تنتشر نظرية أن الفرد يحتاج إلى شرب ثمانية أكواب من الماء يومياً حتى يقوم جسمه بوظائفه الأساسية. ورغم شيوع هذه الفكرة وتداولها بين الناس، ولدى حتى بعض اختصاصيي التغذية، فإن كمية الماء المذكورة ليست دقيقة تماماً. فما كمية الماء الفعلية التي يحتاجها الإنسان يومياً ليتابع حياته بشكل سليم؟ 

يشكل الماء نسبة من 50% إلى 80% من جسم الإنسان (وهو ما يتوقف على حجم الجسم)، فعلى سبيل المثال يكوّن الماء نسبة 73% من كل من القلب والدماغ، وما نسبته 83% من الرئتين. وفكرة شرب ثمانية أكواب من الماء يومياً للحفاظ على رطوبة تلك الأعضاء والجسم كله، ليست قاعدة، وإنما عبارة عن حل وسطي يرضي الجميع، إذ يمكن أن يحتاج الجسم إلى كمية أكبر أو أقل من الماء، نتيجة عوامل عدة منها الجنس والعمر والوزن والبيئة، فمثلاً البالغين الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم مرتفع جداً، هم أكثر عرضة للجفاف. كما أن من يعيشون في منطقة طقسها حار، يحتم عليهم شرب المزيد من الماء، أما العيش بالقرب من البحر أو المحيط، حيث تكون الرطوبة عالية، فإن الحاجة إلى الماء ستكون أقل. كذلك تعد التمارين الرياضية من العوامل المؤثرة في كمية الماء التي يحتاجها الفرد، فالشخص الذي يمارس التمارين الرياضية بانتظام، سيتعرق أكثر وبالتالي، عليه أن يستبدل السوائل التي خسرها بالماء. 

أيضاً، لا يمكننا أن ننسى الحالات الخاصة التي تستدعي تعديلاً معيناً بكمية المياه، مثل الحمل والرضاعة، فعلى النساء الحوامل والمرضعات أن يشربن كمية أكبر من الماء أكثر من المعتاد. كذلك في الحالات الصحية مثل الحمى أو الإسهال التي تجعل الجسم يفقد الماء بشكل أسرع من المعتاد، فمن المهم جداً شرب الماء تفادياً للإصابة بالجفاف.

الحاجة اليومية

عادة يشرب الإنسان الماء عند الشعور بالعطش، مما يساعده على ترطيب جسمه والحفاظ على عمل وظائفه الجسمية بشكل سليم. لكن، الأكاديمية الوطنية للعلوم والهندسة والطب في أميركا حددت الكمية من الماء (من جميع المشروبات والأطعمة) التي يحتاجها غالبية الناس وفق التالي: (قرابة 15.5 كوب من الماء يومياً للرجال) و(قرابة 11.5 كوب من الماء يومياً للنساء). فالإنسان يحصل على نسبة 20% من استهلاكه اليومي من الماء من الطعام، أما البقية فتعتمد على مياه الشرب والمشروبات القائمة على المياه. لذلك، من الناحية المثالية، يستهلك الرجال قرابة ثلاثة لترات من الماء من المشروبات، وتستهلك النساء، حوالي 2.12 لتر من المشروبات. أما الطرق الأخرى لتقييم حاجة الجسم إلى الترطيب، فهي العطش ولون البول. فيشير الشعور بالعطش، إلى أن الجسم لا يتلقى الترطيب الكافي، أما لون البول الداكن أو الملون، فيشير إلى وجود جفاف، واللون الباهت أو غير الملون فيدل على أن الترطيب جيد.

 

إقراأ أيضاً: حقائق حول رابع أكثر السرطانات شيوعاً

 

أطعمة غنية بالماء

يقترح خبراء التغذية شرب الماء بكثرة، من أجل الحصول على جميع السوائل التي يحتاجها الإنسان، إلا أن بعض الأشخاص لا يستطيعون شرب القدر المطلوب من الماء أثناء النهار. من هنا، يمكن استبدال جزء من استهلاكهم اليومي للماء، بالفواكه والخضراوات التي تحتوي على الكثير من الماء. فالبطيخ والفراولة والشمام والبرتقال والخيار والكرنب والخس والكرفس، تحتوي على أعلى كمية من الماء من بين الخضراوات والفواكه. كما أن أنواع الحساء والمشروبات المختلفة، مثل القهوة أو الشاي، قد تحل أيضاً محل عدة أكواب من الماء. كذلك تعد الأطعمة مثل الزبادي والجبن والمعكرونة والجمبري وسمك السالمون وصدور الدجاج، من المأكولات التي تحتوي على كمية عالية من الماء. وتناول هذه الأطعمة يساعد على منع الإصابة بالجفاف. 

