ماذا تعني كلمة وطن؟

هل هي جغرافيا المكان وحدوده؟ أم مساحة أرحب من الحب تسكن قلوبنا؟.. هل هي كلمات نشيد وألوان علم؟ أم فعل امتنان لأرض منحت النعم وقيادة زرعت بداخلها الأمان؟.. أم....؟ أم....؟

السؤال قد يبدو بسيطاً لدرجة تشعر معها بأن مجرد كلمات تكفي للإجابة عنه، لكن عندما تحاول، سوف تصطدم بعمق الحيرة التي لا تكفيها كل حروف اللغة لإزالتها من قلبك.. وكل إجابة تقودك إلى سؤال أكبر، وتخلق حيرة أكثر عمقاً.

في الإمارات، التي تحتفل بيومها الوطني في الثاني من ديسمبر كل عام، تأخذ كلمة وطن معنى أشمل وأكبر، وتتسع مظلة الكلمة لتشمل كل مُحب للعلم وكل صاحب موهبة، فقبل أيام معدودات من احتفالاتها بعيدها الـ49 بعثت الإمارات برسالة «مواطنة» إلى «العلم» ليسكنها.. رسالة إلى كل العلماء، وكل من يجتهد في المعرفة، وكل من يحلم بمستقبل أفضل، مفادها أن الإمارات ستكون هي وطنه الذي يستوعب نبوغه وعلمه واجتهاده، وسيكون هو جزءاً من نهضتها ومشاركاً في بناء وطن حدود أحلامه تتجاوز الأحلام نفسها.

ما أجمل الوطن الذي ينتصر للعلم وعلى أرضه تصنع المعجزات.. ما أجمل الوطن وهو يحقق عاماً بعد آخر ما يدهش العالم.. ما أجمل الوطن وهو دائماً يسبق بخطوات، ربما كان أحدثها تشكيل (لجنة إدارة وحوكمة التعافي من أزمة جائحة كوفيد 19)، ليس فقط لضمان أمن واستدامة المجالات الحيوية مثل الغذاء والدواء والطاقة، وإنما لتعزيز ودعم كل ما من شأنه تحقيق التعافي من آثار الأزمة، واستمرارية الأعمال والخدمات والإنتاج بما يضمن عودة الحياة سريعاً لطبيعتها. وهي اللجنة التي يبدو وجودها منطقياً في دولة تأتي في مقدمة الدول العربية وفي المرتبة 37 عالمياً في التعامل مع «كوفيد 19».

أيام قليلة ونستقبل عاماً جديداً نتمناه أفضل في كل شىء، ورغم كل الأحداث الاستثنائية التي شهدها عام 2020، إلا أنه كان مليئاً بالإيجابيات وخاصة على مستوى الدفء العائلي الذي عاد ليسكن جدران منازلنا، وإدراكنا لقيمة كل تفاصيل الحياة البسيطة، التي أفقدنا اعتيادها وممارستها بشكل آلي، الإحساس بروعة جمالها.. نعم كان عاماً صعباً، لكننا كنا في حاجة إلى تلك الخلوة مع النفس، وإعادة ترتيب أولوياتنا، والتمهل قليلاً لنعيش سنوات مقبلة أقرب إلى إنسانيتنا التي التهينا عنها في زحام سرعة العصر.

بين أيديكم العدد الأخير من «زهرتكم» لعام 2020، وتزين غلافه الفنانة بلقيس التي تعد رحلتها مع الغناء وفي العمل الخاص «أيقونة نجاح» لكل إنسان إيجابي، يتخذ من الأمل والتفاؤل مجدافين يصارع بهما أمواج الحياة، فقد فاجأت الجميع بإطلاق علامتها الخاصة Bex Beauty في توقيت استثنائي، وأقدمت على تجربة الإخراج لأول مرة.. والعدد مليء بموضوعات أخرى شيقة اجتماعية وفنية وثقافية ورياضية وصحية وسياحية، إضافة إلى ما يميز الزهرة في مجال الأزياء والمجوهرات والتجميل والديكور.. وأخيراً «تفاءلوا بالخير تجدوه».