كادت الأمطار الغزيرة التي شهدتها القاهرة مساء الجمعة تعصف بأول حفل لكوكب الشرق في مصر باستخدام تقنية الـ(هولوغرام)، وذلك بساحة قصر عابدين أحد أشهر قصور مصر التاريخية، ورغم غزارة الأمطار التي شهدتها بعض محافظات مصر، إلا أن الجمهور من عشاق (الست) أصروا على حضور الحفل في واحدة من سهرات القاهرة الساحرة والطرب الأصيل.

اللافت للنظر كان الوجود الشبابي الكبير من الجنسين، ووجود عدد كبير من مشاهير المجتمع منهم الإعلامي كابتن أحمد شوبير وحرمه، والإعلامية ياسمين طه وغيرهم، ممن استمتعوا بأجمل ما غنت (كوكب الشرق) طوال مشوارها الفني، وسط حالة ومؤثرات أقرب لحفلاتها المباشرة التي كانت تحييها، والتفاعل من حيث عاصفة التصفيق التي تصاحب كل أغنية، خاصة أنها ظهرت مرتدية العديد من الفساتين بمختلف الألوان.

الحفل هو إحدى سلسلة الحفلات التي قدمت سابقاً بتقنية الهولوغرام للسيدة أم كلثوم، في عدد من الدول العربية منها الإمارات ومصر والكويت والأردن ولبنان والعراق، وتتضمن التقنية ظهور أم كلثوم على المسرح بشكل متعدد الأبعاد، يعطي صورة طبيعية لها باستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة، لتمنح المشاهد شعوراً مرئياً ومسموعاً بوجودها على المسرح.

وكشفت الشركة المنظمة عن أن اختيار قصر عابدين لإقامة الحفل، كان فرصة لعشاق الطرب الأصيل ليكونوا جزءاً من ليلة غنائية فريدة، تمتزج فيها قوة وجمال صوت أم كلثوم، وعظمة وعراقة المكان بأجوائه التي تتماشى مع روح الماضي، حيث لم يعد حضور حفل لأم كلثوم ضرباً من الخيال بعد الآن، وساعدت تقنية الهولوغرام الكثيرين على تحقيق هذا الحلم، من خلال تكوين صور شبه حقيقية لأيقونة الفن العربي الراحلة، لتعيد بها أجواء الحفلات التي كانت كل منها تشكل تجربة فنية متميزة ليس لجمهور الحضور فحسب، فكل عمل فني قدمته أم كلثوم في هذه الحفلات كان بمثابة قطعة فنية فريدة في اللحن والكلمات والأداء الذي لا مثيل له حتى اليوم؛ وتضمن الحفل أكثر من أغنية لكوكب الشرق مثل (أنت عمري، سيرة الحب، أمل حياتي، ولسه فاكر)، وإقامة هذه الحفلات الكلاسيكية فرصة لإعادة تشكيل الوعي والسمو بالوجدان.

وكان قصر عابدين، الذي احتضن الحفل، هو المكان الذي أنعم فيه في سبتمبر 1944، الملك فاروق الأول على أم كلثوم بنيشان الكمال من الدرجة الثالثة، والذي يصبح لقبها بموجبه (صاحبة العصمة) ليكون لها ما لأميرات العائلة المالكة وزوجات رؤساء الوزارة من امتيازات، وقد كانت سابقة لم تتكرر في الحقبة الملكية، بأن يمنح اللقب إلى امرأة من طبقة عوام الفلاحين، والتي تنتمي إليها أم كلثوم.