منذ تعيينها في منصب مدير «فن أبوظبي» عام 2016، تسهم ديالا نسيبة الحائزة درجة ماجستير في الفنون المعاصرة في جامعة غلاسكو الأسكتلندية، في تطوير وإنجاح هذه المنصة الفنية المرموقة، لما تتمتع به من علاقات وثيقة مع رواد عالم الفن في المجتمعين الإماراتي والغربي، واندفاع لتشجيع الفنانين الشباب الموهوبين. في حوارها مع «زهرة الخليج»، تتحدث ديالا عن التحديات التي فرضتها جائحة كورونا، وما يخبئه المستقبل لهذا القطاع الحيوي، مع حلول الدورة الثانية عشرة من معرض «فن أبوظبي»التي ستنطلق 19 نوفمبر الجاري.

• كيف تعاملت مع مسألة تنظيم معرض فني في ظل التحديات التي فرضتها جائحة كورونا؟

- أحدث الوباء تغييراً كبيراً في أسلوب عملنا، إذ برزت الحاجة إلى توفير منصة افتراضية لتقديم الأعمال الفنية بشكل أفضل، وخلق سوق فني افتراضي قادر على بيع القطع الفنية عبر الإنترنت، لذا نحن نقاوم الفيروس بتمكين أساليب جديدة للفن والحياة التي نعشقها. صحيح أن مثل هذه المبيعات كانت تحدث قبل ظهور «كوفيد 19»، إلا أن غالبية المعارض الفنية لم تكن تملك مساحات افتراضية مناسبة لعرض الأعمال الفنية من خلالها. ظهور الوباء سرّع عملية تطوير بناء المواقع الإلكترونية في هذا القطاع، واستجابت صالات العرض والمعارض الفنية للأمر، من خلال ابتكار منصات رقمية تقدم من خلالها عروضاً فنية وتنظم فيها فعاليات وأحداث افتراضية. ورغم ذلك، وصلنا إلى مرحلة أدرك فيها الناس مدى افتقادهم للتواجد واقعياً أمام الأعمال الفنية والتفاعل المباشر. لهذا السبب، مهما أجرينا من تحسينات على عروضنا الافتراضية، فإنها لن تنجح في أن تحل مكان المعارض الواقعية.

• ما الذي يثير حماسك واهتمامك في المنصب الذي تتولينه؟

- ثمة أشياء كثيرة، مثل العمل مع فنانين مرموقين تم تكليفهم بأعمال فنية، تحدث تحولات دائمة في نظرتي إلى الأماكن التي أحبها مثل واحة العين، إضافة إلى العمل مع القيمين على المعارض الخاصة بهم، والتي أجدها ملهمة للتعمق فيها، ناهيك عن دعم الفنانين الناشئين لابتكار أعمال جديدة من خلال استضافة قيم فني كل عام، ودعم صالات العرض وأعمالها الفنية التي تعرض في الأكشاك الخاصة بها. باختصار يمكنني أن أصف ذلك بجملة واحدة، هي التفكير في أفضل السبل لدعم المشهد الفني هنا في الإمارات بشكل منتظم، وبذل أقصى الجهود لتحقيق ذلك.

• هل تطلعيننا كيف سيكون «فن أبوظبي» مختلفاً هذا العام؟

- سيتعاون ستة قيمين فنيين استثنائيين مع المعرض منهم: سيمون نجامي الذي سيرعى قسم الفن الأفريقي المعاصر، وكيم سونغ وو الذي سيشرف على قسم الفن الكوري المعاصر، وأشوين ثاداني الذي سيركز على صالات عرض من شبه القارة الهندية، وندى رزا التي تشرف على صالات العرض الإماراتية التي تمثل الفنانين المعاصرين، ومايا الخليل التي تعمل مع فنانين ناشئين على تنفيذ ثلاثة مشاريع فنية جديدة، وروز ليجون التي تشرف على برنامج أداء ينظر في كيفية الأداء في هذه الأوقات العصيبة والاستثنائية. 

• ما الذي يُميز «فن أبوظبــي» عــــن بقية المعارض الفنية الأخرى؟

- نحن منصة تتبع دائرة الثقافة والسياحة أبوظبي، وهذا ما يمنحنا تفويضاً أوسع وأشمل من غالبية المعارض الفنية التجارية، لناحية التفكير في كيفية المساهمة في المشهد الفني، ولعب دور محوري في المجتمع. نتيجة لذلك، لدينا برنامج على مدار العام يبقينا على تواصل، ويتضمن نشر التوعية والعمل على الفنانين المقيمين والمعارض المتنقلة.

• ما الخطوات أو الإجراءات المتبعة لبناء قاعدة من جامعي القطع والتحف الفنية في المنطقة؟

- هذا العام كان مختلفاً بسبب قيود السفر، لكن شبكة الإنترنت خلقت فرصاً رائعة لاستهداف فئة جديدة من جامعي القطع الفنية. على سبيل المثال، أطلقنا هذا الصيف ولأول مرة برنامجنا الصيفي عبر الإنترنت، بهدف تسليط الضوء أسبوعياً على فنان جديد من خلال تنظيم زيارات إلى استوديو افتراضي، حيث تعرض للبيع خمسة أعمال لهذا الفنان على انستغرام، قيمة كل منها أقل من 5000 دولار. سررت جداً عندما علمت أن أحد جامعي القطع الفنية من المنطقة والمقيم حالياً في نيويورك اشترى أربعة أعمالٍ من منصة انستغرام، كما وجد عدد من جامعي التحف الفنية في الإمارات طريقة لدعم صالات العرض.

• متى يكون المعرض الفني ناجحاً في رأيك؟

- عندما تبيع صالات العرض، ويجد الفنانون جامعين لأعمالهم، ويشعر الزوار سواء كانوا طلاباً أم عائلات أم رعاة معرض، بالإلهام والتفاعل مع العمل الفني عند التجول في المعرض كل عام.

• كيف سيتغير مشهد المعارض الفنية في السنوات المقبلة؟

- أعتقد أن بعض المعارض الفنية ستتوقف تماماً، لأن سوق الفن سوف ينكمش، والمعارض الفنية التي تسعى لجني الأرباح ستواجه الإغلاق. المعارض الفنية التي ستصمد هذا العام، ستكون الأقوى وعليها التكيف والتطور لمواصلة صمودها. وسيختفي جامع القطع الفنية التقليدي الذي كان يقضي ساعات في زيارة المعارض، ويظهر جيل جديد من النخبة الثرية التي تهتم أكثر بمدى التأثير الاجتماعي والعمل الخيري، أكثر من تكوين مجموعات فنية.

• ما المزايا التي يقدمها «فن أبوظبي» فيما خص الترويج للمشهد الفني الإماراتي؟

- أعتقد أن المشهد الفني الإماراتي مبتكر وديناميكي ومترابط، فنحن نقدم الدعم لبعضنا البعض. الشعور الحقيقي بالانتماء إلى مجتمع واحد والتعاون القائم هما وراء نجاح أي مبادرة ثقافية، وهذا ما يسهل الترويج للإبداع المذهل الذي نجده في الإمارات.

اقرأ أيضاً: «فن أبوظبي 2020» الإبداع أونلاين