كانت المرأة الإماراتية تحيك ملابسها البسيطة بيدها، وتميزت أزياؤها بسمات جمالية فريدة. ومع مرور السنين وازنت الإماراتية بين الحفاظ على زيها التقليدي الأصيل وهويتها العربية، مع مواكبة الحداثة وخطوط الموضة العالمية في الوقت عينه، فشهدنا انطلاق مصممات أزياء إماراتيات أسهمن في إعادة ابتكار اللباس التقليدي الغني بأنواعه المتعددة وتقديمه بلمسات عصريّة، ومن ثم نقله إلى العالم أجمع.

  • يعكس ثوب المصممة سارة التميمي حنينها إلى الماضي الذي تستحضر جماله ورقيه.

تغيرات وتحولات

خلال حقبة التحولات الاقتصادية والاجتماعية السريعة التي شهدتها دولة الإمارات، طرأت على الأزياء التقليدية تغيرات طفيفة. وطالت تلك التغيرات أنواع الأقمشة التي كانت تستخدم قبل التسعينات، مثل: القطن والحرير والصوف، فظهرت نوعيات جديدة من الأقمشة الصناعية، مع ما يتبعها من مصطلحات فنية جديدة للنسيج.

الأزياء التقليدية

في نظرة سريعة على لباس المرأة الإماراتية وأنواع الزي التقليدي، نرى أن بعض النسوة حافظن على وجود تطريزات التلي الذهبي والزري الفضي في اللباس الشعبي. وكيف أن الأزياء الإماراتية تتميز بخصائص عدة، تتضمن طريقة ارتدائها، وألوانها وزخرفتها ونقوشها، وطريقة تفصيلها للرجال وللنساء على حدّ سواء، ولكن ما يربط هذه الأزياء خيط واضح وميزة فريدة، بأنها جميعها طويلة تستر القدمين، فضفاضة لا تظهر تفاصيل البدن، تتّسم بالحشمة والستر، ونقوشها وزخرفتها تشهد بالأصالة وعراقة التراث.

  • ثوب فضفاض من تصميم مدية الشرقي.

تنوع وكثرة

ولأزياء المرأة التراثية ميزات عديدة، أولاها: التنوع والكثرة. وثمة ألبسة خاصة بالأعراس، الحفلات، الخروج، الصلاة وأخرى خاصة بالمنزل. ثانيتها: المسميات العديدة والمصطلحات الخاصة التابعة لمناسبة ارتداء الزي أو نوعية القماش أو الزخرفة والتصميم. وثالثتها: الخيوط الذهبية والفضية الفاخرة المستخدمة في تطريزها إلى جانب خيوط الحرير والقطن الملون. وانطلاقاً من تلك الميزات، توافر للمصممة الإماراتية، التي درست التصميم في معاهد متخصصة داخل الدولة أو خارجها، أرضية خصبة تسمح لها بالإبداع والتحديث والتطوير، وبالتالي إبهار الآخرين بلمسات تجديدية فريدة.

مصممات لامعات

شهدت التسعينات بروز مصممات إماراتيات عديدات، استطعن إخراج العباءة الإماراتية من إطارها التقليدي، لتصبح أكثر مواكبة للعصر والموضة وحاضرة بقوة وأناقة لافتة، وتصلح للسيدات من مختلف الجنسيات. وكانت هؤلاء المصممات السباقات أيضاً في إدخال أقمشة مختلفة ومواد وألوان، تزين العباءة بطريقة هادئة ولا تنزع منها بساطتها، منهن على سبيل المثال لا الحصر: أمل مراد ورفيعة هلال بن دري. بدءاً من الألفية الثانية حتى حينه، برزت أسماء عديدة ومنهن على سبيل المثال لا الحصر: عبير السويدي، لمياء عابدين، عايشة الشامسي، سمية السويدي، سارة المدني، هدى النعيمي، حصة الفلاسي، بدور ونور وسارة الخاجة، ميسون العتيبة، مي البدور، ياسمين الملا، شذى عيسى، فاطمة الفردان، نور الجندل، سارة التميمي، لطيفة القرق، شوق فردان وغيرهن، لتطبع كل واحدة منهن بصمتها الخاصة وذوقها الأنيق، سواء على تصاميم العباءة أو على الأزياء الجاهزة المستلهمة من جماليات الموروث التقليدي القابع في اللا وعي الإنساني وبالتالي الإبداعي.   

  • العباءة بمنظور المصممة مريم السليج.

حضور عالمي

انعكس ارتباط المصممة الإماراتية ببيئتها في حرصها على ابتكار تصاميم تلبي مختلف الأذواق والمناسبات، فبرعت كوكبة منهن أيضاً، في تصميم الملابس الجاهزة وكرّت السبحة، فبرزت أسماء عديدة وكوتور، وأثبتن حضورهن عالمياً، ومنهن: مدية الشرقي، حمدة الفهيم، عفراء وعلياء وعهد بن حيدر، ومريم السليج.

كما تمكنت أيضاً بعض المصممات الإماراتيات من تقديم عروض أزياء في أوروبا وأميركا، سواء لتصاميم الأزياء التقليدية المطورة أو الملابس الجاهزة أو الكوتور. وكرّت السبحة، فبرزت أسماء عديدة نذكر منهن: المصممة الشابة خلود ثاني وهي أول مصمّمة ازياء إماراتية تقدم تصاميمها في لندن، وعلامتها التجارية (بنت ثاني) ضمن العلامات التجارية المدرجة رسمياً في فعاليات أسبوع لندن للموضة. ناهيك عن أنها أول إماراتية تنال درجة الماجستير في إدارة الأزياء والتسويق من جامعة (إسمود) في باريس.

اقرأ أيضاً:  ارتدي ألوانك الوطنية بأناقة