يعرف الدكتور رامي المكاري أخصائي أمراض الجهاز الهضمي في مركز هيلث شيلد الطبي في أبوظبي، القولون بأنه الجزء السفلي من الجهاز الهضمي للإنسان ويعرف بالأمعاء الغليظة ويلفت النظر إلى أن سرطان القولون هو السرطان الأول من حيث معدل الحدوث عند الرجال والنساء، ويشرح: «لكنه من الأمراض المعدودة التي يمكن الكشف عنها مبكراً بفعالية، عن طريق فحص الدم الخفي في البراز سنوياً، أو إجراء تنظير للقولون كل 5 سنوات ابتداءً من سن 45 عاماً».

  • الدكتور رامي المكاري

زوائد لحمية
يقول الدكتور رامي: «يبدأ سرطان القولون على شكل زوائد يطلق عليها الزوائد اللحمية، وهذه اللحميات لا تسبب أي أعراض، ولكنها قد تتحول إلى أورام سرطانية على مدى يتراوح من 5 إلى 10 سنوات، وبشكل عام، يبدأ سرطان القولون عندما تحدث تغيرات في الحمض النووي للخلايا السليمة في القولون، إذ تنمو هذه الخلايا وتنقسم بطريقة منظمة للحفاظ على عمل الجسم بشكل طبيعي، لكن عندما يتلف الحمض النووي للخلية ويصبح سرطانياً، تستمر الخلايا في الانقسام وتتراكم حتى تشكل ورماً، ومع مرور الوقت تدمر الخلايا السرطانية الأنسجة الطبيعية القريبة، وقد تنتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم لتكوين رواسب هناك على شكل ورم خبيث».

تشخيص مبكر
وحول معدلات الإصابة، يوضح الدكتور رامي أن (جمعية الإمارات للأورام) كشفت مؤخراً عن زيادة معدلات الإصابة بسرطان القولون للفئات العمرية ما بين 20 و30 عاماً في الدولة، والذي يعتبر ثاني أنواع السرطانات المسببة للوفاة، والأول في الانتشار بين الذكور في الدولة، ويتم سنوياً تشخيص 350 حالة لمواطنين ومقيمين، 25% منها لحالات تكتشف إصابتها في مراحل متقدمة، مما يشكل صعوبة في العلاج على الرغم من توافره، بينما يبقى الفحص والتشخيص المبكر هو أساس العلاج.

 

إقرأ أيضاً: كيف أعرف أنني مصاب بانزلاق الغضروف؟ وما العلاج؟

 

عوامل الخطورة 
وينوه الدكتور رامي إلى أنه من العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، تقدم العمر (90% من حالات سرطان القولون تحدث لمن هم في سن الخمسين أو أكبر)، ويضيف: «على الرغم من ذلك، فإن تحليل البيانات المتوافرة من سجل الأمراض الوطني في دولة الإمارات، أظهر أن أكثر من 41% من مرضى سرطان القولون في الدولة، تقل أعمارهم عن 50 عاماً، وأكثر من 22% من الحالات لمرضى تقل أعمارهم عن 40 عاماً» ويشرح الدكتور رامي حول عوامل الخطورة من المرض قائلاً: «من عوامل الخطورة حالات التهاب الأمعاء المزمن، التهاب الأمعاء لفترة طويلة كمرض كرونز أو مرض التهاب الأمعاء التقرحي، فضلاً عن وجود تاريخ عائلي (أو شخصي) لسرطان القولون والمستقيم، أو تاريخ عائلي (أو شخصي) للزوائد اللحمية بالقولون والمستقيم، وأيضاً الاعتماد على الأغذية قليلة الألياف كثيرة الدهون، واللحوم الحمراء أو اللحوم المصنعة، إضافة إلى قلة الأنشطة الرياضية، ومرض السكري، والسمنة، فضلاً عن التدخين والاستخدام المفرط للكحول».

 

أعراض مبكرة
يوضح الدكتور رامي أن التغير الذي يحدث في عادة الأمعاء (إسهالاً أو إمساكاً أو تغيراً في طبيعة البراز لأكثر من أسبوعين، أو تغير قوام البراز)، هو أحد أهم الأعراض المبكرة لاكتشاف المرض، وأيضاً الشعور بأن الأمعاء لا تفرغ تماماً، أو وجود نزيف من فتحة الشرج، أو وجود دم مع البراز، إضافة إلى الشعور بأي اضطرابات في البطن كتشنجات أو غازات أو آلام لفترة طويلة، أو انتفاخ بالقولون باستمرار، أيضاً الضعف والإجهاد وقلة الشهية للطعام وتدهور الصحة بغير مبرر، ونقص الوزن غير المعروف سببه، وفقر الدم الشديد غير المبرر خاصة مع التقدم في العمر.

طرق للعلاج 
يلفت الدكتور رامي النظر إلى وجود عدة طرق للعلاج تعتمد على نوع الورم، مكان الورم بالقولون، مرحلة الورم وانتشاره، الحالة العامة للمريض ووجود أمراض أخرى، أما طرق العلاج فتعتمد على الجراحة، العلاج الكيميائي، العلاج الإشعاعي والعلاج المناعي.

الوقاية من الإصابة
ينصح أخصائي الجهاز الهضمي، للوقاية من الإصابة بالمرض، بضرورة الإقلاع عن التدخين فوراً، وتجنُّب السمنة والمحافظة على الوزن الطبيعي، التقليل من الدهون، وخاصة الدهون المشبعة، تناول الفواكه والخضراوات والغذاء الصحي الغني بالألياف، ممارسة الرياضة بانتظام، استشارة الطبيب عند حدوث أي تغيرات غير طبيعية في الجسم، ومن المهم جداً إجراء الفحص المبكر بواسطة تنظير للقولون كل 5 سنوات، ابتداءً من عمر 45 سنة من دون انتظار ظهور الأعراض، لأن ذلك يعتبر الوسيلة الوحيدة الناجحة التي تمكن من اكتشاف الورم في مرحلة اللحميات الحميدة واستئصالها خلال التنظير، مما يؤدي إلى وقاية ناجحة وشفاء تام من دون الحاجة إلى جراحة.