في ظل تفشي جائحة كوفيد -19 وما صاحبها من قيود مفروضة على نمط حياتنا اليومي، لا شك أن أحد اهتماماتك كأم هو صحة أطفالك وتعزيز جهازهم المناعي لمساعدتهم على محاربة أنواع مختلفة من العدوى. 

ومن المعروف أن العديد من الأطعمة لاسيما الفواكه والخضراوات تعتبر مصادر طبيعية للفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة التي تدعم أجهزتهم المناعية. أما الأغذية المدعمة بالفيتامينات والمعادن، والتي تعادل في أهميتها الفواكه والخضراوات، تسهم في تعزيز مناعة الأطفال وتحفز نموهم وتطورهم بشكل عام. 

ولذلك يجب أن يبقى الحليب المشروب الأساسي في النظام الغذائي لأطفالنا، وتحديداً الحليب المجفف والمدعم المُعد خصيصاً لتلبية احتياجات أطفالنا الغذائية من سن الخامسة.  

لماذا؟

 

على الرغم من اختلاف الباحثين حول العلاقة ما بين تناول منتجات الألبان ومناعة الجسم، تشير الدلائل الحالية  إلى احتمالية أن يكون استهلاك منتجات الألبان مرتبطاً بتعزيز جهاز المناعة، وذلك لغناها بالعناصر الغذائية الضرورية. وتشكل العناصر الغذائية المتعددة مثل الزنك، والسيلينيوم، وفيتامين (أ) و (ب12) الموجودة بشكل طبيعي في الحليب ومنتجات الألبان ضرورة لعمل الجهاز المناعي بشكل مثالي. 

ومن المعلوم كذلك امتلاك الحليب المدعم المجفف قيمة غذائية أعلى من تلك التي في الحليب السائل. فالحليب المجفف يتميز بإمكانية تدعيمه بكميات مناسبة من أي نوع تقريباً من الفيتامينات والمعادن ليتسنى للجسم امتصاصها بشكل جيد. إن اختيارنا الحليب المجفف المدعم والمصمم خصيصاً ليناسب المرحلة العمرية لأطفالنا واحتياجاتها، سيساعدنا على منحهم حاجتهم اليومية من العناصر الغذائية. 

وفيما يلي إضاءة حول العناصر الغذائية الرئيسية التي تشكل داعماً لنظام المناعة في الجسم:

البروتين

يلعب البروتين دوراً رئيسياً في دعم مناعة أجسامنا لاسيما في مساعدتها على الشفاء والتعافي. ومن المعروف أيضاً تمتع البروتينات المشتقة من منتجات الألبان بجودة عالية، لأنها تحتوي على الأحماض الأمينية الأساسية، مما يجعل منتجات الألبان خياراً مثالياً لتعزيز مناعة الجسم. 

مصادر البروتين الطبيعية: اللحوم الخالية من الدهون والدواجن، والمأكولات البحرية، والبيض، والفاصولياء، والمكسرات غير المملحة، والبذور.

تحتوي بيضة واحدة كبيرة على 6.2 غم من البروتين، مما يغطي أكثر من 20% من الاحتياجات اليومية من البروتين لطفل بعمر 8 سنوت

الحديد

أكدت الدراسات التي أجريت على مدى السنوات العشر الماضية، أن الحديد يعد أحد المعادن الأساسية والضرورية لتطوير جهاز المناعة الطبيعي. 

مصادر الحديد الطبيعية:  اللحوم الحمراء، والفاصولياء، والعدس، ورقائق الإفطار والخبز المصنوع من الحبوب الكاملة، والخضروات ذات الأوراق الداكنة. 

يعتبر سمك السردين المعلب مصدراً ممتازاً للحديد، ويأتي في المرتبة الثانية بعد كبد الدجاج واللحم. وأن 60 غم من اللحم البقري المطبوخ تمنح الجسم 2,4 غم من الحديد، مما يغطي 24% من احتياجات طفل بعمر 4-8 سنوات. 

الزنك

يعتبر الزنك من المعادن التي  تساعد جهاز المناعة على العمل بكفاءة. كما يعزز سرعة التئام الجروح. 

مصادر الزنك الطبيعية: اللحوم، والمأكولات البحرية، والحليب، ومنتجات الحبوب الكاملة. 

يحتوي المحار على كمية كبيرة من الزنك مقارنة بأي وجبة طعام أخرى، ويتبعه مباشرة لحم البقر.

فيتامين أ 

يدعم فيتامين أ جهاز المناعة، كما يحمي الجسم من العدوى عبر المحافظة على سلامة أنسجة الجهاز التنفسي والفم والمعدة والأمعاء. 

مصادر فيتامين أ الطبيعية: الجزر، والبطاطا الحلوة، والفلفل الأحمر، والسبانخ، والمشمش، والبيض.

البطاطا الحلوة من أغنى المصادر الطبيعية بـ فيتامين أ. حيث تحتوي البطاطا الحلوة المخبوزة بالقشر على 1405 ميكروغرامات من فيتامين أ، أي أكثر بثلاث مرات  من الاحتياج اليومي  لطفل بعمر 4-8 سنوات. 

فيتامين ج

يلعب فيتامين ج دوراً في تحفيز تكوين الأجسام المضادة، والتي تشكل بدورها آليات دفاع الجسم ضد الأمراض.

يعمل فيتامين ج على تعزيز قدرة الجسم على امتصاص الحديد. 

مصادر فيتامين ج الطبيعية: البرتقال، الفلفل الأحمر الحلو، والطماطم، والبروكلي، والفراولة، والبابايا.

يحتوي الفلفل الأحمر الحلو على ضعف كمية فيتامين ج الموجودة في البرتقال. 

على الرغم من أن أهمية التغذية المتوازنة لتقوية جهاز المناعة، إلا أنه لايوجد غذاء واحد يمكنه أن يمنع الأمراض أو العدوى. ولكن، بإمكاننا الإسهام في تعزيز جهاز المناعة لدى أطفالنا من خلال تزويدهم يومياً بأغذية غنية بالعناصر الغذائية والمنتجات المدعمة. وتذكري دائماً أهمية تزويد أطفالك يومياً بكوبين من الحليب المدعم، والتي تكفي لاحتياجاتهم اليومية من العناصر الغذائية الأساسية  التي لم يحصلوا عليها بشكل كافٍ من خلال نظامهم الغذائي المعتاد. سينمو أطفالك بكل صحة وسعادة بفضل الحب والتغذية الصحيحة التي تمنحينها  لهم.