تؤثر الأمراض المدارية المهملة على حياة أكثر من 1.7 مليار شخص ممن يعيشون في المجتمعات الفقيرة والنائية في أنحاء الكوكب، والتي يصعب فيها الوصول إلى احتياجات الحياة الأساسية مثل المياه النظيفة.

"الأمراض المدارية المهملة"

يستعمل مصطلح "الأمراض المدارية المهملة" لوصف مجموعة من الأمراض التي من الممكن الوقاية منها ومعالجتها.

تنتج هذه الأمراض عن مجموعة متنوعة من العوامل الممرضة مثل الفيروسات والبكتيريا والأوالي والديدان الطفيلية وغيرها، وتسبب هذه الأمراض تحديات صحية وإعاقات وتشوهات قد تؤدي إلى الوفاة في بعض الأحيان، كما تشكل تهديداً لمستقبل المصابين على المستوى البدني والاقتصادي والاجتماعي.

وتسبب الأمراض المدارية المهملة آلاف الوفيات التي يمكن منعها كل عام وتسبب إعاقات تؤدي إلى استمرار دورة الفقر من خلال حرمان ملايين البالغين من فرص العمل وسلب الأطفال حقهم في الذهاب للمدرسة.

تأثير جائحة كوفيد-19

تسبب تفشي فيروس كورونا المستجد في زيادة تأثير الأمراض المدارية المهملة على المجتمعات في العام الماضي، وقد أوشك التقدم الاقتصادي الذي تحقق بفضل علاج أمراض المناطق المدارية المهملة في العشرين عاماً الماضية على التلاشي بفعل جائحة كوفيد-19.

وقد شهد العالم تقدماً كبيراً وإنجازات كثيرة، منذ إعلان لندن التاريخي لعام 2012 بشأن الأمراض المدارية المهملة، الذي وحد صفوف الشركاء من مختلف القطاعات والدول والمجتمعات المتأثرة بهدف الضغط من أجل مزيد من الاستثمارات والجهود لمكافحة الأمراض المدارية المهملة.

جهود الإمارات

شاركت الإمارات في الـ 30 من يناير دول العالم احتفالها باليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة، وأضاءت 14 معلماً بالألوان في مختلف أنحاء أبوظبي ودبي بما فيها قصر الإمارات والاتحاد أرينا ومقر أدنوك وبرج العرب وبرواز دبي.

وعلى مدار أكثر من 30 عاماً التزمت الإمارات وقيادتها بمكافحة الأمراض المدارية المهملة، وتواصل الدولة جهودها ومبادراتها للوصول إلى عالم خالٍ من الأمراض المدارية المهملة، وذلك في إطار التزام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ودعمه المتواصل لهذه الجهود، والتزاماً منها بالنهج والمبادئ الإنسانية القائمة على مساعدة الشعوب المحتاجة والاهتمام بسلامة وصحة الإنسان في مختلف دول العالم.

في عام 1990 تبرع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" إلى مركز كارتر بمبلغ 5.77 مليون دولار لاستئصال مرض دودة غينيا وهو أحد الأمراض المدارية المهملة، ليسير العمل على الطريق الصحيح ويصبح أول مرض يتم استئصاله من دون استخدام لقاحات أو أدوية.

وفي عام 2017 رسخت الإمارات التزامها من خلال صندوق بلوغ الميل الأخير وهي مبادرة مدتها 10 سنوات بقيمة 100 مليون دولار أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد العام للقوات المسلحة، وتوفر هذه المبادرة العلاج والرعاية الوقائية في المجتمعات التي تفتقر إلى إمكانية الحصول على الخدمات الصحية ذات الجودة العالية، مع التركيز على القضاء على الأمراض.

وفي عام 2020 أطلقت الإمارات حملة مدى لإشراك الجمهور في مهمة صندوق بلوغ الميل الأخير حيث تتبع الحملة نهجاً مبتكراً لجمع التبرعات لمكافحة العمى النهري، وتسعى إلى تثقيف أفراد المجتمع أيضاً بشأن المرض من خلال الجهود التوعوية الاستراتيجية والمستهدفة.

والتزاماً بقضايا الصحة العالمية والقضاء على الأمراض المعدية، تبرع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بمبلغ يزيد على 250 مليون دولار منذ عام 2010 دعماً منه للجهود الهادفة إلى القضاء على هذه الأمراض التي يمكن الوقاية منها.

اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة 2021

يجمع اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة 2021 ما يقرب من 300 منظمة شريكة من أكثر من 55 دولة تشارك في المشهد الصحي العالمي المتنوع لإنهاء الأمراض المدارية المهملة.

اقرأ أيضاً:  أدعوك لحفل طلاقي! ظاهرة سلبية تؤرق المجتمع
 

وتهدف خريطة الطريق الجديدة لمنظمة الصحة العالمية على مدى السنوات العشر المقبلة إلى خفض بنسبة 90 بالمئة في عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى علاج ضد الأمراض المدارية المهملة، وتحقيق خفض بنسبة 75 بالمئة في سنوات العمر المعدلة حسب الإعاقة والمتعلقة بأمراض المناطق المدارية المهملة، وتحقيق الهدف المتمثل في قضاء 100 دولة على مرض مداري مهمل واحد، والقضاء على اثنين من الأمراض المدارية المهملة.

كما تهدف خريطة الطريق إلى خفض بنسبة 75 بالمئة في عدد الوفيات الناجمة عن الأمراض المنقولة بالنواقل /مقارنة بعام 2016/، وإتاحة وصول ما نسبته 100 بالمئة من السكان إلى إمدادات المياه الأساسية والصرف الصحي والنظافة الشخصية في المناطق الموبوءة بالأمراض المدارية المهملة، إضافة إلى ضمان إدراج ما نسبته 90 بالمئة من البلدان لعلاج للأمراض المدارية المهملة ضمن حزمات الخدمات الأساسية وتوفير الميزانيات الخاصة بها.