دائماً تبحث عن الحقيقة وفهم المزيد عن أي «حكاية سياسية معقدة»، هي إعلامية مخضرمة قضت جل عمرها على شاشات التلفزيونات العربية المختلفة وهي تحاول دائماً تقديم «الحوارات السياسية» بصورة غير تقليدية، لهذا حققت جيزال خوري مكانة مهمة في هذا المجال الإعلامي المهم والمؤثر، وهي اليوم لم تعد مكتفية بالشكل التقليدي للإعلام، بل تدخل الإعلام الجديد من أوسع أبوابه.

انضمت جيزال خوري مؤخراً إلى شاشة «سكاي نيوز عربية» في أبوظبي، حيث تقدم على شاشتها برنامجاً سياسياً اجتماعياً، يقدم رؤية تحليلية أسبوعية لمجموعة من الأخبار التي استحوذت على اهتمام المشاهدين، وتستضيف في الفقرة الأولى من البرنامج شخصية سياسية مهمة، أما الفقرة الثانية منه فتقدم ملفاً بالبحث والتحليل مع خبيرين أو أكثر لعرض مجموعة من وجهات النظر، كما يهتم البرنامج أيضاً في فقراته اللاحقة بمتابعة أحدث اهتمامات الناس على منصات التواصل الاجتماعي، ليمثل البرنامج حصيلة أسبوعية للفئات غير المتابعة للأخبار بشكل يومي.

• بداية نبارك لك إطلالتك الجديدة عبر «سكاي نيوز عربية»، ما الذي جذبك لهذه الشاشة؟

- لا يوجد اثنان لا يجدان هذه القناة تتمتع بأجمل صورة وهي كذلك وهي صورة جميلة والعرض الذي منحوه لي مثل لي فرصة لولوج عالم الديجيتال وهو ما يهمني كثيراً.

• «مع جيزال» يقدم نوعاً جديداً من البرامج السياسية، حيث رأيك ورأي الجمهور يلعبان دوراً في الحوار، ألا تخافين من بعض الآراء السلبية أو ما شابه؟

- التواصل الاجتماعي يملك أموراً سلبية، ولكن جميعنا نعلم هذا الجمهور الإلكتروني من يحركه وكيف يتحرك والأهم أن نأخذ المواضيع بدقة، ولكن الآراء الشخصية والحقيقية هي للناس، والناس مهذبون أكثر مما تتوقع، هناك من يعطي رأيه وأنا أتقبل كل شيء، ولكن الأمور التي تحتوي على سب كثير هو جمهور إلكتروني متحرك ونحن نتعامل مع هذه الأمور بعدم الرد عليها.

  • جيزال خوري

 

فئات مريضة

• نسمع يومياً عن «الذباب الإلكتروني» والمختبئين وراء الشاشات الذين يعتمدون مبدأ دس السم بالعسل، ما موقفك منهم ومن تصريحاتهم؟

- هم يجعلونني أرى كم الأمراض النفسية داخل مجموعات معينة، إذا راقبتهم وإذا كونت رأياً آخر في حلقة أخرى تجدهم اختلفوا تماماً فترى أنهم ليسوا حقيقيين ولا أملك منهم أي موقف هناك أمراض في المجتمع وهناك جمهور لفئات مريضة طبعاً.

• إلى جانب البرنامج الأسبوعي «مع جيزال» سيكون لك برنامج عبر منصات «سكاي نيوز عربية» الإلكترونية، أخبريني عن هذه التفاصيل خاصة أن الإطلالة اليومية ستكون صعبة بالنسبة لمن اعتاد الإطلالة الأسبوعية الدسمة؟

- أنا بصدد عمل فريق لهذا الموضوع وهو سبب تأخير إطلالتي هذه، سيكون البرنامج الإلكتروني أشبه بمقال رأي عن موضوع له علاقة بالناس وأيضاً سيكون للناس رأي وتفاعل موازٍ للمقال في حوار يجمعنا.

• اليوم جمهور البرامج السياسية هل هو مثل السابق أم اختلف؟

- اختلف كثيراً، من زمان كنا في برنامج «حوار العمر» نصل إلى ما يقارب الساعتين من الحوار، وتقترب الحلقة من النهاية، فيأتيني طلب من إدارة التلفزيون بالاستمرار في الحوار وعدم إنهائه لأن نسبة المشاهدة في ارتفاع، هذا الأمر أصبح شبه مستحيل هذه الأيام، من حيث الوقت وهناك جمهور آخر، الآن نتعلم أن من يريد أن يستمع للمقابلات السياسية ستكون على أجزاء ولدي ثلاث فقرات نضع كل فقرة أو قسم من كل فقرة في نوع بصلب الموضوع ولذلك أصبح التحضير مختلفاً، لم يعد هناك حوار ولم تكن هناك تسلية بل أصبح يرتكز على شيء مهم الناس في موقف صريح والصحافيون يلحقون هذا الأمر ولكن كثيراً من السياسيين لا يلحقون هذا النوع من الجمهور.