حساب الكمية اليومية

هناك معادلة بسيطة تساعدك على حساب كمية الماء التي يحتاجها جسمك وهي:

كمية الماء باللتر التي تحتاج إلى شربها يومياً، تساوي وزنك بالكيلوغرام مضروباً في 0.033، مثلاً إذا كان وزنك 80 كيلوغراماً (80x 0.033= 2.64)، وهذا يعني أنك تحتاج إلى شرب 2.64 لتر من الماء يومياً.  بمجرد حساب الكمية، يمكنك تحضير جدول يذكرك بشرب الماء الذي تحتاجه. على سبيل المثال، من الأفضل أن تبدأ يومك بشرب كوب أو كوبين من الماء على معدة فارغة، لأن شرب الماء في الصباح سوف يساعدك على البقاء بصحة جيدة ومبهجة طوال اليوم.

8 فــــــوائد

هناك الكثير من الفوائد التي يجلبها شرب الماء لجسم الإنسان، من أبرزها: 

1  التخفيف من التعب: إذا كنت غالباً ما تشعر بالتعب، فهناك احتمال كبير أن يكون راجعاً إلى عدم كفاية استهلاك الماء مما يجعل وظيفة الجسم أقل كفاءة، لأن التعب هو واحدة من أولى علامات الجفاف في الجسم. 

2  تحسين المزاج ومعالجة الصداع: جفاف الجسم يمكن أن يؤثر سلباً في المزاج ويسبب صداع الرأس، الشيء الذي يؤثر بطريقة سلبية على وظيفة الدماغ، لهذا فشرب الماء يمكن أن يساعد على تحسين المزاج.

3  المساعدة على الهضم: يحسّن الماء من عمل الجهاز الهضمي، فهو يسهّل عملية الهضم الطعام وبالتالي يؤدي ذلك إلى عدم الإصابة بالإمساك.

4 فقدان الوزن: شرب كأسين من الماء قبل الوجبات، يمنح الشعور بامتلاء المعدة ويحدّ من الشهية، ممّا يساعد على  أكل كميات قليلة من الطعام، وبالتالي يسهم في فقدان الوزن.

5  التخلّص من السموم: يعتبر الماء وسيلة فعّالة جداً، لتنظيف الجسم من السموم والفضلات، وذلك بالتخلّص منها عن طريق العرق والبول، ويقلّل الماء من حصى الكلى عن طريق إذابة الأملاح والمعادن في البول. 

6  تنظيم درجة حرارة الجسم: وجود كمية وافرة من الماء في الجسم يساعد على تنظيم درجة الحرارة.

7  المحافظة على بشرة صحية: يحسّن الماء من تدفق الدم، وهو الشيء الذي يساعد على تجديد أنسجة الجلد وترطيب البشرة وزيادة نعومتها.

8  تحسين رائحة الفم: يحافظ الماء على رطوبة الفم، ويزيل بقايا الطعام والبكتيريا العالقة ما بين الأسنان واللثة، لذلك فإن شرب ما يكفي منه خاصة بعد تناول الطعام، يساعد على التقليل من رائحة الفم الكريهة.

  • تحرص عارضة الأزياء البريطانية روزي هنتنغتون ويتلي، على شرب الماء يومياً، للمحافظة على حيويتها.

 

شهيرات يعشقن الماء

عدد كبير من النجمات صرحن بأن الماء واحد من أفضل العوامل للحفاظ على نضارة البشرة، لهذا فإنهن يحرصن على شربه. تقول نجمة تلفزيون الواقع كايلي جينر: «مفتاح الحصول على بشرة نضرة هو أكثر من مجرد استخدام المرطب والابتعاد عن الشمس، الماء مهم جداً للحفاظ على بشرتك متوهجة من الداخل إلى الخارج». كذلك، تؤكد الممثلة الأميركية غابرييل يونيون أنها تشرب ثلاثة لترات من الماء يومياً، مشيرة إلى أنها تحرص على شرب لتر منها في الصباح قبل الإفطار. أما عارضة الأزياء البريطانية روزي هنتنغتون ويتلي، فتؤكد أنها تحرص على شرب الماء يومياً، لأنه يساعدها على التخلص من احتباس السوائل في الجسم، ويحافظ على حيويتها.