تسألني: «غاضبة؟»!

عيناك تحملان باقة زهور «الصُّلح» عديمة العطر.. حول عنقك وشاح من الندم الشفاف لا يستر ذنبك.. وعلى حذائك بقايا من وحل طريق تعاهدنا طويلاً أن نكمله!

وعلى شفتيّ طلاء وردي بلون العفو.. بين خصلات شعري يعبق ياسمين الحب.. على كتفي حقيبة ملأى برسائل اشتياق عاتب.. بين ضلوعي خافق طوافٌ في فلكك.. وفي رأسي ماردٌ يأمرني - رغم كل هذا - أن أرحل!

تسألني: «غاضبة؟»!

يصالحني هذا العبث المشاكس في نكهة حروفك.. يهدهد هذه الطفلة بين ضلوعي، إنما يعجز عن محو تجاعيد الألم على بشرة جرح متجدد..

على جبينك وعد يحلق طائراً ولا حيلة لي في ذراعين قصيرتين لا تسعهما مطاردته..

وعلى جبيني حمامة حبك تنتظر منك خطوة كي تغفو آمنة بين كفيك..

فما أقصر الذراعين.. وما أبعد الخطوة!!

من جديد تسألني: «غاضبة؟»!

وأجيبكِ: «خائفة»!

خائفة من بئر «هجرٍ» يزداد عمقها بيننا فلا يفصلنا عنها سوى زلة قدم!

خائفة من رصيد العفو أن يذبحه «الصفر» الكبير في خانة اليسار!

خائفة منك على نفسي.. وخائفة مني عليك.. وخائفة منا على وليد «قلبينا» الذي نوشك أن نقتله جوعاً وظمأً!

تسألني: «غاضبة؟»!

والجواب تفيض به عيناي وإن جف على شفتيّ!

غضب العاشق لو تدري يشبه كـ«التوأم» خوفه!

أخاف عليك من صباح لا تبدؤه بدعاء قلبي لك..

من شروق شمس لا تمر عليّ قبلك فأوصيها عليك..

أخاف عليك من يوم لا يساوي أربعاً وعشرين ساعة من سؤالي على تفاصيلك..

من عقارب ساعة تفتقد مكالماتي الطويلة.. ورسائلي الأطول..

أخاف عليك من عمر تعيشه دوني فتشبه أيامه بعضها كتوائم مشوهة!

أخاف عليك من امرأة لا تعرف كيف تضبط «وش» قهوتك ولا مذاق «القرنفل» في  كوب شايك..

لا يمكنها التنبؤ بمزاجك من حمرة أذنيك.. ودرجة انعقاد جبينك.. وتمشيط شعث لحيتك!

أخاف عليك من فقدي وأنا الأعلم وقتها.. كم ستكون خسارتك!