• أعتقد أنك تواجهين مع السياسيين نفس مشكلتنا مع الفنانين، فالشخصيات السياسية تصرح عبر وسائل التواصل الاجتماعي، هل هذا يفيد أو يضر الإعلام التقليدي وحتى الإعلام الجديد؟

- هو يفيدنا بحوارنا لأنه من خلال التغريدات تعرف المواقف بشكل أكثر وتضفي عليها أسئلتك بطريقتك ولكن أن تغير سياسة دولة بين تغريدة وأخرى هذا أصبح أمراً آخر.

التلفزيون تغير

• مع تغير شكل الإعلام، هل تغيرت اليوم البرامج الحوارية بشقها السياسي والفني والثقافي؟

- ليست الحوارات هي التي تغيرت، هو التلفزيون في حد ذاته تغير، مدى قدرته على مواكبة العصر، واستطاعته مواكبة عمر الشباب من العشرين وهؤلاء  يملكون القدرة على متابعة الشاشة في أي من برامجها الفنية أو السياسية سواء برنامجاً حوارياً أو غيره؟ أم أن شاشة الهاتف أو الآيباد أفضل وذلك بفضل الخصوصية؟ فهي مشكلة أكبر من مواكبة التلفزيون للعصر، هي مشكلة اجتماعية، أنا في رأيي أن هناك عودة للشاشة لأن الأحداث كثيرة وفي النهاية يود الناس متابعتها، وهناك أمر نفسي بالموضوع حتى لو تابعت عبر تويتر سترغب في رؤية التفاصيل أكثر عبر الشاشة، الدراسات الأوروبية بينت أنه ليس صحيحاً ما يتم تناقله عن خسارة التلفزيون لنسبة كبيرة من متابعيه، فما زال حتى في أوروبا المتطورة أكثر من 70% يتابعون التلفزيون، هو وقت اجتماع العائلة لمشاهدة مسلسل أو «نتفليكس» أو أخبار، بكل تأكيد خسر التلفاز ولكني أنا من الناس الذين يقولون إننا يجب الحفاظ عليه وهو الطريقة الافضل لنقل الخبر في الأوقات الصعبة.

• من خلال مشوارك الطويل ماذا تقولين عن تجربة المرأة في الإعلام؟

- عند انطلاق الفضائيات وفكرة الحوار السياسي على القنوات التلفزيونية في التسعينات كان لي الشرف أن أكون من أوليات النساء اللاتي قدمن حوارات سياسية محلية على محطات فضائية وجيلنا بدأ في الحوار في التسعينات عند البدء في هذا المجال ولم أشعر أبداً بأنني امرأة، بل هذا الأمر كان له إيجابيات وسلبيات، إلا في بداية الحروب حيث كانوا يخافون من إرسال الصحافيات إلى الميدان، الآن بدأنا نراهن أكثر وهو أمر جميل، كان هناك بعض المسؤولين الدينيين لا يفضلون أن تحاورهم امرأة هذا الأمر تخطيناه أيضاً، لا تتصور بأقل سرعة كيف تخطينا هذه الأمور خلال عشرين سنة تجاوزناها هذه تجربتي كامرأة، وفي الإمارات لا توجد أي تفرقة بين المرأة والرجل وهذه خطوة عظيمة وجريئة.

• عام 2020 طوى كل صفحاته بكل ما يحمله خاصة جائحة كورونا ماذا تركت هذه السنة عندك؟

- تركت شيئاً غريباً كوني ابنة مدينة وكل الوقت أريد أن أعيش في المدينة ويجب أن أشعر بنبض الشارع، في وقت كورونا اجتمعنا في منزل أهلي ومنزلي في قرية على شاطئ البحر، فجأة اكتشفت أنني أحب الطبيعة وليس من الضروري أن أحب المدينة طوال الوقت وتملكني هدوء نفسي لأضع الأمور في إطارها الصحيح، العائلة مهمة جداً حتى عندما أتيت إلى أبوظبي سكنت في منطقة السعديات لأنشد الهدوء.

• ما الرسالة التي توجهينها للجمهور بمختلف فئاته من خلال زهرة الخليج؟

- أقول إنه لفترة طويلة لم نكن على سكة مستقبل البشرية وهناك أناس كثر يحاولون إخراجنا عن السكة بالتخلف والتعصب الموجود إن شاء الله العودة لمستقبل يتكلم مع العالم نحن جميعنا نناضل لأجله لأنه أجمل شيء.