مخطوطات تتحدى الزمن في «قصر الوطن»

«من لا يعرف ماضيه فهو حتماً لا يعرف حاضره، أما إذا عرف المرء ماضيه فلا بد أن يعرف حاضره ويعرف ما يجب عليه أن يحسبه من حساب المستقبل».يؤكد هذا القول المأثور للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه، أن طريق مستقبل الأمم الفتية يجب أن يكون قائماً على صون تاريخها وإرثها الثقافي وتناقل معا

«من لا يعرف ماضيه فهو حتماً لا يعرف حاضره، أما إذا عرف المرء ماضيه فلا بد أن يعرف حاضره ويعرف ما يجب عليه أن يحسبه من حساب المستقبل».
يؤكد هذا القول المأثور للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه، أن طريق مستقبل الأمم الفتية يجب أن يكون قائماً على صون تاريخها وإرثها الثقافي وتناقل معارفها من جيل إلى آخر.

ومنذ افتتاحه أمام الجمهور في مارس 2019، أتاح «قصر الوطن» لزواره الفرصة لرؤية لمحات من المخطوطات والوثائق الأدبية النادرة، في معرض «بيت المعرفة» ومكتبة القصر. وتحوي هذه الوثائق النادرة بين طياتها قروناً من الاكتشافات المذهلة والحكايات التي تخطت حدود الزمن. ومن خلال عرض هذه المخطوطات، ينتقل «قصر الوطن» بزواره، إلى العصور الغابرة من خلال التعاليم الخالدة لنخبة استثنائية من المفكرين والفلاسفة الذين كان لهم إسهامات جليلة في تاريخنا العريق.

  • مكتبة القصر

وتحت الإشراف المباشر لإدارة المقتنيات في «قصر الوطن»، تخضع كافة المخطوطات والوثائق النادرة لعملية حفظ دقيقة لحمايتها من الغلاف إلى الغلاف. ولكون القصر يضم مخطوطات يزيد عمرها على 120 عاماً، فإن هذه العملية تضمن الحفاظ عليها ليستمتع الزوار برؤيتها، جيلاً بعد جيل.
وتتم طريقة الحفظ التي تعرف باسم «التناوب الدوري» ثلاث مرات في الشهر، بهدف احتواء وحماية النصوص من التأثير الجوي. وعلى الرغم من بساطتها الظاهرية، فإن تنفيذ هذه العملية يتطلب دقة كبيرة حيث يقوم أحد أعضاء قسم إدارة المقتنيات بارتداء القفازات قبل لمس أي كتاب، ومن ثم إزالته من منصة العرض قبل استخدام أداة فولاذية دقيقة لقلب كل صفحة على حدة، مع التأكد من عدم ترك أي أثر أو علامة على النص. وتتيح هذه الخطوات للصفحات المتبقية بأن "تتنفس"، بالتزامن مع تجنب تعريض نفس الصفحتين للهواء الطلق لفترة طويلة.

وتسعى إدارة المقتنيات في القصر على توفير البيئة المناسبة للمقتنيات الأثرية والفنية المعروضة، إذ يقوم فريق فني متخصص في التعامل مع القطع الأثرية والفنية بعملية التغيير الدوري للقطع الفنية، لاحتواء التأثير البيئي على القطعة، حيث تهتم دولة الإمارات بالحفاظ على الموروث الثقافي، ليصل إلى الأجيال القادمة بصورة مستقرة. وتقوم هذه العملية على أساس دراسات علمية من شأنها حساب مدى تأثير الضوء بشكل خاص والبيئة المحيطة بشكل عام.
ويمكن للزوار الراغبين في التعرف على التاريخ، أو على فنون الخط الرائعة، أو قراءة تعليقات نخبة من أعظم الفلاسفة زيارة «قصر الوطن»، الذي يقدم فرصة حصرية للاطلاع على نصوص نادرة من كافة أنحاء العالم، والتي تتميز بغنى محتواها المعرفي والثقافي.

 

إقرأ أيضاً: «يداً بيد نتعافى».. حملة لزيادة الوعي بلقاح «كوفيد 19»