ينتاب أولياء الأمور القلق على صحة أطفالهم النفسية والصحية، بسبب فترات الحجر المنزلي، اعتباراً من الفصل الدراسي الثاني، فكيف يتم التعامل معهم خلال هذه الفترات.

تقدم الدكتورة نورة آل علي، أخصائية طب الأسرة في مستشفى ميدكلينك أبو ظبي، نصائح وإرشادت حول الاحتياطات اللازمة للتعامل مع الأمر.

  • الدكتورة نورة آل علي

دعم نفسي

تؤكد الدكتورة نورة آل أهمية دعم الناحية النفسية للطفل، خلال هذه الظروف غير الاعتيادية بقولها: «لا بد من التحدث مع الطفل عن مخاوفه، وإظهار تفهمك لمشاعره، مستخدماً الكلمات البسيطة المناسبة لعمره، مع الحفاظ على نغمة صوت إيجابية لشرح الإجراءات المتبعة خلال جائحة كورونا». وتلفت الدكتورة نورة الانتباه إلى كثرة المشاكل السلوكية بسبب جلوس الأطفال في المنزل، لفترات طويلة وعدم وعي الأهل بأهمية خلق بيئة مناسبه للطفل للعب والمرح والمسابقات، مما ينمي مهاراتهم السلوكية خلال فترات الحجر، وتوضح بالقول: «من أبرزها فرط النشاط والعصبية، والحركات اللا إرادية لدى الطفل، وهنا ننصح بزيارة طبيب الأطفال الذي يقوم بتقييم الحالة، وغالباً ما تكون حميدة لشد انتباه الأهل للطفل وينصح الطبيب بإهمالها، وتجاهلها مع مراقبة مدى حدتها، إذا زاد الأمر سوءاً هنا ننصح بالتوجه لطبيب الأطفال للتقييم السلوكي».

مشاكل مختلفة

من الشكاوى الشائعة، شكوى الأم أن طفلها يتكلم ويلعب مع أشخاص من خياله، كشرب الشاي معهم أو زيارتهم في منزلهم أو ينسج الطفل ألعاباً خيالية، وهي تعتبر آلية دفاعية لحماية نفسيته لا بأس بها، فهي تنمي خياله وتوسعه وتعمل على المحافظة على صحته النفسية. وعن أكثر الشكاوى شيوعاً، تشير الدكتورة نورة إلى أنها شكوى الجلوس أمام ألعاب الفيديو والأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة، مما يزيد من مشاكل السمنة والاكتئاب ومشاكل العضلات والمفاصل، وتنصح الأمهات لتجنب هذه المشكله، بقولها: «من المهم تحديد أوقات ألعاب الفيديو والأيباد من ساعتين إلى أربع ساعات في اليوم، بأوقات متفرقة مما يسمح للطفل بالحركة والغذاء الصحي وتجنب الجلوس المطول أمام الشاشات، لحماية العينين من الأضرار الناتجة عن الجلوس الطويل على ألعاب الفيديو».

أنشطة وجدول

تشدد الدكتورة نورة على ضرورة ممارسة الأهل الأنشطة المنزلية مع أطفالهم، من ألعاب ومهارات وفعاليات ممتعة، كالرسم والمسابقات والجري وألعاب الكلمات، ونشر جو اللعب والمرح وتكوين بيئة مناسبة صحية لطيفة للطفل في المنزل.

ومن الأمور التي تساعد على سلامة الصحة النفسية للأطفال في هذه الفترة، تنمية هوايات الطفل من خلال وضع جدول يومي منظم يحتوي على أوقات محددة لكل نشاط، وأخرى للتواصل مع الآخرين وأخرى للغذاء الصحي والنوم وهكذا، مما ينعكس إيجاباً على صحة الطفل النفسية والجسدية. وتضيف: «ننصح أيضاً بتشجيع وحث الطفل على التواصل مع أصدقائه وأقربائه مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً، وذلك عن طريق الزيارات على شرط التباعد الاجتماعي ولبس الكمامة أو التواصل مع الأقرباء والأصدقاء عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، كالاتصال الهاتفي المرئي، مما يسهم في تعبير الطفل عن مشاعره، والمحافظة على صحته النفسية مستقرة، حيث سيعبر الطفل معهم عن مخاوفه، وليشعر بأن الآخرين كذلك لهم مخاوف وليس هو فقط، وإنما الجميع يعانون الجائحة والمشاركة تخفف من آلامهم».

عودة المدارس

أما أهم ما يجب أن يفعله أولياء الأمور عند عودة أطفالهم للمدارس، حسب الدكتورة نورة، فهو توعيتهم لحمايتهم وحماية أصدقائهم بمعرفة العادات الأساسية للوقاية، وهي غسل اليدين لمدة لا تقل عن 20 ثانية جيداً بالماء والصابون في المدرسة أو في البيت عند الذهاب إلى المدرسة، وعند اللعب تجنب ملامسة الوجه، والالتزام بلبس الكمامة وحفظ مسافة الأمان والتباعد، في ما لا يقل عن واحد ونصف متر بينه وبين زملائه وأصدقائه. وتضيف: «لا بد من توعية الطفل بعدم مشاركة الطعام والشراب مع الآخرين، وعدم المصافحة بالأيدي وتحيتهم عن بعد. كذلك الالتزام بأكل الغذاء الصحي وأكل الخضراوات والفواكه، وشرب الماء بكميات جيدة، وتجنب المأكولات السريعة، مما يسهم في الحفاظ على مناعة الجسم. وأيضاً من المهم الحفاظ على مواعيد التطعيم الدوري للأطفال حسب أعمارهم، والذي يجنبهم الأمراض وتبعاتها من مضاعفات. كما أنصح جميع أولياء الأمور بالزيارة الدورية السنوية على الأقل للطفل في عيادة الأطفال، بشكل منتظم وذلك لعمل التقييم الجسدي والنفسي والسلوكي للوقاية والتوعية، وإجراء بعض الفحوصات السريرية إن دعت الحاجه».

اقرأ أيضاً:  الإمارات.. نموذج فريد في مواجهة «كوفيد 19»