• الدكتورة ياسمين الخالدي

 

تشير الدكتورة ياسمين الخالدي مدربة وخبيرة تنمية الذات، إلى أن أنواع الحموات تتعدد بتعدد الطباع والشخصيات الإنسانية واختلافات البيئة والتنشئة الأسرية التي نشأت وتربت كل سيدة فيها. وتضيف: «هنالك الحماة الأُم التي تعي وتعرف أنها ضمت إلى بيتها (بنتاً وليست زوجة ابن)، والحماة الأُخرى التي تعتبر زوجة ابنها (خصماً) يجب الانقضاض عليه، من أول يوم أو عند أي فرصة سانحة لها، لذا تجد بعض الزوجات أنفسهن حائرات حول الطريقة والأسلوب المناسب للتعامل مع الحموات».

كيف أتعامل مع حماتي؟
تشير الخالدي الى أن المدخل الأول، للجواب عن السؤال الذي يراود معظم الزوجات، حول كيفية التعامل مع الحماة، يجب أن يكون من خلال معرفة شخصيتها ونوعها، فالأمهات الحموات في نهاية الأمر يرغبن في إشباع وتحقيق حاجات نفسية وعاطفية أو مادية من أبنائهن، لذلك عزيزتي الزوجة، عندما تعرفين شخصية حماتك جيداً، سيمكنك احتواء وتلاشي نقاط الاصطدام معها، وتجنب المواجهات المباشرة، بل ستكونين قريبة منها أكثر وقادرة على كسب قلبها ومشاعرها وتكسبين تعاطفها الدائم معكِ.


أشكال وألوان

توضح الخالدي أنواع الحموات، وكيفية التعامل مع كل واحدة بطريقة ذكية.

الغيورة: تلجأ إلى توجيه النقد واللوم المباشر والجارح أحياناً إلى زوجة الابن، وقد تعيب طريقة الملبس والمأكل وأسلوب الكلام وطريقة تربية الزوجة لأبنائها. وأفضل أسلوب تقوم به الزوجة للتعامل معها، هو الصمت والتجاهل والابتسامة، من دون التحدث إليها والخوض في حوار حول هذه الملاحظات، وعلى الزوجة ألا تحاول الدفاع عن نفسها أو تبرير موقفها أو تقديم الأعذار، لأن كل نقاش سينتهي إلى نزاع وخلاف، تتهم فيه الحماة زوجة ابنها بالتطاول وعدم الاحترام.

أم العريف: يتشابه هذا النوع من الحموات مع الحماة الغيورة، في كونها تنظر لشخصية الزوجة نظرة ناقدة، لكن هذا النوع أقل عدوانية وأقل حدة، فهي تهتم بتقديم الكثير من الملاحظات، وغالباً ما يسبق كلامها عبارات مثل: «لما كنت بعمرك، وفي أشياء رح تتعلميها مع الوقت». وأفضل أسلوب تقوم به الزوجة للتعامل معها، مسايرتها وعدم التصادم معها، وإبداء الاهتمام بما تقوله والاستماع لها، وتنفيذ المقبول والمنطقي من النصائح، ولكن من الضروري ألا تسمح الزوجة لحماتها بإلغاء شخصيتها وعقلها تماماً، وعلى الزوجة أن تجعل لبيتها وزوجها خصوصية وأسلوباً يجذبه إليها بطريقة غير مباشرة، ومن دون أن تشعره بذلك.

المتذمرة: هي شخصية تعاني طاقة سلبية نتيجة حياة تعيسة، فتحاول نقلها إلى الآخرين وعليك الحذر منها، فهذا النوع من الحموات لا يتوقف عن الشكوى من كل شيء حوله، بدءاً من أصغر وأبسط شيء، وانتهاءً بزوجة ابنها التي لا ترعى بيتها ولا زوجها، كما ينبغي وذلك من وجهه نظرها. وأفضل أسلوب تقوم به الزوجة للتعامل معها، ألا تخضعي أبداً لطاقتها السلبية، ولا تجعليها تنقل إليك هذا التأفف والتذمر من الحياة، حافظي على عقلك معزولاً عن كلامها (البلوك العقلي) عن الكلام والمشاعر السلبية، وحاولي اختيار الموضوعات محل الحديث بينكما، واشغلي تفكيرها في أمور بعيدة عنك وعن زوجك، أما في الأمور المشتركة والتي طلبتها منكِ، فاجعلي زوجك شاهداً وحاضراً بطريقة غير مباشرة على ما تقدمينه من خدمات، حتى لا تجد شكاواها مصداقية عنده.

