هل تعلمون أن المحيط المادي الذي يعيش فيه الطفل يؤثر في تكوين شخصيته؟ فهنالك علاقة كبيرة بين تصميم الغرف التي نشأ فيها الأطفال وشخصياتهم أو أدائهم المدرسي والاجتماعي. لهذا ومن أجل ضمان أن يعيش أطفالكم في جو إيجابي ومتناغم يمنحهم الأمن العاطفي والجسدي والشعور بالانتماء، نقدم لكم مجموعة من النصائح المبنية على فلسفة (الفنغ شوي)، أي فن التناغم مع الفضاء المحيط وتدفقات الطاقة للعيش بشكل إيجابي ومن دون توتر.

 

* تصميم غرفة للطفل بشكل يتناسب مع عمره: فالطريقة التي نتعامل بها مع الطفل في الغرفة تؤثر بشكل كبير في نموه الشخصي. من المهم أن يلبي تصميم الغرفة احتياجات الطفل في كل مرحلة من مراحل نموه. على سبيل المثال، يحب الأطفال الصغار النوم مع أشقائهم الذين يمنحونهم شعوراً بالأمان، وعندما يكبرون يحتاجون إلى مزيد من الاستقلالية والخصوصية.

* يعتمد ترتيب الغرفة واختيار المواد والألوان والارتفاعات أيضاً على عمر الطفل: تبدو غرفة الأطفال الرضع مختلفة تماماً عن غرفة الأطفال في سن ما قبل دخول المدرسة. وتختلف غرفة الطفل في المدرسة عن غرفة المراهقين، إذ لا يمكن ترك ألعاب الطفل الرضيع في سرير أو غرفة الطفل الذي يرتاد المدرسة، كي لا يشعر بأنه لا يزال رضيعاً وهو ما يمكن أن يؤثر في سلوكه أيضاً. كذلك، لا يمكن وضع الألعاب والكتب في مكان عالٍ لا يمكن للطفل الوصول إليه، إذ سيشعر هذا الطفل بشكل ثابت بأنه صغير وعاجز.

 

* السماح بحركة الطاقة المناسبة: يجب أن تتدفق الطاقة الإيجابية بسهولة ولطف في أرجاء الغرفة من دون أن تفقد قوتها. بمعنى آخر، يجب السماح للطفل بالبقاء في غرفته لفترة طويلة من دون الحاجة إلى مغادرتها بشكل متكرر. أحد الأشياء التي تعيق تدفق الطاقة هي الفوضى، والأطفال معروفون بأنهم مصنعون لها، وقد يسهم الآباء أنفسهم في ذلك من خلال ملء الغرفة بالكثير من الألعاب. في هذه الحالة، تضيق المساحة التي يمكن للطفل التحرك فيها، مما يؤثر أيضاً في قدراته الفكرية للتعبير عن مشاعره. ناهيك عن أن كثرة الألعاب يجعل الآباء يعتقدون بأن الطفل لديه ألعاب كافية، وبالتالي يتوقفون عن تجديدها بحسب المستوى العمري للطفل.

* التظيف والترتيب: يوصى بتجنب الاحتفاظ بالأشياء القديمة أو المكسورة، والألعاب التي تكون أجزاؤها مفقودة، إلخ. يُنصح بإعادة ترتيب الألعاب بانتظام، والتبرع بالألعاب القديمة للأقارب أو الأصدقاء أو العائلات المحتاجة. هكذا يتعلم الطفل أيضاً أهمية العطاء. كذلك من المهم الانتباه إلى تنظيف المساحة بين الخزانة والسقف والجدار، وإذا أمكن استخدامها لوضع إنارة إضافية أو أواني الزهور. ومن الأسباب الأخرى التي تبعث طاقة سلبية السجاد غير النظيف على الأرض، والزوايا الحادة للأثاث، والأدراج الصلبة، والمقابض الكبيرة جداً للخزانة، والأرضية الزلقة وأي شيء يمكن أن يشكل خطراً على الطفل.

 

* مكان الغرفة والإضاءة: يفضل الفصل قدر الإمكان بين مناطق مختلفة من الغرفة، كأن تكون منطقة النوم هادئة ودافئة وبعيدة عن منطقة اللعب قدر الإمكان. يمكن وضع أدراج تخزين الألعاب بالقرب من منطقة النوم، بينما ستكون منطقة اللعب نفسها بعيدة. أما الإضاءة فيجب أن تكون المنطقة الأكثر إشراقاً هي منطقة اللعب في حين أن تكون منطقة النوم أكثر قتامة. في حال كان هناك من إمكانية، يُنصح بوجود غرف منفصلة للنوم واللعب.

* يؤثر وضع السرير بشكل كبير في نوعية النوم لدى الكبار والصغار على حد سواء: من المهم ألا يتم وضع السرير في خط مستقيم مع الباب، وألا يكون تحت المصباح، وأن يكون مدعوماً بجدارين على الأقل كما أنه بحسب فلسفة الفنغ شوي يجب ألا يواجه الرأس أو الساقان الحمام.