مريم طاهر: ابتكرت غرفاً مستقلة بكل مقومات الحياة

بعد جائحة كورونا التي لا يزال العالم يعيشها، أصبح الجميع يبحثون عن حلول طويلة الأمد لمواجهة آثار الفيروس أو ما يمكن أن يشابهه مستقبلاً. وانطلاقاً من تحليل البيئة السكنية لفئة العمال، اقترحت المصممة الباكستانية مريم طاهر طالبة التصميم الداخلي في جامعة زايد مشروعاً شاركت به في (أسبوع دبي للتصميم)، يعت

بعد جائحة كورونا التي لا يزال العالم يعيشها، أصبح الجميع يبحثون عن حلول طويلة الأمد لمواجهة آثار الفيروس أو ما يمكن أن يشابهه مستقبلاً. وانطلاقاً من تحليل البيئة السكنية لفئة العمال، اقترحت المصممة الباكستانية مريم طاهر طالبة التصميم الداخلي في جامعة زايد مشروعاً شاركت به في (أسبوع دبي للتصميم)، يعتمد على مساحات معيشية أكثر تركيزاً على الإنسان، وذلك من خلال إنشاء غرفة مستقلة فردية فعالة من حيث المساحة، حيث تتكون هذه الكبسولات من حمام وسرير ومساحة تخزين، وتنفصل عن بعضها تماماً.

• على ماذا تستند فكرة الغرف المستقلة للعمال؟

- أستهدف في مشروعي جميع العمال الذين يسكنون في التجمعات العمالية، مثل عمال التوصيل والسائقين وحراس الأبنية ومن مثلهم، وتقوم الفكرة على تخصيص مكان ومساحة أفضل للعمال بأسعار مناسبة، لأن أصحاب الأعمال دائماً يسألون حول قيمة هذه المشاريع وتكلفتها على المستفيد، لذلك أقدم مساحة محترمة تحفظ كرامة أولئك الناس بأسعار مناسبة، عبر تخصيص غرفة مستقلة لكل عامل بمساحة معقولة، بهدف الحد من مشكلات إقامة العمالة الوافدة معاً في ظروف غير صحية، لذلك ابتكرت مساحات تحتوي على قاطع للمطبخ وقاطع عمل ونوم لهؤلاء الناس وغرف منفصلة، ليتمكنوا من النوم بحرية وأيضاً داخل الغرف لهم مساحة يستطيعون الوصول إلى حماماتهم من خلالها، وأيضاً غرف تخزين للحد من مشكلات تكديس الأغراض تحت الأسرة أو خلف الباب التي تخنق المساحات، وهي ليست مساحات بسيطة هي غرف 2 في 2 متر بارتفاع 3 أمتار، وأيضاً مكان للتخزين يقع فوق غرفهم لتخزين ما يشاؤون، وفي هذه المساحة نستطيع أن نوفر لـ 69 شخصاً مساحتهم الخاصة من دون تكدس في ذات المبنى.

• هل سيتمكن العمال من المحافظة على التباعد الاجتماعي المطلوب في الغرف المستقلة؟

- النزلاء في حاجة إلى هذه المسافة، لذلك قمت بتصميم حمام ومطبخ بداخل كل غرفة، حيث إن المصاب الذي يستخدم حماماً مشتركاً سيقوم بنقل العدوى، لذا لدى كل عامل غرفة بها حمام ومطبخ صغيران، والهدف من تقسيم الغرف داخل المبنى، ألا يحتك العمال مع بعضهم البعض، وألا ينقلوا العدوى فيما بينهم، لو أصاب أحدهم مرض ما أو فيروس معدٍ.

• هل هذا المشروع مكلف مادياً؟

- هذا أول شيء خطر لي، بأن أعمل شيئاً خاصاً بسيط الأرباح، ولا يدعو لتكبد تكاليف عالية، لذلك قمت باقتراح إنشاء مستودع يكلف بناؤه معدات أسمنتية فقط، ويكون من السهل إعادة تصميمه من خلال بناء تلك الغرف، التي يمكن أيضاً إزالتها وتوسيعها وإعادة تصميمها لتكون جاهزة للسكن في أي وقت، وهو ما سيخفض كلفة البناء والعمال أيضاً، حيث إن موادها لا تستدعي تكاليف عالية لبنائها وكلفة الأسمنت فيها ليست عالية، ونستخدم فيها مادة (اللينوليم) وهي مادة كالتراب وليست مكلفة وبهذا نكون نجحنا في توفير السكن والتكلفة.

اقرأ أيضاً: لميس نايل: أحبي نفسك قبل الآخرين