ورث مصمم الأزياء اللبناني جان لوي سباجي المهنة عن والده، الذي اشتهر في الثمانينات، وسار على خطاه في ابتكار أروع تصاميم الأزياء العالمية. عرف الشاب بشغفه بالتصميم منذ الطفولة، وبعد تخرجه في الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت، درس فن التصميم في Domus Academy بميلانو، حيث تمكن من إطلاق خطه الخاص عام 2011، ثم عاد إلى لبنان ليكمل مسيرة والده ويطور استوديو التصميم الخاص به. يشتهر سباجي الابن بتصاميمه الجريئــة المبتكـــرة المســــتوحاة من الطبيعة والنبات، مع قصات هندسية عصرية مستقبلية الطابع، حتى إنه لُقب بـ(ألكسندر ماكوين الشرق الأوسط). ارتدت من تصاميمه نجمات شهيرات أمثال بيونسيه، أيشواريا راي، ويني هارلو، ناتاليا فوديانوفا، كارول سماحة، جيسيكا قهواتي وغيرهن. وفي حواره مع «زهرة الخليج» يكشف تفاصيل أزيائه وجوانب من تجربته الإبداعية وشخصيته الغنية.

  • سباجي

• ما الذي اختبرته واكتسبته من استوديو والدك؟

- صناعة الأزياء لها جوانب عديدة وهي تتطور بمرور الوقت، ولكن ما تبقى هو تقنيات الأزياء الراقية الأصلية والتشطيب وهذا ما أدين به لاستوديو والدي. لقد نشأت محاطاً بالحرفيين والمصممين وشاهدتهم يبدعون باستخدام الأقمشة والألوان والمطرزات التي تعزز معرفتي العميقة بأساسيات كل عالم التصميم.

• ما الذي تعلمته في دراستك لفن الموضة في ميلانو؟

- ميلانو هي المكان الذي تعلمت فيه وطوّرت كيفية تفكيري بطريقة إبداعية بتصور آخر. أنا ممتن للأشخاص الذين قابلتهم هناك، والمعلمين، والتجارب التي عشتها، لأنهم شكّلوا مصمم الأزياء الذي أنا عليه اليوم.

• تدربت في داري أزياء فرانكي موريلو وموريزيو غالينتي، ماذا أضافا إلى مخزونك التصميمي؟

- لا يمكنني تلخيص ما تعلمته من فرانكي وموريزيو بكلمات، فقد كانت كلتا التجربتين حقاً مغيرتين للعبة في طريقي، كل ما يمكنني قوله هو أنني محظوظ جداً لأنني رأيت وتعلمت كل ما لدي مع هذين المصممين الرائعين والناجحين.

امرأة متحدية

• هل لك أن تشرح تشكيلتي كوتور لخريف وشتاء 2020، والأزياء الجاهزة لربيع 2021؟

- تستوحي كل من المجموعتين الإلهام من الطبيعة. تحمل مجموعة RTW عنوان تحليق SOAR، حيث تكون المرأة مخبأة بالريش وجاهزة للطيران والتحليق بعيداً. أما مجموعة الكوتور فهي (عالم مسحور) حيث تتحد المرأة بشكل أسطوري مع عناصر الطبيعة. في إحدى اللحظات هيمنت عليها قوة أنياب الفيل المزخرفة المذهلة، وفي لحظة أخرى نراها تتجسد في جمال وأناقة البجعة البيضاء المصقولة بالريش. في هذا العالم من الاحتمالات اللامتناهية، تكون امرأة سباجي متحدية ولكنها متواضعة في مواجهة الطبيعة. وفي هذا العالم من الخيال والتساؤلات اللامتناهية، من يدري أي مخلوق سحري ستصبح بعد ذلك.

• ما التقنيات اليدوية الحرفية التي استخدمت في كلتا التشكيلتين؟

- مجموعة الأزياء الجاهزة لربيع وصيف 2021 مستوحاة من فرض أشكال الريش على هيئة الزاوية، والتي ترتفع بشكل حاد على جسد المرأة ثم تسقط في مجموعة لا حصر لها من الأشكال. تلتف المنسوجات السائلة بين أشكال الضوء الجامد. وضعنا التطريزات المموّجة وأحدث التقنيات الحديثة جنباً إلى جنب مع الأشكال الهيكلية والبنى المرتفعة. أما مجموعة كوتور الخريف والشتاء فتتميز بتطريزات بارعة متأثرة بأجرأ سمات الطبيعة، استغرقت القطع التفصيلية المصنوعة يدوياً من قبل الحرفيين الدقيقين في الاستوديو ساعات عديدة من العمل المعقد. تزين الأحجار والكريستال فاخر التصاميم، مجسدةً الجلد الثاني من النوع الحيواني. وبوحي من بانتونات العالم البري، تسيطر على التشكيلة لوحة ألوان نابضة بالحياة.

• ما التحدي الجديد الذي تمثله لك كل تشكيلة جديدة؟

- هناك تحدٍّ مع كل مجموعة جديدة، ولا بد لي من دفع نفسي لأعمل بشكل أفضل في كل موسم، خاصةً الآن بعد أن أصبح لديّ ملابس جاهزة.

• لُقبت بـ(ألكساندر ماكوين الشرق الأوسط،) ماذا يعني لك ذلك؟

- شرف كبير أن يطلق عليّ لقب مصممي المفضل وعبقري غيّر صناعة الأزياء وألهم أجيالاً من المصممين الأعلى، وأن السماء هي الحد الأقصى عندما يتعلق الأمر بالإبداع. 

 

عباءة بيونسيه

• لماذا اختارت بيونسيه عباءة من تشكيلة (عشتار) تحديداً؟

- عندما اختارت بيونسيه العباءة كانت coup de Coeur، ووقعت هي والستايليست التي تتولى تنسيق أزيائها على الفور في هوى وحب القطعة التي صممتها وعرفت منها أنها كانت ملائمة للمناسبة التي ترغب في حضورها.

• مَن غير بيونسيه تجد أن تصاميمك تناسبها؟ 

- أحب أن ترتدي أزيائي أي امرأة تقدر الفن وتصاميمي.

•  إلى أين ستصل بموهبتك وشغفك في تصميم الأزياء؟ 

- أنا محظوظ حقاً لكوني شغوفاً بما أفعله، أفكر في كل خطوة أتخذها بعناية وطالما أنني متفانٍ في العمل الجاد فسوف يؤتي ثماره في كل موسم.