تستحق «أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية»، الموقع المميز الذي وصلت إليه على خريطة الرياضة العالمية، إذ سارت منذ تأسيسها في أكتوبر 2010، بخطى ثابتة وواثقة نحو إنجاز نهضتها الرياضية، لتتبوأ على مدار عقد من الزمن مكانة رائدة على الساحة الرياضية الإقليمية والدولية بإنجازاتها المتتالية، بفضل دعم وتوجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، ومتابعة الشيخة فاطمة بنت هزاع بن زايد، رئيسة مجلس إدارة الأكاديمية، رئيسة نادي أبوظبي ونادي العين للسيدات. وفي حوارها مع «زهرة الخليج» احتفت ميثاء العرفي ممثلة «أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية»، بمشوار من الإبداع الرياضي النسوي الإماراتي الذي حققته الأكاديمية، والمكتسبات التي تم تحقيقها والخطوط العريضة للطموحات المستقبلية، ونسألها:

• ما أهم المكتسبات التي حققتها الأكاديمية منذ إنشائها؟

- تمكنت الأكاديمية من تحقيق العديد من الإنجازات والنجاحات في ملف رياضة المرأة، والتي ما كانت لتحقق لولا الدعم الذي حظينا به من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، والمتابعة المستمرة من الشيخة فاطمة بنت هزاع، إذ عملت الأكاديمية على مدار الأعوام العشرة الماضية على توفير بيئة جاذبة، تمنح الفرص للموهوبات من بنات الوطن، حيث لم تقتصر المهمة على تعزيز القدرات البدنية، بل أيضاً بتسخير البحث والتعليم من خلال عقد المؤتمرات والندوات في مختلف المواضيع الرياضية، وجعل الرياضة عنصراً أساسياً في الحياة اليومية للمرأة الإماراتية، مما يضمن لها تبني أسلوب حياة صحي ونشط.

تميز وريادة

• ماذا عن أبرز التحديات التي تخطتها الأكاديمية في طريقها نحو التطور؟

- واجهنا بعض التحديات المتعلقة بنظرة المجتمع، بما يخص الزي الذي يمكن أن ترتديه المرأة الإماراتية خلال ممارستها للرياضة، لكننا تجاوزنا هذه العقبات في طريقنا لإحداث التغيرات اللازمة في مجتمعنا، لإتاحة الفرصة أمام كل فتاة إماراتية أن تقتحم جميع المجالات بما فيها الرياضة، وكل هذه التطورات لم تكن وليدة اللحظة، بل تطلبت خطط وجلسات وحلقات نقاش تثقيفية وتوعوية، حتى يزيد إيمان المرأة الإماراتية بنفسها وثقتها بأنها قادرة على التميز والريادة.

• كيف تعاملتم مع جائحة كورونا في سبيل استمرار مسيرة الأكاديمية في دعم رياضة المرأة؟

- يعيش العالم في تحدِّ صعب للغاية بسبب جائحة «كوفيد 19»، إلا أننا لم نتوقف عن تنظيم الفعاليات الرياضية الافتراضية، وتشجيع المجتمع بكل فئاته على ممارسة الرياضة، ومنها منافسات الجري الافتراضية، بالإضافة إلى عقد ندوات ومحاضرات تثقيفية رياضية توعوية عن طريق التطبيقات الإلكترونية، التي حظيت بنجاح كبير من حيث التفاعل والتعاطي عبر منصات التواصل الاجتماعي.

• إلى أي مدى ستؤثر توابع الجائحة في المنظومة الرياضية النسائية بالدولة؟

- لم تهدد جائحة «كوفيد 19» منظومات الرياضة النسائية فقط، بل تخطت العالم ككل بمختلف الميادين، ومع ذلك لم تتوقف عجلة الحياة، ونحن في دولة الإمارات نسير على خطى قيادة رشيدة، تعرف كيف تدير الأزمات وتتخطاها، وعلينا نحن بدورنا أن نسهم في تجاوز هذه العقبات الاستثنائية بالالتزام، والحرص على اتباع التدابير الوقائية التي وضعتها الدولة لمحاربة الفيروس وبنفس الوقت الاجتهاد والعمل، لنثبت أننا على قدر المسؤولية التي على عاتقنا في قيادة الحركة الرياضية النسائية، بالتعاون مع كل الجهات والمؤسسات ضمن خطط ومعايير مدروسة بشكل تكاملي.

  • ترى ميثاء العرفي أن الرياضة عنصر أساسي للحفاظ على صحة الجسم، ومكافحة جائحة كورونا حالياً.

مكتسبات دولية

• كيف ستحافظ الأكاديمية على المكتسبات الرائدة التي قامت بها، في ظل جائحة كورونا؟

- الرياضة هي عنصر أساسي في مكافحة الجائحة، ومع قدرتنا على تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى واتباع بروتوكول صحي فعال وصارم يشمل إجراء فحوص للكشف عن الفيروس، واحترام التباعد الاجتماعي، فبالتالي يمكن القول إن جميع المشاركين والمشاركات في المحافل المقبلة، التي ستنظمها الأكاديمية، سيحظون ببيئة آمنة تضمن لهم الحفاظ على صحتهم وسلامتهم.

