ما أهم نصف ساعة في مسار «مسبار الأمل»؟

أيام معدودة ويصل «مسبار الأمل» إلى كوكب المريخ لبدء مهمته العلمية، في أول مشروع من نوعه لدولة عربية على الإطلاق. وكان المسبار قد مر بمراحل عدة على مدار سبع سنوات، واجه خلالها تحديات كثيرة تجاوزها بفضل سواعد أبناء الإمارات.

أيام معدودة ويصل «مسبار الأمل» إلى كوكب المريخ لبدء مهمته العلمية، في أول مشروع من نوعه لدولة عربية على الإطلاق. وكان المسبار قد مر بمراحل عدة على مدار سبع سنوات، واجه خلالها تحديات كثيرة تجاوزها بفضل سواعد أبناء الإمارات.

إبطاء السرعة
المسبار المقرر وصوله إلى (الكوكب الأحمر) في التاسع من فبراير الجاري، سيواجه تحدي إبطاء سرعته بشكل ذاتي ومن دون تدخل بشري مباشر إلى 18 ألف كيلومتر في الساعة من 121 ألف كيلومتر في الساعة حالياً، تمهيداً لدخوله إلى مدار الالتقاط حول المريخ، قبل انتقاله لاحقاً، في حال نجاح هذه العملية، إلى المدار العلمي.
ولإدخال «مسبار الأمل» في مدار الالتقاط حول المريخ بشكل آمن، سيتم حرق نصف كمية الوقود الموجودة في خزانات المسبار لإبطائه إلى الحد الذي يسمح بإدخاله في مدار الالتقاط، وتتم عملية حرق الوقود باستخدام محركات الدفع العكسي (دلتا في).

دخول المدار 
تعد مرحلة دخول مدار المريخ، والتي تستغرق 27 دقيقة قبل وصول المسبار بنجاح إلى مداره المحدد حول الكوكب الأحمر، من أصعب وأخطر مراحل المهمة، خصوصاً أن التحكم في المسبار سيكون تلقائياً من دون أي تدخل من المحطة الأرضية، وسيعمل المسبار طوال هذا الوقت بشكل ذاتي، اعتماداً على عمليات البرمجة التي قام بها فريق العمل عند بناء وتصميم المسبار، والتي يصعب تجربتها في ظروف مشابهة على كوكب الأرض.
ونظراً إلى كونها عملية دقيقة، تم تطوير أوامر التحكم لهذه المرحلة عبر دراسة عميقة من الفريق الذي حدد كل السيناريوهات التي يمكن أن تحدث، إضافة إلى كل الخطط التحسينية لتكون الأوامر جاهزة.

 

إقرأ أيضاً: محمد بن راشد يحدد الموعد الدقيق لوصول «مسبار الأمل» إلى المريخ

 

المدار البيضاوي
وبعد نجاح هذه المهمة يدخل المسبار في مداره الأولي بيضاوي الشكل، وخلالها سيتخذ «مسبار الأمل» مداراً بيضاوياً حول المريخ على ارتفاع يتراوح بين 20,000 و43,000 كيلومتر، ويستغرق فيه المسبار 55 ساعة لإتمام دورة كاملة حول المريخ. ويستمر المسبار في هذا المدار لعدة أسابيع لإعادة فحص واختبار جميع الأجهزة الفرعية الموجودة على متنه، قبل الانتقال إلى المرحلة العلمية التي سيتم خلالها إجراء أول اتصال بين المسبار والمحطة الأرضية عبر شبكة الاتصالات في إسبانيا. ويعد المدار الذي اختاره فريق «مسبار الأمل» مبتكراً للغاية وفريداً من نوعه، وسيسمح له بإمداد المجتمع العلمي بأول صورة متكاملة عن الغلاف الجوي لكوكب المريخ وطقسه خلال عام كامل. 

الاتصال مع المحطة الأرضية
يقتصر عدد مرات اتصال «مسبار الأمل» مع المحطة الأرضية على مرتين فقط في الأسبوع، وتتراوح مدة الاتصال الواحد بين 6 و8 ساعات، وتمتد هذه المرحلة لعامين، ومن المخطط أن يجمع المسبار خلالها مجموعة كبيرة من البيانات العلمية الدقيقة.

سنة مريخية 
وستستمر مهمة المسبار طوال سنة مريخية كاملة تبلغ بحسابات الأرض 687 يوماً، يجمع فيها أكثر من 1000 جيجابايت من البيانات التي ستتم مشاركتها مجاناً مع المجتمع العلمي والمهتمين بالفضاء من الجامعات ومراكز الأبحاث حول العالم.
وهذه البيانات والمعلومات لم يتوصل إليها الإنسان من قبل حول (الكوكب الأحمر) الأكثر شبهاً بكوكب الأرض في المجموعة الشمسية.