تهدف الحديقة الجيولوجية في بحيص بالشارقة، إلى تعريف الزوار بتاريخ الإمارة الجيولوجي، والأهمية الجيولوجية لجبل بحيص والمناطق الأثرية المحيطة به.
وتتميز الحديقة بموقعها الأثري المهم، الغني بالبقايا المتحجرة للعديد من الكائنات البحرية القديمة، التي استوطنت بحاراً ضحلة كانت تغمر معظم اليابسة في الدولة حتى فترة قريبة من المنظور الجيولوجي، وتحتضن الحديقة دلائل تاريخية حول كيفية تشكل الطبيعة المحلية قبل فترة لا تقل عن 93 مليون سنة. كما تحوي الحديقة، التي تم افتتاحها يناير الماضي، موقعين أثريين يسهمان في تعزيز المعرفة بتاريخ استيطان البشر لهذه المنطقة، الذي يعود لأكثر من 125 ألف سنة.

الكثبان الرملية 
تم إنشاء حديقة بحيص الجيولوجية، في منطقة البحيص الواقعة في سهول منطقة المدام بالمنطقة الوسطى، لإحياء التاريخ الجيولوجي العريق والثري للشارقة، وتعريف الزوار بتاريخ الشارقة الجيولوجي، فقد كانت الجبال والمراوح الطميية والكثبان الرملية لإمارة الشارقة الممتدة بين خليج عمان والخليج العربي، تقدم لمحة فريدة من نوعها على الصفائح التكتونية وطبيعة الصفيحة المحيطية الصغيرة وكيفية تشكل قشرة المحيط وتأثيرات تغيير المناخ وتطور المناظر الطبيعية والهجرة البشرية، فهناك حدث الانقراض الجماعي الرئيسي الذي يعود لـ65 مليون عام والذي قضى على 75% أو أكثر من الحيوانات البحرية والبرية بما في ذلك الديناصورات التي لا تطير.

استكشاف صحراوي
تُعرف الحديقة الجيولوجية الزوار والسكان بالأهمية الجيولوجية لجبل بحيص والمناطق المحيطة به، حيث يتيح المكان للزوار فرصة استكشاف المعروضات في القاعات الداخلية، والتجوّل في أرجاء الحديقة الخارجية عبر مساراتها المصممة للتعريف بكيفية تكوّن أبرز المعالم الجيولوجية للمنطقة، مثل سلسلة جبال الحَجَر، والجبال المنفردة الأخرى، والسهول الحصوية، وكثبان الرمال، وحتى الخليج العربيّ بحدّ ذاته. وحسب خبراء في التنوع الحيوي فإن تغير المناخ يؤثر سلباً في كوكب الأرض، فمع ارتفاع درجات الحرارة على 45 درجة مئوية، فإن زيادة 3 درجات أخرى في المناطق الجافة والساخنة يمكن أن تمحو نصف الأنواع الحيوانية والنباتية بحلول عام 2100. ويحدث تغير المناخ بسبب الزيادة السريعة في تركيزات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، ويوجد الآن إجماع قوي على أن تغير المناخ يمثل تحدياً أساسياً لرفاهية جميع البلدان، مع احتمال أن يكون أقسى على البلدان المدرجة بالفعل في المناطق الجافة والساخنة.
 
 

إقرأ أيضاً: الأزياء الإماراتية قلب الماضي ينبض في الحاضر