أَفْضَـلُ مـا نَخْـتـــارُهُ الـفِــراقُ

مَـا دامَ في وِصــالِـنــا احْـتِــراقُ


لا أُنْكِـرُ المَـأسـاةَ في فِـراقِـنـا

فَــدَمُــنـــا في لَـيْـلِـهــا يُـــــراقُ


لَـكِـنَّــهُ آخِــــرُ مـا ظَـــلَّ لَـنـا

مُذْ رَحَلَتْ عنْ دارِنا الأشْـــواقُ


مـا عـادَ يَسْبِقُ اللِّقــاءُ بَيْنَنـا

رَســائِــلٌ يَحْـمِلُهـــا الـبُــــراقُ


حتّى العِناقُ صارَ ثَلْجاً بعْدَ أنْ

كانَ اللّهيب في الدَّمِ العِــنـــاقُ


ماذا جَرَى وكيفَ صارَ حُبُّنـا

عِـبْئاً على القَلْبَيْنِ لا يُـطــــاقُ


حَـبيبتي.. أقـولُهـا بِحَـسْـرَةٍ

لأنَّــهــا وَا أَسَـفِـي نِـفـــــــاقُ


ما ظَلَّ حُبٌّ بَيْنَنـا فَلْنَعْـتَـرِفْ

قَـدْ آنَ مِنْ عُهُـودِنا انْعِـتــاقُ


أمامَنا صحـراءُ تيهٍ مـا لَهـا

على خُطَى ضَياعِـنا إشْفــاقُ


لا تَنْظُرِي للْخَلْفِ خَوْفاً مِنْ غَدٍ

فَما لشَمْسِ غَـدِنـا إشْــــراقُ


سِيرِي على حَرِّ الرِّمالِ دُونَ أنْ

تُصْغِي لِمَا يَقُــولُهُ الخَـفّــاقُ


تــاريخُـنـــا مُـزَيَّـفٌ وَلاَ أَرَى

حَلّاً سِوَى أنْ تُحْرَقَ الأوْراقُ