صادفت وأنا أتابع جديد الأغاني العربية أغنية لفتني اسمها وخاصة أن اسم من تؤديها لا أعرفه، الأغنية تحمل عنوان «بطلة حياتك» من غناء «عليا أوي» وهي تصف نفسها عبر صفحتها على انستغرام بأنها مؤثرة (أنفلونسر) مختصة في تقييم المنتجات وتقديم النصائح للسيدات في مجالي المكياج وشراء الملابس، ولا أعرف ما علاقة فتاة كهذه بالغناء خاصة أنها لا تملك أي خامة صوتية مميزة رغم أن الأغنية جميلة موسيقياً وخاصة التوزيع، لو أن الصوت الذي رافقها كان صوتاً جميلاً وذا خامة جميلة، ليس هذا وحسب بل إن أداء المغنية أتى كلمة كلمة كمن يقرأ وليس يغني.

الأغنية الصاخبة من كلمات محمد أنيس وألحان ياسين جمال وتوزيع كريم عبدالوهاب وتم تصويرها بطريقة الفيديو مع المخرج محمد القاضي الذي اعتمد في الكليب على ظهور عليا بألوان مبهجة تعطي طاقة إيجابية وتتلاءم مع كلمات الأغنية، وظهرت بطلة الكليب بقصص غير مترابطة أو أنني لم أستطع استيعاب السيناريو الذي تريد أن توصله بطلة هذا العمل من هذه الأغنية سوى الإعلان والدعاية لمنتجات مختلفة، كما ظهر جلياً في التركيز عليها في بعض اللقطات، بالإضافة على زحمة الألوان وتداخلها بين خلفية الصورة والملابس التي ترتديها مؤدية الأغنية ومن معها، إضافة إلى الضعف الكبير في بعض اللقطات من حيث الإضاءة ووضوح الصورة، مما يشير إلى أن العمل غير متقن فنياً.

رغم ذلك، حظي الكليب بتفاعل كبير كما تعلن صاحبته عبر صفحاتها المتنوعة على وسائل التواصل الاجتماعي، ورغم أن الفتاة تتمتع بجاذبية وجمال وحضور بهي من خلال عملها الأساسي مدونة موضة إن صحت تسميتها بذلك، ولكنني كنت أتمنى ألا تخوض غمار الفن وألا تعتبر نفسها ناجحة على أقل تقدير، حتى وإن حقق الكليب أرقام مشاهدة عالية، هذا إذا سلمنا جدلاً بأن هذه الأرقام صحيحة وليست مدعومة إعلانياً مثل منشوراتها.

للأسف أن عالم الأغنية يستطيع أن يقتحمه أي كان، وسبق أن رأينا محاولات كثيرة لنجمات إعلانات وفتيات جميلات كن سابقاً يشاركن كموديل في الكليبات ثم تحولن إلى مغنيات، بعضهن وهن قلة استطعن أن يقاومن ويستمررن في الغناء لفترة قصيرة أو طويلة نوعاً ما، ولكن في النهاية كان مصيرهن النهاية بحكم الجمهور الذي يشعر بالملل بعد تجربة أو بعض التجارب، فيقاطعهن وبالتالي يجدن أنه لا جدوى من الاستمرار في بذل المزيد من المال في مجال يستنزف الكثير ولا يقدم إلا القليل لمن لا يحقق النجاح الحقيقي، وبالتالي فإن «النجاح الإجباري» لبعض الأعمال لا يعود على صاحبه بشيء.

هناك فنانات حقيقيات وأصوات قديرة غير قادرة، ورغم كل تسهيلات وسائل التواصل الاجتماعي، على أن يحققن كليب بسوية معقولة، لأن الأغنية الجيدة كلاماً ولحناً وتوزيعاً وتصويراً ومن ثم ترويجاً تحتاج إلى مبلغ كبير من المال، وحتى إن نجحت الأغنية فهي لا تعود على صاحبها بكل ما أنفقه، بل إن العائدات تأتي من الحفلات إذا نجحت صاحبة الأغنية واستطاعت أن تجد لنفسها مكاناً في هذا السوق الصعب.

اقرأ أيضاً:  أحمد سعد يوضح حقيقة خلاف شيرين وحسام حبيب