الحمل خارج الرحم أو الحمل المنتبذ، هو أحد المضاعفات التي يتم فيها انغراس الحمل خارج التجويف الرحمي، بحسب الدكتورة فاطمة هيكل أخصائية النساء والتوليد في مستشفى إن إم سي رويال للمرأة في أبوظبي، والتي توضح أسباب وكيفية حدوث الحمل خارج الرحم وإمكانية استمراره. تقول الدكتورة فاطمة: «على الرغم من وجود بعض الاستثناءات النادرة، فإن الحمل خارج الرحم لا يستمر، عدا كونه يشكل خطراً على الأم، لتسببه المباشر بحدوث نزيف داخلي في جسم المرأة، وهو من المضاعفات شائعة الحدوث في هذه الحالة».

  • لدكتورة فاطمة هيكل

حالة طبية طارئة
وحول كيفية حدوث الحمل خارج الرحم، توضح: «معظم حالات الحمل خارج الرحم تحدث في قناة فالوب (وهي الحالات التي يطلق عليها اسم حالات الحمل الأنبوبي). ويمكن أن يحدث انغراس الجنين في عنق الرحم والمبيضين والبطن. ويمكن اعتبار الحمل خارج الرحم حالة طبية طارئة محتملة، وهي حالة يمكن أن تؤدي إلى الوفاة، إذا لم يتم علاجها بالشكل السليم». وتلفت الدكتورة فاطمة النظر إلى أنه في حالة الحمل الطبيعي تدخل البويضة المخصبة إلى الرحم، وتستقر داخل الغشاء المبطن للرحم، وهو المكان الذي يوفر لها مساحة واسعة للانقسام والنمو، بينما تكون نسبة %1 من حالات الحمل فقط، التي يحدث فيها الحمل في مواضع منتبذة، حيث لا يتم انغراس الجنين داخل الرحم، وتحدث نسبة %98 من هذه الحالات في قناتي فالوب.

أعراض الحمل خارج الرحم
توضح الدكتورة فاطمة أن الإحساس بالألم الشديد في الجزء السفلي من البطن ومصاحب للتبول، هو إحدى أهم العلامات على حدوث حمل خارج الرحم، إضافة إلى حدوث نزيف مهبلي، وعادةً ما يكون النزيف معتدلاً في شدته، وفي الغالب لا يكتب الاستمرار للحمل المتكون خارج الرحم، وتسبب المستويات المتدنية لهرمون البروجستيرون الذي ينتجه الجسم الأصفر الموجود على المبيض انحسار النزيف، فضلاً عن الإحساس بالألم أثناء حركة الأمعاء. وعن أسباب حدوث الحمل خارج الرحم، تجيب: «بسبب تلف أهداب قناة فالوب أو انسداد القناة، أيضاً التدخين إذ إنه يرتبط بخطر التعرض لحدوث الحمل خارج الرحم، كما أن الارتفاع غير الطبيعي لمستويات هرمون β-hCG (هرمون الجونادوتروبين المشيمي البشري من النوع بيتا)، يشير إلى وجود حمل خارج الرحم. وتكون بداية تمييز حدوث حمل رحمي هي وجود هرمون β-hCG بكمية تقترب من 1500 وحدة دولية في كل ملليجرام من الدم، أيضاً الفحص باستخدام أشعة الموجات فوق الصوتية عالية الدقة عبر المهبل».

 

إقرأ أيضاً: نصف عوامل نجاح الرضاعة الطبيعية سببه الزوج!

 

طريقتان للعلاج

تؤكد الدكتورة فاطمة هيكل وجود طريقتين للعلاج، الأولى باستخدام العقاقير الطبية والثانية بواسطة التدخل الجراحي، وتشرح: «في الطريقة الأولى، يمكن اعتبار العلاج المبكر للحمل خارج الرحم باستخدام عقار ميثوتركسيت بديلاً قابلاً للتطبيق للعلاج بالتدخل الجراحي، فإذا تم استخدام هذا العقار في مرحلة مبكرة من الحمل، فإنه يعمل على إنهاء عملية نمو الجنين الذي لا يزال في طور التكوين، وهو أمر قد يؤدي إلى الإجهاض أو إلى أن يقوم جسم السيدة بامتصاص الأنسجة المتخلفة عن الجنين أو يقوم بطردها مع الدورة الشهرية. أما الطريقة الثانية فيتم اللجوء إليها إذا كان النزيف قد حدث بالفعل، قد يكون من الضروري اللجوء للتدخل الجراحي لعلاج الحالة، وعلى الرغم من ذلك يكون قرار اللجوء للتدخل الجراحي قراراً يصعب اتخاذه في حالة المريضات من ذوات الحالة المستقرة اللاتي بالكاد يظهر في فحص الأشعة بالموجات فوق الصوتية الخاص بهن تجلط دموي».

طرق الجراحة
وتشير الدكتورة إلى أنه في حالة التدخل الجراحي، قد يستخدم الجراح منظار البطن أو عملية فتح البطن جراحياً، ليتمكن من الوصول إلى الحوض والقيام بأحد إجراءين: أولهما شق قناة فالوب المصابة واستئصال الحمل فقط من داخلها من دون استئصال القناة (استئصال الحمل مع فتح فوهة لقناة فالوب). أما الإجراء الثاني، فهو استئصال قناة فالوب المصابة مع الحمل الموجود بداخلها (استئصال الحمل مع قناة فالوب).