«سُنة الحياة».. جملة من كلمتين فقط، لكنهما تستوعبان تفاصيل كل ما نعيشه، من سعادة وحزن، من نجاح وفشل، من قرارات صائبة وأخرى خاطئة. ومن أهم السنن التي تمنحنا إياها الحياة ما يمكن تسميته بـ»الفرصة الثانية» التي دوماً ترتبط ببداية جديدة سواء على المستوى الشخصي أو العملي أو حتى المجتمعي.

وسواء اخترنا البدء من جديد أو فرضته علينا الظروف، يظل للبدايات دائماً سحرها الخاص، الذي يمنح الحياة ألوان تفاؤلها، وبريق شغفها، فقط نحتاج إلى ثقة بالنفس وتحديد للهدف ووضوح للرؤية.. بعدها ننطلق نحو عام جديد بأحلام قررنا تحقيقها، وبإيجابية نتجاوز بها صعوبات الطريق. فالحياة مليئة بالتحديات، والإنسان الإيجابي هو من يعرف كيف يستعد لها ويتعامل معها، ويستطيع بذكاء تضييق الفجوة بين التوقع والواقع.

ورغم أن يناير لا يختلف كثيراً عن باقي شهور العام، إلا أنه ارتبط وجدانياً بالبدايات الجديدة، ووفقاً للأسطورة الرومانية، فقد سُمي شهر يناير على اسم إله البدايات والانتقالات «يانوس»، لذا هو شهر يتجاوز كونه مجرد بداية لعام جديد، ليصبح تأريخاً لبداية حياة جديدة عند الكثيرين.. ويناير 2021 تحديداً يختلف تماماً عن كل يناير عاشته البشرية من قبل، فالعالم كله يبدأ فيه من جديد بعد أن تلمس سلاحه في مواجهة «كوفيد 19»، ذلك الوباء الذي غير ملامح حياتنا وحبس أنفاسنا خلف كمامات.

كان العام الماضي استثنائياً في كل شيء، وتفاوت تأثيره في الأشخاص والشركات والمجتمعات والدول أيضاً، ربما سبب للبعض تراجعاً، أو تأخيراً أو تأجيلاً، أو على أفضل تقدير أصابه بنوع من الثبات على ما هو عليه، لكن وقت النهوض قد جاء، والعام الجديد يليق به بداية جديدة تكون أدواتها جديدة أيضاً، نستفيد فيها من الدروس القوية التي تعلمناها من أزمة «كوفيد 19» وأولها وثانيها وعاشرها، إدراكنا قيمة ومعنى وأهمية تفاصيل الحياة البسيطة جداً في البيت والعمل والشارع.. فالبداية الجديدة يجب أن تكون أولاً مع أنفسنا ومع عائلاتنا ومع مجتمعنا قبل أن تكون في أحلام نريد تحقيقها. فمن أكثر إيجابيات العام الماضي أننا اقتربنا من جوهر وحقيقة حياتنا الطبيعية التي ابتعدنا عنها رغماً عنا.

في العدد الأول من العام الجديد، تزين غلاف «زهرة الخليج» أربع زهرات، هن الشقيقات: نور، بدور، دانا وسارة التميمي، واللاتي نلتقيهن في حوار وجلسة تصوير خاصة ليس لأنهن أطلقن مشروعاً تجارياً ناجحاً، ولكن لأن ما فعلنه معاً هو قصة إلهام، ونموذج للنجاح العائلي الذي نتعرف منهن إلى شروطه. والأهم أن كل واحدة منهن ستبدأ هذا العام بداية جديدة خاصة بها. وفي العدد أيضاً موضوعات أخرى عديدة في الثقافة والفن والرياضة والصحة والمجتمع والسياحة، فضلاً عما يميز الـ(زهرة) في الأزياء والمجوهرات والتجميل والديكور.. وعام جديد سعيد عليكم جميعاً.