• ما مخططات الأكاديمية لتعزيز حضور المرأة الرياضية الإماراتية دولياً؟

- منذ تأسيس الأكاديمية ونحن نعمل ضمن استراتيجيات وخطط، من أبرز أهدافها تعزيز مكانة المرأة الإماراتية في دفعها نحو منصات التتويج في المحافل المحلية والدولية، وذلك بتوفير بيئة مخصصة للسيدات تحت إشراف مدربات، اختارتهن الأكاديمية خصيصاً لتدريب الفتيات والتأكد من سلامتهن، وتطوير هذه الخطط لإنشاء جيل يتمتع بصحة بدنية عالية، وإقبال كبير من الفتيات على الرياضات بمختلف أنواعها، ونحن بصدد توقيع المزيد من اتفاقيات التفاهم مع المؤسسات التي من شأنها تقديم الدعم للفتيات أثناء رحلة صناعة اللاعبات والبطلات، إضافة إلى مواصلة تنظيم البطولات التي تحظى بأرقام مشاركات عالية، وهذا من شأنه أن يزيد من خبرات اللاعبات المنتسبات للأكاديمية، فضلاً عن استضافة المؤتمرات الرياضية التي تستقبل العديد من الشخصيات الرياضية الدولية المؤثرة في مجالاتها، لتوفير فرص الاستفادة من هذه الخبرات بما يتناسب مع قدرات بنات الإمارات، اللاتي لا يعرفن حدوداً لطموحاتهن، والتنسيق مع الأندية الرياضية في الدولة للإشراف ومتابعة المواهب التي بإمكانها تحقيق الإنجازات العالمية.

  • نشاط رياضي لفارسات الأكاديمية في جبل حفيت بالعين.

العام العاشر

• ما نصيحتك للمحافظة على استدامة الإنجازات التي حققتها المرأة الإماراتية رياضياً؟

- الالتزام بالتعليمات والاحترازات الوقائية، وممارسة الرياضة وعدم الانقطاع عنها، ومحاولة تعلم كل شيء جديد، والاستفادة من التجارب الناجحة وألا نضع حداً لطموحاتنا.

• كيف استقبلت الأكاديمية عامها العاشر، وما المبادرات التي تم إطلاقها تزامناً مع احتفالات مرور 10 أعوام على التأسيس؟

- عملنا على إطلاق مبادرة تحدي عشرة ملايين خطوة تحت شعار (نحن قدها) عبر منصات التواصل الاجتماعي، وذلك تجسيداً للمكانة الرياضية الدولية التي وصلت إليها الأكاديمية في فترة زمنية قياسية، إذ تتمثل المبادرة الجديدة في تحدٍّ يتنافس فيه كل المشاركين، باحتساب كل خطوة يخطونها في أي مكان يوجدون فيه من أجل التحفيز على ممارسة النشاط الرياضي، وتشجيعاً على اتباع أسلوب حياة صحي، ويعكس شعار المبادرة عزيمة المجتمع الإماراتي في مواجهة كافة التحديات.

  • ميثاء العرفي: مبادرة 10 ملايين خطوة تؤكد المكانة الرياضية الدولية التي وصلت إليها الأكاديمية.

رؤية أكاديمية

«أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية» كيان حكومي غير ربحي مقره إمارة أبوظبي. تأسست الأكاديمية في أكتوبر 2010، ويترأس مجلس إدارتها الشيخة فاطمة بنت هزَّاع بن زايد آل نهيان، وتكرس الأكاديمية جهودها لنشر وتيسير ممارسة الرياضة النسائية في دولة الإمارات. تسعى الأكاديمية، برعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، إلى جعل الرياضة عنصراً أساسياً في الحياة اليومية للمرأة الإماراتية على اختلاف الأعمار والخلفيات والحالة البدنية، بما يضمن تبني المرأة الإماراتية أسلوب حياة صحي ونشط ويعزز غرس قيم الروح الرياضية في الوعي العام لدولة الإمارات. وتضطلع الأكاديمية بهذه المهمة، من خلال استضافة العديد من الفعاليات الرياضية المحلية والإقليمية والدولية، وتسهيل الأنشطة المجتمعية، وإدارة المواهب المحلية وتطويرها، بجانب جهودها التعليمية والبحثية. وتحقيقاً للتفويض الخاص بها، تعقد الأكاديمية شراكات مع مجلس أبوظبي الرياضي وغيره من الكيانات الحكومية والاتحادات الرياضية الأخرى المعنية.

اقرأ أيضاً: سلامة خلفان: أحب الحياة بكل ألوانها