إذا كنتم تبحثون عن عيش مغامرة في أحضان الطبيعة، واختبار شعور الوجود في البرية النائية ومشاهدة الفيلة والأسود والزرافات والطيور الملونة، والاستمتاع بمناظر الأسطح المائية الساحرة، وسط مساحات من الأراضي الجافة، فإن بوتسوانا هي وجهتكم.

تعتبر بوتسوانا، البلد الواقع في وسط جنوب القارة الإفريقية، على ارتفاع قرابة 950 متراً عن سطح البحر، واحدة من أفضل وجهات السفاري في أفريقيا، لأنها تقدم لزوارها فرصة الاستمتاع برحلات السفاري وعيش الحياة البرية، في إطار من الرفاهية الفاخرة. فبفضل سياسة السياحة البيئية التي اعتمدها المسؤولون هناك، انتشرت في أرجاء بوتسوانا المخيمات الفاخرة التي تستقطب الزوار الباحثين عن الهدوء والسكينة والتواصل مع الطبيعة البرية وكائناتها.

ما يميز بوتسوانا عن غيرها من البلدان الأفريقية، أنها بلد نجح في الانتقال من أفقر البلدان في العالم إلى بلد متوسط الدخل، بفضل صناعة الألماس والسياسة السياحية المتبعة والتي اسهمت في انتعاش الاقتصاد، بجذب السياح سنوياً بأعداد أكبر من عدد سكانها، فبوتسوانا من بين البلدان الأقل كثافة سكانية في العالم، إذ بالكاد يتخطى عدد السكان فيها المليوني نسمة، رغم أن مساحتها الكبيرة، إضافة إلى قصة نجاحها الاقتصادي، فإنها موطن رئيسي لنسبة 40% من فيلة قارة أفريقيا بأكملها، كما أن ما يقرب من ثلث مساحتها تشكل أرضاً محمية للحياة البرية، وتعيش فيها أو تمر عبرها قطعان كبيرة من الحيوانات منها ما هو مهدد بالانقراض مثل الكلاب البرية ووحيد القرن، ناهيك عن كونها موطنا لأنواع كثيرة من الطيور الملونة والنادرة.

 

منتزه تشوبي

منتزه تشوبي هو ثاني أكبر منتزه في بوتسوانا، يتميز بوجود أربعة أنظمة بيئية مختلفة، تفسر التنوع الهائل في الحياة البرية فيه. لكن أكثر ما يجذب إليه هو الأعداد الهائلة من الفيلة التي تسكنه، إذ يضم قرابة 70 ألف منها تجوب ضفاف نهر تشوبي خلال موسم الجفاف الطويل. كذلك يحظى زوار هذا المتنزه بمشاهدة الأسود وحيوانات الضباع تخوض معاركها على أرضه في مشهد فريد للحياة البرية الأصيلة. 

محمية موريمي غايم

تعد محمية موريمي واحدة من أجمل محميات الحياة البرية في أفريقيا. أنشأها السكان المحليون المهتمون برفاهية الحياة البرية في وسط دلتا أوكافانغاو. ورغم مساحتها الصغيرة نسبياً إلا أنها تحتوي على أكثر الأنظمة الإيكولوجية الغنية والمتنوعة. وتعتبر ملاذا لمحبي مراقبة الطيور مع وجود أكثر من 500 نوع من الطيور تعيش فيها، كما تمثل مركز حماية مهم للحد من الصيد غير المشروع. لهذا يمكن مشاهدة العديد من الحيوانات البرية مثل الفهود والنمور والأسود وحيوانات فرس النهر وغيرها، بالإضافة إلى تمتعها بمنظر الطبيعة الخضراء الساحرة والبرك والبحيرات والمراعي والغابات الكثيفة مما يجعل زيارتها تجربة فريدة من نوعها.

جنة الحيوانات البرية

توصف محمية كالاهاري الوسطى بكونها جنة الحيوانات البرية، إذ تبدو مهجورة من البشر وهو ما يفسر ازدياد حركة الحيوانات فيها خلال موسم الأمطار، حيث يمكن للسياح مشاهدة قطعان المها والحيوانات البرية تجوب المنطقة. ولعل نجم المحمية هو اسد كالاهاري الذي يعتبر ملك السافانا ويتميز بلبدته باللون الأسود. وتضم المحمية مخيما فاخراً يستطيع السياح أن يرتاحوا فيه ويمضوا ليلتهم في خيم مريحة وفاخرة، تضم أحواض استحمام وصالة طعام رحبة، وكهرباء تولد على الطاقة الشمسية. 