الفضولية: هنا تكون الحماة على قدر عالٍ من الفضول، وتتدخل في كل التفاصيل ولديها حب معرفة كل ما يدور من حولها، وتثير المشاكل أحياناً وتظهر بدور الضحية. وأفضل أسلوب تقوم به الزوجة للتعامل معها، أن تضع حداً بينهما في التعامل منذ أول يوم، من دون تجاوز، وأن تجعل العلاقة بها سطحية فلا تسمح بالدخول في تفاصيل حياتها الخاصة مع إبداء كل الحب والاحترام لها، كما يجب أيضاً الاتفاق مع الزوج على عدم سرد تفاصيل الحياة الزوجية أمام الأم والأهل والالتزام بالخصوصية وعدم إشراك والدته في الخلافات الزوجية.

المسيطرة: تلجأ الحماة هنا إلى تقديم المساعدات المالية والمادية، وتظن حينها أن ذلك يعطيها الحق في توجيه العائلة الصغيرة، فتبدأ بإعطاء أوامر مباشرة للزوجة، وتظهر مشكلة الزوجة مع حماتها المتسلطة جلية، عندما تفاجأ بأن زوجها ضعيف الشخصية أمام والدته، فمن المحتمل أن يغير زوجها رأياً اتفقا عليه مسبقاً بعد تعليمات الأم، فيحدث الكثير من الاضطرابات والمشاكل وخصوصاً في السنوات الأولى للزواج. وأفضل أسلوب تقوم به الزوجة للتعامل معها، أن تضع الزوجة مع زوجها قواعد وأُسساً ثابتة حول المواضيع التي قد تسبب الخلافات الزوجية، لاسيما أن حجم تدخل الأهل يأتي على رأس هذهِ القائمة، فعلى الزوجة الحرص في فترة الخِطبة على الاتفاق مع الزوج على الحدود المقبولة والمنطقية لتدخل الأم في حياتهما وتوضيح المجالات المسموح بها لإبداء الرأي، والمجالات الممنوعة والخاصة بهما كزوجين فقط، والتي يمنع على أي إنسان أن يشاركهما الرأي فيها.

وهنا توضح الخالدي: «إذا شعرت في فترة الخطٍبة بأن خطيبك لا يملك شخصية مستقلة تجعله يميز ما بين التدخل (المقبول) والتدخل (المسيطر) من الأُم، فيجب حينئذ أن تعيدي التفكير في استكمال موضوع الزواج. أما إن حدث ذلك بعد الزواج، فعليك النقاش مع زوجك بهدوء شديد، عن ضرورة أن يكون لكما حياة خاصة، حتى لا تتسع هوة الخلاف بينكما من أجل مصلحة البيت والأبناء، ورويداً رويداً عندما يجدك الزوج صابرة، تتعاملين بحكمة وروية سيغير من طبعه وتستقيم الحياة بينكما».

 

ليست حرباً
تؤكد الخالدي أن على الزوجة أن تضع في حسبانها، أنها لا تعيش حرباً مع حماتها وعائلة زوجها، فمن البداية عليها أن تقرر أن تكون عائلة زوجها هي عائلتها الثانية، وعليها أن تعامل حماتها بلطف ولين، فهي والدة زوجها وجدة أبنائها في المستقبل، وأن لها كل الحب والاحترام، فمهما حصل ستتغير الحماة إلى الأفضل عندما ترى زوجة ابنها حنونة ومهذبة ولطيفة في تعاملها، وستلين مشاعرها.