تعرف السمنة علمياً بزيادة النسيج الشحمي في الجسم، وهي من أهم الأسباب التي تعرض حياة الإنسان للخطر، لتسببها بالعديد من الأمراض لا سيما أن سمنة الأطفال والمراهقات، خاصة لا تقل أهمية وخطورة عن باقي الأعمار.

  • بيان أكرم الماغوط، أخصائية الغذاء والتغذية

خطورة كبيرة

توضح بيان أكرم الماغوط، أخصائية الغذاء والتغذية، أن الدراسات الطبية الحديثة حول العالم، أثبتت أن السمنة تسبب خطورة كبيرة على الصحة العامة، كونها تسهم في 2.6 مليون حالة وفاة حول العالم، وتشيرالماغوط إلى أن مساعدة الأطفال، خاصة الفتيات، للتخلص من السمنة التي تؤثر في أجسادهن في مرحلة المراهقة (البلوغ)، وما يصاحبها من تغيرات هرمونية، لا بد أن تبدأ منذ الولادة والاهتمام بتقييم الطفل، إذا كان يملك وزناً زائداً باستخدام مخططات معيارية مع مراعاة الجنس ومؤشر كتلة الجسم، حتى نحميهم في المستقبل من السمنة المفرطة والتخلص منها مبكراًَ.

أسباب السمنة

تشير أخصائية التغذية إلى أن أسباب السمنة تعود لعدة عوامل مرضية وخلل ناجم عن الهرمونات، فضلاً عن العوامل المجتمعية من خلال البيئة النفسية للطفل، موضحة أن تقييم وتحديد المسبب الرئيسي لزيادة الوزن منذ مرحلة الطفولة وقبل البلوغ من الأمور المهمة جداً، وتضيف: «ليس كل طفل بدين سواء ذكراً أو أنثى طفلاً مريضاً، فربما نشأ في منزل أصحابه يعتادون الوجبات السريعة أو المشروبات السكرية، أو لا يوجد أي نشاط رياضي ممارس في العائلة، فهنا حتماً لا ذنب لهذا الطفل فيما هو عليه الآن».

وتقول المغوط عن مضاعفات السمنة، إن الأبحاث العلمية الحديثة تؤكد علاقة السمنة الوثيقة بالأمراض، لا سيما أمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري من المستوى 2، وارتفاع ضغط الدم الشرياني وكل طفل بدين معرض لبلوغ مبكر.

علاقة البلوغ بزيادة الوزن

آلية البلوغ هي تحول الطفل سواء كان ذكراً أم أنثى، لشخص بالغ بكل معاييره الجسدية والجنسية، وتضيف الماغوط: «لكن الفتيات هن الأقل حظاً فربما لا يمكن أن يتقبلن التغيرات المرافقة للبلوغ، مثل كبر حجم الثديين، وتغير شكل عظم الورك واتساعه، والتغيرات النفسية التي يتعرضن لها، وبالطبع تلعب الأم دوراً مهماً في هذه المرحلة، لكي تعلم ابنتها تلك المرحلة والمتغيرات التي تحدث فيها والتي من أهمها الحفاظ على وزن الجسم، ومراقبة وزنها أولاً بأول ومساعدتها على فقدان الوزن الزائد مباشرة قبل أن يصل لمرحلة السمنة المفرطة».

طرق العلاج

تشرح الماغوط: «تختلف طريقة علاج السمنة حسب عمر الطفلة وحالتها النفسية، ولكن الاعتماد الأساسي يكون على الأشخاص المحيطين بها، فمن الممكن مثلاً تصميم حمية مناسبة للطفلة البدينة لدى اختصاصي تغذية، لضمان عدم حدوث التأثير السلبي للحميات الخاطئة، ولا سيما تأثيرها في البلوغ وطول الطفلة، كما يفضل مشاركة جميع أفراد الأسرة للطفلة البدينة في مرحلة المراهقة في الطعام الصحي، وممارسة الرياضة واتباع أسلوب حياة صحي للجميع، ولا بأس من إعطاء الطفلة المراهقة الخيارات الصحية البديلة، وأن تتناول أكثر من وجبة محسوبة ولا ننتظر حتى تشعر بالجوع، ومن المهم جداً الابتعاد عن الوجبات الجاهزة والمشروبات السكرية والغازية».

اقرأ أيضاً:  لا تمتنعي عن هذه النشويات في حميتك الغذائية