يعد فقر الدم من الأمراض التي تؤثر في مدى تركيز الأطفال في الحياة بشكل عام والدراسة بشكل خاص، كما أنه مؤشر مهم لمدى تعرض الطفل للإصابة في عمر متقدم بأمراض القلب وغيرها من الأمراض الخطيرة، إن لم يتم علاج المرض في الوقت المناسب. الدكتور محمد غرايبة أخصائي أمراض الأطفال في مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال في أبوظبي، يوضح أسباب فقر الدم عند الأطفال والعلاج المناسب.

  • الدكتور محمد غرايبة

 

أسباب فقر الدم
يؤكد الدكتور محمد غرايبة أن فقر الدم يعتبر من الأمراض الشائعة بين الأطفال، موضحاً أن أغلب الأسباب لها علاقة بالتغذية والوراثة والالتهابات، وأكثرها شيوعاً عند الأطفال خلال أول عامين من العمر، نتيجة نقص الحديد ذي العلاقة بالتغذية، ويؤدي ذلك إلى نقص في كريات الدم الحمراء أو بروتين الهيموجلوبين، الذي يعمل على نقل الأكسجين عبر كريات الدم الحمراء إلى أنسجة الجسم. ويضيف: «الأطفال الذين يرضعون من أمهات عانين نقص الحديد خلال الحمل، قد يعانون نقصاً في الحديد، ويظهر على الطفل بعد الشهر السادس من العمر، لأنه خلال الستة أشهر الأولى يحصل على احتياجه من الحديد من أمه من خلال الرضاعة الطبيعية، وبالتالي لا يعاني نقص الحديد خلال هذه الفترة، لذلك ينصح باستمرار الأمهات اللاتي يعانين فقر الدم خلال الحمل وباستشارة الطبيب المختص لأخذ الحديد حتى بعد الولادة، وفي الوقت ذاته قد يلجأ الطبيب المعالج إلى إعطاء الرضيع مكملات غذائية لتجنب حدوث نقص في الحديد».

أضرار خطيرة
يشير غرايبة إلى أن الأبوين، اللذين يعتمدان على الأغذية النباتية فقط، يعانيان عادة نقص فيتامين بي 12 والفوليك أسيد، وكذلك أبناؤهما قد يعانون نفس المشكلة، وبالتالي سيحتاجون إلى تناول المكملات الغذائية مع التركيز على فيتامين بي 12 والفوليك أسيد. ويلفت غرايبه النظر إلى أن فقر الدم الناتج عن أسباب مرضية، يعود في الغالب للإصابة بالثلاسيميا، أو الأنيميا المنجلية، مما يؤثر سلباً في إنتاج كريات الدم الحمراء، كما أن بعض الالتهابات تعمل على تكسير كريات الدم الحمراء، وقد يصاب بعض الأطفال بحالات من النزيف تحت الجلد.

أعراض الإصابة
ويقول غرايبة إن أعراض فقر الدم عند الأطفال، تتمثل في قلة الأكل وشحوب الوجه، والشعور بالوهن وقلة النشاط، يرافق ذلك تركيز أقل في الدراسة واللعب، وفرط في العصبية، إضافة إلى تسارع دقات القلب، أما الأطفال الذين يعانون الثلاسيميا، فقد يرافق ذلك قصور في النمو وتضخم في الطحال والكبد، ويتم تشخيص فقر الدم بفحص الدم وتحديداً عدد كريات الدم الحمراء، ونسبة الهيموجلوبين في الدم، إضافة إلى فحص مستوى فيتامين بي 12 والفوليك أسيد، ومستوى تركيز المعادن، وهناك حالات لفقر الدم تكون نتيجة لأمراض وراثية يكون فيها الأب والأم حاملين للصفة الوراثية، وفي هذه الحالة تكون احتمالية إصابة أطفالهم بالمرض 25%.

علاج فقر الدم
يوضح غرايبة أن علاج فقر الدم عند الأطفال يتم عبر إعطائهم الأدوية المناسبة التي يحددها الطبيب المعالج وفقاً لطبيعة كل حالة، أما الأطفال الذين يعانون الثلاسيما فيحتاجون إلى نقل دم مرة كل 3 إلى 4 أسابيع. ويشرح: «20% من الأطفال الذين يعانون فقر الدم، يمكنهم تفاديه من خلال التغذية المتوازنة، التي تبدأ بتغذية الأم بشكل متوازن، مع الأخذ في الاعتبار أنه من الشائع في بعض المناطق معاناة الأم فقر الدم بسبب عدم الاهتمام بالتغذية السليمة، كما أن نسبة من الأمهات يعانين نقص الحديد ونقصاً في فيتامين د، وكلما زاد الوزن تزداد الحاجة إلى الحديد».

حقن حديد
يشير غرايبة إلى أن الفتيات في عمر 13 و15 عاماً، عادة ما تكون تغذيتهن ضعيفة لعدم رغبتهن في زيادة الوزن، وبالتالي يعانين نقصاً شديداً في الحديد، مما يتطلب من الأهل عدم التهاون في هذه الحالة ومراقبتهن وأخذهن للطبيب في حال ظهور أعراض فقر الدم، أو في حال لاحظ الأهل أن الابنة لا تأكل بشكل طبيعي وذلك لعلاجها وإعطائها حقن حديد عن طريق الوريد، نظراً لأن عدم علاج نقص الحديد قد يؤثر في عضلة القلب، مؤكداً أن التغذية المتوازنة ضرورية بحيث تشمل اللحوم الحمراء والخضراوات.