من أعماق البحار إلى أعالي الجبال، مروراً بالكهوف والدروب، عشق المغامر الإماراتي خليفة المزروعي استكشاف الطبيعة، ليرصد بكاميرته كنوز وثروات الإمارات الطبيعية التي تأسر الألباب، ويسهم في تنشيط السياحة الداخلية، حيث توفر الدولة بإمكانياتها الكبيرة في مجال سياحة المغامرات باقات رائعة من المرح اللامحدود، تضاهي أفضل الوجهات العالمية المعروفة، ضمن مبادرة «أجمل شتاء في العالم». ويعمل المزروعي على توثيق هذه الجولات عبر حسابه على منصة انستغرام uae_outdoors لتعريف الأجيال القادمة، بما تزخر به الإمارات من ثروات طبيعية تستحق الاستكشاف والزيارة. في حواره مع «زهرة الخليج» يدعو المزروعي إلى الاستمتاع بزيارة هذه الأماكن السياحية غير التقليدية ليعيش الزائر تجربة مفعمة بالحياة لن تمحى من الذاكرة.

رياضة الغوص

يبدأ المزروعي حكاية مغامراته كغواص، بالقول: «مارست رياضة الغوص للمرة الأولى في مدينة خورفكان الساحلية حتى عمق 40 متراً تحت سطح البحر، وقد شعرت بتحضر بلادي وتميزها، إذ يمكن لعشاق الغوص والغطس الحصول على مبتغاهم بمنتهى السلاسة والنظام، ومشاهدة حدائق الشعاب المرجانية الملونة في أعماق البحار، التي تسحر الألباب وتأخذ الزائر في عالم من الجمال وروعة الألوان، كما تتميز المنطقة أيضاً بوجود السلاحف البرمائية وسمك الراي وأسماك القرش، والدولفين ومجموعة من أسماك النيون المخططة، وثعبان البحر والكثير من الأحياء المائية». ويشير المزروعي إلى المكان الأفضل لممارسة رياضة الغوص بالنسبة للعائلات، قائلاً: «بالقرب من مواقع الغوص في منطقة خورفكان توجد صخرة مارتيني الشهيرة، وهي المكان المفضل للغوص بالنسبة للعائلات وجزيرة القرش، كما تشتهر المنطقة أيضاً بجزيرة سنوبي وصخرة دبا وبقعة غوص مقبرة السيارات، كما تمتاز مدينة خورفكان بساحلها الرملي الخلاب الذي يحتضن الجبال من جميع الاتجاهات، مما يجعلهاً مزيجاً طبيعاً من الإبداع والروعة».

الدائرة المغلقة

يؤكد المزروعي أن أبرز ما شاهده في أعماق مياه الفجيرة حاملة النفط الإيطالية «إينس» التي تعرضت للغرق عام 1999، بسبب انشطارها إلى نصفين، إذ غاص مع فريقه لعمق يصل إلى 70 متراً باستخدام أسلوب حديث في الغطس، يسمى «الدائرة المغلقة». ويضيف: «تعد مياه الفجيرة من أفضل مواقع الغوص حول العالم نظراً لصفائها، مما يتيح للغواص الوصول إلى عمق أكبر، كما تتميز بدفء المياه، مما يسهم في تنوع الكائنات البحرية التي تعيش في الأعماق، كما تضم أنواعاً نادرة من الأسماك». ويشير المزروعي إلى أن رياضة الغوص تتطلب استعدادات وتدريبات وخبرة طويلة، بدأها هو منذ عام 2008، إذ قام إلى الآن بنحو 1000غطسة، إلى جانب العديد من الدورات التي تبدأ في المياه المفتوحة وتتطور إلى دورات متقدمة وأخرى متخصصة للمحترفين.

تسلق الجبال

أما عشاق تسلق الجبال والتنزه بين ممراتها، بحسب المزروعي، فيستطيعون قضاء وقت مفعم بالمغامرة والحيوية، والانطلاق في وادي ستاردوس بالقرب من جبل جيس برأس الخيمة، فالمنطقة مجهزة بالكامل بكل أساليب الراحة، فضلاً عن وجود مدربين لتسلق الجبال لمساعدة من يرغب في التسلق. ويوضح المزروعي «لاقت رياضة تسلق الجبال في السنوات الأخيرة، إقبالاً كبيراً من الشباب الإماراتي من الجنسين، إذ إنها مفيدة جداً لتقوية الجسم، وشد الأعصاب، ومرونة العضلات، كما أنها تعزز الثقة بالنفس». لافتاً إلى أن «زوار وادي ستاردوس، يمكنهم الاستمتاع بمشاهدة الكثير من الحيوانات، مثل التيوس الجبلية، والطيور كالصقور والنسور، وممارسة رياضة المشي وسط الطبيعة الساحرة».

مجلس الخفافيش

لم يكتفِ المزروعي بالغوص تحت الماء وتسلق الجبال، فقاده شغفه وتعلقه باكتشاف أماكن غريبة في الإمارات، إلى ارتياد كهف «مجلس الخفافيش» المتعرج داخل جبل حفيت بمدينة العين، والذي شقته مياه الأمطار والمياه الجوفية، وكونت فيه ممرات طبيعية تخللتها تعرجات صخرية. ويقول عنه: «يتميز كهف الخفافيش بالقباب المقعرة، بينما تظهر على سقفه علامات تعليق الخفافيش لصغارها بالمادة التي تفرزها، مكونة سقفاً مزخرفاً بعلامات بنية، كما أن أرضية الكهف رملية تكثر فيها مخلفات الخفافيش، وتميزت إحدى غرف الكهف بدفئها، ويصدر منها بخار الماء، في حين أن الكهف كان بارداً نوعاً ما مقارنة بدرجات الحرارة المرتفعة خارج الكهف». ويضيف: «استكشاف مثل هذه الأماكن يسهم في تعريف الجمهور بالمواقع التاريخية والسياحية المهمة في الدولة والتشجيع على زيارتها».

دروب دبي

يهوى المزروعي أيضاً ممارسة رياضة المشي، فطوعها ليكتشف إمارة دبي بشكل أشمل، فيترك سيارته على مشارف الإمارة، ليتجول في دروبها سيراً على الأقدام ويوثق الأماكن التاريخية والأسواق الشعبية، التي تحتفظ بهويتها وتراثها الإماراتي العربي الأصيل، على الرغم من المدنية والتحضر اللذين تنافس بهما العالم. يشير المزروعي إلى أن رحلته إلى حي الفهيدي الذي يعد من أقدم الأحياء في دبي، من أهم الرحلات التي لن تمحى من ذاكرته، موضحاً: «الحي من المواقع التاريخية التراثية السياحية بامتياز، يعبر عن الحياة التقليدية التي عاشها الأجداد وتفوح منه رائحة وعبق الماضي، ويتميز الحي بمبانيه القديمة والبراجيل الشامخة المنتشرة في أرجائه، والمشيدة بمواد البناء التقليدية من الحجر المرجاني، الجص، خشب الساج، خشب الصندل، وسعف وجذوع النخل المتراصة بشكل تلقائي، وتفصل بينها أزقة وسكيك وساحات رحبة». لافتاً إلى متحف القهوة الذي يضمه الحي أيضاً، والذي يعد من أهم المتاحف التي تعرض تاريخ القهوة وتفوح منها رائحة الماضي، والطرق المختلفة في صناعة القهوة، والأدوات التي كانت تستخدم في هذا الغرض.

 

إقرأ أيضاً: ما الأمور التي تثير غيرة الأشخاص بحسب الأبراج؟