أضخم أحواض ملحية تقع أحواض ماكاديغادي الملحية ذات المساحات الشاسعة في الصحراء الجافة شمال شرق بوتسوانا، وهي أضخم أحواض ملحية في العالم، ناتجة عن بقايا بحيرة عملاقة جفت منذ آلاف السنين، وتشكل لوحة طبيعية خلابة لا يمكن مشاهدة مثيل لها في العالم. في موسم الجفاف، تتجمع الحيوانات فيها لشرب الماء في حين يستمتع حيوان فرس النهر بأخذ حمام موحل في المياه فيها، وفي فصل الربيع تدب الحياة في أرجاء هذه المنطقة مع امتلاء الحوض بالمياه، لتطلق اكبر هجرة للحيوانات البرية باتجاهها.    

قرية غاباني

قرية رائعة لاستكشاف التلال المحيطة سيراً على الأقدام، لا تبعد كثيرا عن عاصمة بوتسوانا، وتتميز باحتضانها لعدد من الشركات الصغيرة مثل مصانع الزجاج والفخار. وتوجد فيها متاجر لبيع الفخار البوتسواني والمزهريات وغيرها من الصناعات الحرفية.

شجرة كاساني

تعتبر مدينة كاساني مكاناً رائعاً للإقامة فيها، والاستمتاع بزيارة شلالات فيكتوريا في زيمبابوي لوقوعها على مقربة منها. كذلك يمكن أن تشكل نقطة انطلاق نحو زيارة حديقة تشوبي الوطنية، والاستمتاع باستكشاف النهر فيها. تتميز هذه المدينة بمعالم جذب سياحية فريدة منها شجرة Baobab الضخمة التي كانت تستخدم في السابق كسجن بسبب جذعها الضخم الذي يمكن للإنسان دخوله، بالإضافة إلى حديقة الأفاعي التي تحتضن قرابة 50  ثعباناً من 17 نوعًا مختلفاً. كما تتمتع المدينة بموقع رائع لاستكشاف نهر تشوبي.

محطة سياحية

تضم مدينة مون مجموعة من أفضل الفنادق والمطاعم والمرافق السياحية في البلاد، ما يجعلها المحطة السياحية الرئيسية هناك، ونقطة الانطلاق لاستكشاف معالم بوتسوانا وخوض مغامرات السفاري

العاصمة الرسمية

مدينة غابورون هي العاصمة الرسمية لبوتسوانا، تشتهر بتقطيع وصقل وبيع الألماس، حتى باتت اليوم مركزا لتجار الألماس الدوليين، وهو ما يفسر احتضانها للمباني السكنية الشاهقة والحديثة والفنادق والمطاعم الفاخرة. ورغم أنها لا تحتوي على معالم جذب سياحي، إلا أنها تقدم تجربة مختلفة للسياح الساعين إلى التعرف أكثر إلى مزايا هذا البلد الإفريقي.

محميات خلابـــــــــــــة

تزخر بوتسوانا بالمحميات والمناظر الطبيعية الخلابة والفريدة، فمن صحراء كالاهاري الشاسعة والمهيبة، إلى أجواء السكينة والصفاء في دلتا أوكافانغو أكبر دلتا داخلية في العالم، والتي تقع في شمال البلاد وتعتبر المعلم الأكثر شهرة فيه، ويوفر فرصاً رائعة لمشاهدة الحياة البرية، والاستمتاع بمناظر البحيرات المتلألئة ومسطحات العشب والأنهر والجداول المائية الخصبة المكتظة بأكثر من 400 نوع من الطيور، والحيوانات البرية والنادرة. كثيرة هي المحميات الطبيعية المنتشرة في بوتسوانا وكل واحدة منها تتميز بخصائص معينة، لكن جميعها تجمع ما بين المناظر الطبيعية الخلابة والحيوانات النادرة مشكلة لوحة فنية رائعة. يمكن لزوار هذه المحميات مشاهدة الأسود تجوب السافانا، والزرافات الرائعة تقطع السهول المهيبة.

وقت السفـــــــــر

الفترة الممتدة من شهر يونيو إلى سبتمبر تعد الأفضل لزيارة المتنزهات والمحميات والقيام برحلات السفاري في بوتسوانا لاسيما موريمي وأوكافانغو وتشوبي. أما الحدائق الأخرى فإن أفضل وقت لزيارتها هي خلال الفترة من شهر مارس إلى مايو.