يتزين تاريخ اللاعبة ثريا الزعابي بالذهب والفضة والبرونز، بعدد كبير من ميداليات الفوز التي حصلت عليها في بطولات داخلية وخارجية، رفعت فيها هامة «أصحاب الهمم»، الذين تفخر بالانتماء إليهم، قبل أن ترفع علم دولة الإمارات. فقد استطاعت، وبإرادة استثنائية، تحويل إعاقتها الجسدية إلى جسر تعبر من خلاله إلى مرحلة جديدة من حياتها مليئة بالنجاحات.

ومؤخراً تعرضت بطلة ألعاب القوى للإصابة بفيروس «كورونا» وهي التجربة التي وصفتها بـ«الصعبة جداً»، إلا أن الزعابي تمكنت من تجاوزها وهزيمة الفيروس بفضل قوة عزيمتها، لكنها خرجت من التجربة بأشياء مهمة نتعرف إليها وإلى استعداداتها للعودة لميادين الرياضة مجدداً في هذا الحوار معها.

• كيف تصفين تجربتك مع إصابتك بفيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»؟

- تمكنت بفضل الله تعالى من هزيمة الفيروس والانتصار عليه، على الرغم من مروري بمرحلة صحية صعبة جداً، بسبب إصابتي أساساً بجلطة دماغية، وهو الأمر الذي أزّم موقفي الصحي، وبقيت على أجهزة التنفس لمدة 10 أيام حتى استعدت القدرة على التنفس، ومكثت بعد ذلك في المستشفى أسبوعين آخرين في وضع حرج، حتى بدأت بالتعافي شيئاً فشيئاً، وبالإرادة والعزم والتصميم ومتابعة العلاج، تمكنت من الخروج من المستشفى والبقاء على تواصل مع الأطباء لمتابعة حالتي عن بُعد لمدة شهر.

روح الأسرة

• ما مدى جاهزيتك للعودة مرة أخرى للملاعب؟

- سببت المرحلة الصعبة التي مررت بها ضعفاً شديداً في قواي الجسدية، ولكني لم أستسلم وبدأت فوراً في برنامج تأهيلي من خلال مراكز المساج وتمارين اللياقة البدنية بالتواصل مع المدربين المعنيين في نادي الثقة للمعاقين، وبدأت مؤخراً استعادة لياقتي الصحية وما زلت أواصل العمل على تهيئة نفسي رياضياً.

• كيف تغلبت على فترة التوقف التي عاشها العالم بسبب جائحة كورونا؟

- على الرغم من إيقاف التدريبات الجماعية وعدم التجمعات، في إطار المساعي الرامية للحد من انتشار فيروس كورونا، لكن روح الأسرة الواحدة ظلت حاضرة داخل نادي الثقة للمعاقين، من خلال التواصل عبر الهاتف ومواقع التواصل الاجتماعي، حتى نتمكن من العودة أقوى في كل شيء، وأرجو أن تنتهي هذه الفترة من حياتنا ونعي الدروس المستفادة والمواقف القوية المشرفة، مثل: موقف دولة الإمارات في التعامل مع الأزمة الصحية العالمية بكل حكمة.

تباعد اجتماعي

• ما النصائح التي تقدمينها للناس بعد معاناتك من الفيروس؟

- أتمنى أن يلتزم الجميع بالإجراءات الاحترازية التي وضعتها الدولة، وفي مقدمتها التباعد الاجتماعي الجسدي، فالالتزام سيعود علينا جميعاً بالنفع للتخلص من الفيروس، وعن التجربة أقول إن تجربة الإصابة بالفيروس صعبة جداً، لذا أنصح الجميع بأخذ كافة الاحتياطات اللازمة، ولا بد أيضاً من ممارسة الرياضة بصورة يومية، إذ إنها تعد خط الدفاع الأول لتقوية جهاز المناعة لدى الإنسان في مواجهة أي فيروسات أو أوبئة، فهي تمنحه القدرة على الانضباط والتحكم في الضغوط وتقلل التوتر، وتعالج الأرق.

• كيف وجدت دعم القيادة الإماراتية للرياضيين من «أصحاب الهمم»؟

- يحظى الرياضيون وينعمون بدعم سخي من القيادة الرشيدة، وذلك من خلال إنشاء أفضل الأندية والمرافق والمعدات الرياضية الخاصة بـ«أصحاب الهمم»، فضلاً عن توفير أمهر المدربين لصقل مهارات اللاعبات في شتى الرياضات الخاصة بنا، الأمر الذي أسهم في بروز كوكبة من البطلات، اللاتي تألقن في المحافل الآسيوية والعالمية والأولمبية، متحديات إعاقاتهن بالإرادة والتصميم والعمل المتواصل، لتؤكد الرياضة النسائية بالإمارات تفوقها أيضاً على صعيد صاحبات الهمم.

  • فرحة الفوز ترتسم على ملامح ثريا الزعابي بعد حصولها على 3 ميداليات ذهبية في دورة الألعاب السادسة لرياضة المرأة بدول مجلس التعاون الخليجي.

جسر النجاح

على الرغم من إصابة ثريا الزعابي (27 عاماً) بجلطة دماغية أدت إلى ارتخاء عضلي بنصف جسمها الأيسر، إلا أنها تمكنت من تحويل إعاقتها إلى جسر لتعبر من خلاله إلى مرحلة جديدة مليئة بالنجاحات، لتحقق 3 ذهبيات في دورة الألعاب السادسة لرياضة المرأة بدول مجلس التعاون الخليجي في مسقط عام 2015، كما حصلت على برونزية دورة الألعاب العالمية لذوي الإعاقة الحركية والبتر التي أقيمت في روسيا، فضلاً عن فوزها بفضية في بطولة الخليج التاسعة لألعاب القوى عام 2013، واستطاعت أن تنتزع ذهبيتين في الألعاب الآسيوية شبه أولمبية التي أقيمت في مدينة «جوانزو» الصينية عام 2012، وتحقق برونزية وفضية في الألعاب العالمية لذوي الإعاقة الحركية والبتر التي أقيمت في الإمارات 2019، وأخيراً حصلت على برونزيتين في الرمح القرص في دورة ألعاب غرب آسيا البارالمبية في الأردن عام 2019.

اقرأ أيضاً:  5 خطوات تحافظ بها على لياقتك البدنية