يظهر تأثير الألوان على الإنسان في كافة مناحي الحياة، إذ إن الألوان تؤثر في الحالة النفسية والمزاجية، ففي بعض الأحيان قد تكون بعض الألوان دليلاً على سعادة الإنسان، في أحيان أخرى هي دليل على شقائه وإحباطه. توضح لميس نايل مدربة التنمية البشرية وتطوير الذات لـ«زهرة الخليج»، أهمية الألوان في حياة الإنسان واختلاف تأثيرها المباشر في حالته النفسية والمزاجية. 

اختيار الألوان

تقول نايل: «للألوان دلالة كبيرة على تحديد شخصية الإنسان وحالته النفسية والمزاجية وميوله واتجاهاته، ويمكننا التعرف إلى ذلك من خلال اختيار الإنسان للألوان التي سيستخدمها في حياته، مثل ملابسه، أثاث منزله، وهكذا، لا سيما أن الألوان تنقسم إلى ألوان دافئة وأخرى باردة، وكل نوع يؤثر بشكل مختلف في الإنسان وطريقة تفكيره».

ذكريات الألوان

تؤكد نايل تأثير الألوان في حياة الإنسان، وإنها تعيده أيضاً إلى ذكرياته القديمة، عندما يسترجع الألوان التي مرت عليه في تلك الذكريات، وتضيف: «قد يتذكر لون البحر، ألوان الأزهار المتنوعة الجذابة، أو حتى ألوان السماء الزرقاء الصافية، لا سيما أن الألوان تختلف أهميتها من شخص لآخر ومن مكان لآخر، فمثلاً في غرفة المريض، يفضل أن يوجد بها لوحات ذات ألوان مبهجة ومشرقة، إذ إنها تساعد على تحسين نفسيته».

فوائده نفسية

تشير نايل إلى أثر التلوين، واستخدام الألوان في التخلص من مشكلات الحياة اليومية، وتقول: «تلوين لوحة بمجموعة من الألوان المبهجة، له أثر كبير في تنفيس الإنسان عما يواجهه من ضغوطات، أيضاً بالألوان يستطيع الإنسان أن يعبر عما يختلج نفسه من مشاعر، وتفريغ الشحنات السلبية وتحويلها إلى طاقات إيجابية تتفجر من خلال الألوان التي يستخدمها». وتبين: «خلال الجلسات العلاجية لبعض الحالات التي تطلب المساعدة لتخطي بعض العقبات في حياتهم، أنصحهم بتلوين بعض اللوحات، إذ إن هذه الطريقة تساعد على التعبير عن الذوات والتخلص من التفكير المفرط والاسترخاء، فالتلوين يأخذ الإنسان إلى عالم جديد من المرح والسعادة، فيشعر كأن جبالاً من الهموم والضغوط قد زحزحت عن كاهله». ولا تخفي نايل أن تأثير الألوان يختلف من شخص إلى آخر، موضحة أن الألوان الدافئة تنمي لدى الإنسان مشاعر الراحة والهدوء، وعلى النقيض قد تنمي مشاعر العداوة والبغضاء، أما الألوان الباردة فتنمي مشاعر الحزن والأسى.

دمج الألوان

تقول نايل إن اختيار مجموعة متنوعة من الألوان ودمجها له دلالات مختلفة، موضحة: «على سبيل المثال يعتبر دمج اللون البرتقالي مع البنفسجي، الأصفر، الأخضر والأزرق المشع دليلاً على السعادة، وأيضاً دمج الأخضر بكل درجاته مع الأزرق بكل درجاته دليل قطعي على الاسترخاء، أما عن دمج الأسود مع الأحمر، البرتقالي، البنفسجي والأزرق فيدل على الجرأة، بينما يدل دمج الأسود مع الأبيض، الرمادي، الأزرق والبنفسجي على الحزن. أما دمج اللون الأخضر بدرجاته، البرتقالي، الأحمر بدرجاته فهو دليل على المرح، وأيضاً دمج الوردي، البنفسجي، بكل درجاته فيدل على الرومانسية. أما بالنسبة لدمج الرمادي، البنفسجي، الأزرق المشع يدل على الطمأنينة، ودمج البني بدرجاته، الأزرق السماوي، الأخضر الفاتح، البرتقالي دليل على الراحة النفسية، ودمج اللون الأسود، البني، البنفسجي الفاتح، الوردي، مع البنفسجي الداكن يدل على الغموض». وتشرح نايل تفسيرات الألوان الرئيسية على النحو التالي:

الأزرق

يعتبر اللون الأزرق من الألوان الباردة، التي تعبر عن شعور الإنسان بالأمان والثقة بالنفس إذا قام باختيارها وهو في حالة اتزان نفسي، وقد يعبر عن شعور الإنسان بالحزن والانعزال عن المحيطين والإحباط، إذا اختاره وهو يعاني من حالة اضطراب نفسي.

الأخضر

أما عن اللون الأخضر عندما يختاره الإنسان المتزن نفسياً، فيدل ذلك على أنه يشعر بالسلام والطمأنينة والانسجام مع المحيطين، أما المضطرب نفسياً والذي يمر بظروف خاصة إذا اختار اللون الأخضر، فإن ذلك دليل قطعي على أنه يمر بمشاعر من الغيرة وعدم الثقة بالنفس.

اقرأ أيضاً:  "مهرجان دبي للتسوق".. عروض ترويجية ضخمة تصل إلى 90 % 

الأصفر

اللون الأصفر من الألوان المبهجة التي تبعث الأمل والفرح، التفاؤل والإيجابية، الاعتزاز بالنفس، والإبداع، أما في حالة اضطراب الحالة النفسية للإنسان فإن اختياره اللون الأصفر، يعد دلالة قطعية على مشاعر الإحباط، الخوف، الغضب، القلق والتوتر.

الأحمر

يعتبر اللون الأحمر من الألوان القوية التي تحمل دلالات مختلفة، فهو يرمز للحب، المشاعر الجياشة، والدفء، كما أنه يمنح النفس طاقة إيجابية مزدوجة، وبالرغم من ذلك فإذا اختاره الشخص وهو في حالة اضطراب نفسي لأي سبب، فقد يكون دليلاً على أنه يمر بعقبات وتحديات، فضلاً عن أنه دليل على العنف، وأيضاً محاولة لفت أنظار المحيطين.

الأبيض

يعتبر اللون الأبيض من الألوان التي تعبر عن الحب، السلام، والنقاء الداخلي، في دلالة على أن هذا الشخص الذي اختاره يمر بمرحلة من السكينة والهدوء والصفاء، وفي بعض الأحيان إذا كان الشخص الذي اختار اللون الأبيض غير متزن نفسياً، فإن ذلك يدل على أنه يمر بمرحلة من الجمود والتناقض.