كان من الصعب التفكير في أي عمل جديد أو إنتاجه منذ أن بدأ فيروس كورونا بالانتشار، لأن هناك أشياء أكثر إلحاحاً يجب التركيز عليها، مثل: الأسرة والأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدة خلال هذه الفترة الصعبة، لكن خلال الشهرين الماضيين، كنت أحاول التقاط صور لمحيطي في دبي، لمساعدتي على التفكير في هذه الفترة، لاحقاً.

قيّمون وفنـانون

قام «فن أبوظبي» بدعوة قيّمين عالميين لتسليط الضوء على المشهد الفني المعاصر في مختلف المناطق الجغرافية، وذلك ضمن كل قسم من أقسام المعرض التي ستشتمل، عدا برنامج (آفاق الفنانين الناشئين)، على قسم (نظرة إلى الغد) وهو مخصص للفن المعاصر من مختلف أنحاء القارة الأفريقية برعاية سيمون نجامي. و(الفن الكوري المعاصر) الذي يستعرض المشهد الفني من كوريا الجنوبية، تحت إشراف القيّم الفني سونغ وو كيم. وقسم (الهند اليوم) الذي يركز على صالات عرض من شبه القارة الهندية، برعاية أشوين ثاداني. إضافة إلى قسم (صورة من الذاكرة) الخاص بالفنانين المعاصرين الذين تمثّلهم صالات العرض الإماراتية تحت إشراف القيّمة ندى رضا. وستقوم روز ليجون، القيّمة الفنية المشاركة من برنامج (اقتناء الأعمال الفنية كممارسة) التابع لمؤسسة دلفينا فاونديشن من لندن، بالإشراف كقيّم فني هذا العام على برنامج عروض الأداء بما يتناسب مع النسخة الرقمية للمعرض.

عفراء السويدي: حكاية كل بيت

تفخر الفنانة عفراء السويدي بمشاركتها لأول مرة في «فن أبوظبي»، حيث ترغب في أن تصل إلى الناس فكرة مشروعها، الذي تستخدم فيه أنواعاً من الحبال والألوان والخامات والقماش والحديد الدقيق والخيوط، لتشكل ما يسمى collages، وهي أوراق مجموعة مرصوصة فوق بعضها البعض.

•  إلى ماذا ترمزالأشكال التي تقدمينها؟

- هي عدة أشكال يمكن أن تخرج منها مواضيع مختلفة، والموضوع الذي اخترته هو ما الذي يحدث خلف الأبواب المغلقة، إنها حكاية كل بيت، والناس عامة لا يستطيعون أن يتكلموا عن هذا الأمر بشكل معلن، وأنا أحاول من خلال عملي أن أسلط الضوء على المرأة وطريقة عيشها، والعادات والتقاليد التي تحكمها، خاصة فيما يسمى عادة بأسرار البيت، ولأختصر الموضوع، شعاري في المشروع هو المثل الشعبي: (احذر عدوك مرة واحذر قريبك ألف مرة)، وهذا الأمر إن حدث عادة لا يتناوله أحد بل يتعاملون معه بنكران غريب، وهذا ما حمسني إلى تقديمه بأسلوب فني للفت الأنظار إليه.

• ما الذي تنتظرينه من مشاركتك في معرض «فن أبوظبي»؟

- من لا يرغب في أن يكون جزءاً من هذه التظاهرة الثقافية الفنية الرائعة في مدينة ساحرة مثل أبوظبي؟!، ولكن الأمر المحزن الوحيد أن المعرض هو أونلاين، وهو ما سيحرم الجمهور متعة التفاعل مع الأعمال الفنية بشكل مباشر، ولكن لا شك في أنها فرصة ممتازة وأنا فخورة بهذه المشاركة، وأعتقد أنني بعد هذا المعرض ستكون لي مشاركات عالمية، وبالتأكيد سأستفيد من عرض أفكاري على الجمهور. 

اقرأ أيضاً: أبوظبي للإعلام تشارك في معرض الشارقة الدولي للكتاب