«حي الفهيدي».. رحلة في عبق التاريخ

شكل حي الفهيدي التاريخي في إمارة دبي.. نمط الحياة التقليدي القديم منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى سبعينات القرن العشرين.

شكل حي الفهيدي التاريخي في إمارة دبي.. نمط الحياة التقليدي القديم منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى سبعينات القرن العشرين.

يعد الحي أحد أبرز المزارات السياحية في بر دبي والإمارة بشكل عام، فهو يشتهر باحتوائه على أبراج الرياح التقليدية المرتفعة (البراجيل)، والتي تم تشييدها قديماً للمساعدة في تهوية المنازل في ظل ارتفاع درجات الحرارة.

ويعكس حي الفهيدي الهوية الثقافية والقيم الأصيلة للإمارة، كما يشكل محطة بارزة على خارطة السياحة الثقافية المحلية والدولية، حيث إنه مقصد للزوار من داخل الدولة وللسيّاح القادمين من خارجها.

ويوفر حي الفهيدي لزواره من المواطنين والمقيمين والسياح، تجربة ثقافية وسياحية ثرية تعزز قيمة استكشاف التاريخ وأهميته في الانطلاق نحو المستقبل.

حصن الفهيدي

من أبرز مزارات الحي التاريخي العريق، يقف حصن الفهيدي شاهداً على تراثها الغني، وهو منارة تاريخية بارزة في تاريخ إمارة دبي، إذ يتجاوز عمره قرنين من الزمان، حيث تمّ تشييده عام 1787، في الجهة الجنوبية من خور دبي، ليكون مقراً لحاكم الإمارة، وجرى ترميم هذا الحصن في عهد المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه. وفي عام 1971، عام تأسيس الاتحاد، تم افتتاح حصن الفهيدي بمسمى (متحف دبي) ليكون متحفاً رسمياً يعرض تاريخ الإمارة وملامح مهمة من تراثها الأصيل.

التطوير والتوسعة

تواصلت عمليات التطوير والتوسعة لهذا المعلم التاريخي، وشهد عام 1995 افتتاح القسم الثاني من المتحف الواقع تحت القلعة، والذي يحتضن المعروضات والمقتنيات التي تحاكي الحياة في الماضي قبل اكتشاف النفط، إضافةً إلى الآثار المُكتشفة في مواقع دبي الأثرية. وفي الوقت الراهن، تم إطلاق مشروع إعادة تأهيل حصن الفهيدي من ضمن المرحلة الثانية لمشروع تطوير وإعادة إحياء منطقة دبي التاريخية، الذي يهدف إلى صون المعالم التاريخية والحفاظ عليها للأجيال القادمة، لتعزيز انتمائها إلى هويتها الوطنية، وتمكينها من ربط ماضيها بحاضرها ومستقبلها.

التواصل الحضاري

من بين أماكن الزيارة في الحي العتيق، مركز الشيخ محمد بن راشد للتواصل الحضاري والثقافي، حيث يمكن الاطلاع على الثقافة والتقاليد المحلية من خلال المعلومات التي يقدّمها المركز للزوّار، إضافة إلى جدول حافل بالنشاطات يتخلله التجول في أنحاء هذا المركز.

الأسواق الشعبية

يضم حي الفهيدي العديد من الأسواق الشعبية التي لا تزال تحافظ على طرازها القديم، ومنها سوق الأقمشة الذي يقع قرب خور دبي، ويضمّ عدداً كبيراً من المتاجر المختصّة بأجود أنواع الأقمشة والحرير والنقوش من جميع أنحاء العالم. كما يوجد في السوق العديد من الخياطين الماهرين الذين يخيطون قطعاً حسب الطلب. كما تُعرض في السوق تشكيلة من الملابس الجاهزة من ابتكار المصممين المحليين فضلاً عن مجموعة كبيرة من الأزرار والترتر والأحجار والدانتيل وغيرها من الإكسسوارات التي تضيف لمسة عربية.

بيت العطور

كما يضم الحي سوق العطور، والذي يمكن زواره من اكتشاف أسرار صناعة العطور الإماراتية التقليدية، التي لطالما حظيت بمكانة مهمة في دبي على مدى السنوات، وهذا التراث لا يزال حياً حتى اليوم. يمكن للزوار التعرّف إلى الثقافة الإماراتية من خلال العطور وقصصها المميزة التي أدّت دوراً أساسياً في التجارة داخل الإمارات.

اقرأ أيضاً:  تضم أطولها عمراً في الكوكب.. جزيرة كوريوز جنة السلاحف العملاقة 

القهوة والشاي

يمكن للزائر في نهاية جولته بحي الفهيدي احتساء القهوة العربية أو شاي الكرك المحلي، والتعرف إلى التقاليد الإماراتية الأصيلة في الضيافة، حيث يستطيع تناول وجبات الإفطار أو الغداء أو العشاء المحضّرة على الطريقة الإماراتية التقليدية في المقاهي والمطاعم المنشرة في الحي.