تعاني المجتمعات الشرقية رواسب وشوائب متوارثة رغم تغير الأجيال، فهذه المجتمعات التي استطاعت مسايرة التكنولوجيا، بقيت نسبة كبيرة منها ذات عقول متحجرة، خلف مصطلحات (الحماة، الضرة، السلفة، والكنة وغيرها)، والمفروض أن تكون الحماة تحمي وترعى والأم الثانية لزوجات أبنائها، ولكن ما يحدث خلف أسوار البيوت الشرقية، يجعل الزوجة تصعق بوقوعها بين فكي السنديان والمطرقة وبدل الحماة الواحدة، تجد نفسها أمام حماة من عمرها تقريباً تحاسبها وتترصد لها هي أخت زوجها، فضلاً عن حماتها أم الزوج، فماذا عليها أن تفعل حينئذ؟ وتجيب عن كل هذه التساؤلات، الدكتورة نعيمة قاسم، المستشارة الأسرية والتربوية.

قفص الأسود

تشير الدكتورة نعيمة قاسم إلى أن أخت الزوج في كثير من الأحيان تكون أشرس من الحماة نفسها بالنسبة لزوجة أخيها، خاصة إن كانت عزباء أو متزوجة من زوج شرس، فينعكس ذلك تنمراً على من حولها سلباً، ويزداد الأمر سوءاً إذا كانت الزوجة لديها أكثر من أخت لزوجها، لتندب حظها بوقوعها بقفص أسود لا بقفص الزواج والحب والمودة، حيث تُصب عليها نيران حامية من حموات عدة، وتلقي الدكتورة نعيمة السبب في هذه المشاكل على أم الزوج، مؤكدة: «لأن لجام الأسرة بيدها وهي من تستطيع إيقاف تنمر بناتها، ولكن ما يحصل أحياناً يتجاوز ذلك، وقد تلجأ للسحر والشعوذة أو تسهم في طلاق ابنها ودمار أسرة بأكملها لمجرد الغيرة أو الحسد أو الحقد».

نار الغيرة

وعن أسباب تعامل الحماة وأخت الزوج بطريقة غير مستحبة مع زوجة أخيها، ترجع الدكتورة نعيمة قاسم السبب إلى أن الزوجة قد تكون أجمل من بناتها أو أن زوجها يمنحها الدلال والمحبة، التي تشعل نار الغيرة لدرجة تدمير أسرة بأكملها، أو أن تكون أخت الزوج لديها أوقات من الفراغ ولا تعمل مثلاً، وبالتالي فهي متفرغة تماماً لمراقبة زوجة أخيها، فضلاً عن المقارنة بينها وبين زوجة أخيها في طريقة التعامل والمشتريات والسفر والأولاد.

مفاتيح سحرية

عن الحل الأمثل الذي ينبغي على الزوجة أن تجعله منهجاً لها في الحياة، كي ترتاح وتعيش في سعادة مع زوجها، تجيب الدكتورة نعيمة قاسم: «على الزوجة استخدام المفاتيح السحرية التي تغلق تنمر أبواب الحماة المتخفية خلف ستار، فما عليها سوى الانجذاب لقطبي المغناطيس وهما (زوجها وأمه) وتنسى ما دون ذلك، فتقدم كل وسائل الطاعة والاحترام والتفهم، وتبالغ في خدمتهما وسماع كلامهما، حتى لو فيه شيء من الخطأ، فهذا الأمر يجعل من حولها لا يجد منفذاً لترصد الأخطاء عليها، باعتبار أن حماتها أمها الثانية وزوجها والد أبنائها، إضافة إلى الصبر فهو مفتاح الفرج (وبشر الصابرين) والدعاء إلى الله بأن يصلح الأحوال، هذا هو العلاج الاجتماعي الناجع، فلن تستطيع تغيير أخلاق من حولها بعد هذه السنوات أو نزع ما في أنفسهن من حقد».

الثقة بالنفس

وتقول الدكتورة نعيمة قاسم عن ثقة الزوجة بنفسها كحل أساسي لمشكلات اخت زوجها معها: «لن تستطيع الزوجة تغيير من حولها، لكنها تستطيع أن تغير من ذاتها، فتغير نظرتها للأمور، وتجعل ثقتها بنفسها أكبر من أي تصرفات حمقاء قد تصدر من احداهن، ويفضل أن تقوم بدعوة زوجها لصلة رحمه مع أخواته رغم ما بدر منهن، تجد لهن العذر وخاصة إن كانت جميلة ومتعلمة ومثقفة أكثر منهن، كما لا يمكنها قلب كفة الميزان بأن تجعل زوجها ينبذ أمه أو أخواته، حتى لو كان غير مقتنع بتصرفاتهن، لن يعترف بذلك، فلماذا تزعج نفسها وتضطرب نفسياً لأمر لن يتغير!».

أخت جديدة

وتنصح الدكتورة نعيمة قاسم الزوجات قائلة: «أعرف مرارة الحموات وأعرف شراسة أخت الزوج، ولكن هذا ليس تعميماً مطلقاً فهناك من يخفن الله، ولكن ما دام الأمر لن يتغير، فلتتقبلي الوضع بتحويل المرارة إلى طعم العسل، اكسبي فيه زوجك ونظرة المجتمع لقوة تحملك وصبرك، ودرساً لبناتك إذا تعرضن لمثل ما تعرضت له مستقبلاً». وتدعو قاسم أخت الزوج إلى أن تضع نفسها للحظات مكان زوجة أخيها، فما لا تقبله لنفسها لا تفعله بزوجة أخيها، وستكسب حينها أختاً جديدة تقف بجانبها في السراء والضراء.

اقرأ أيضاً:  ميشلين زيدان: الفلسطينيات قادرات على إثبات وجودهن