يحتفي العالم يوم غد الخميس 4 فبراير باليوم العالمي للأخوة الإنسانية للمرة الأولى، والذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد مبادرة تقدمت بها كل من الإمارات والسعودية والبحرين ومصر ليصبح هذا اليوم مناسبة سنوية للتشجيع على التضامن والوحدة بين البشر ونشر قيم التسامح وتقبل الآخر.

ويأتي هذا الإنجاز التاريخي، بعد سلسلة طويلة من المبادرات والجهود الدؤوبة التي بذلتها دولة الإمارات على مدى سنوات في سبيل تفعيل الحوار حول التعايش والتآخي بين البشر وسبل تعزيزه عالمياً.

وبهذه المناسبة، أعلنت اللجنة العليا للأخوة الإنسانية فوز كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش والناشطة الفرنسية من أصول مغربية لطيفة بن زياتين بجائزة زايد للأخوة الإنسانية لعام 2021، وذلك لما قدماه من أعمال جليلة ومبادرات مؤثرة وفاعلة جاءت منسجمة مع القيم والمبادئ المنصوص عليها في وثيقة الأخوة الإنسانية والتي تعد المعيار الأساسي للجائزة.

 

وسيتم الاحتفال بالفائزين بالجائزة مساء غد الخميس 4 فبراير في موقع "صرح زايد المؤسس" بأبوظبي عند الساعة 5:30 مساءً، والذي سيُبث مباشرة عبر الإنترنت على الموقع الإلكتروني للجائزة www.zayedaward.org  لجميع المشاهدين حول العالم، حيث سيتم الاحتفاء بكل من أنطونيو جوتيريش ولطيفة بن زياتين وإعلانهما رسمياً الفائزين بجائزة زايد للأخوة الإنسانية لعام 2021.

يشارك في حفل التكريم الذي يأتي بالتزامن مع اليوم العالمي للأخوة الإنسانية، كل من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية وعدد من الشخصيات التي تمثل أعضاء اللجنة العليا للأخوة الإنسانية ولجنة تحكيم الجائزة المخولة باختيار المكرمين بالجائزة لعام 2021.

 

وكان أنطونيو جوتيريش شرع منذ تولي مهام منصبه كأمين عام للأمم المتحدة في عام 2017 في العمل على إيجاد حلول للمشاكل التي يعانيها العالم وخاصة فيما يتعلق بالسلم والأمن العالميين، بالإضافة إلى مبادرته الأهم والأكثر تأثيراً خلال العام الماضي والتي جاءت تحت عنوان "حظر الحروب في سبيل مكافحة جائحة كورونا"، والتي حظيت باستجابة واسعة وثناء قادة العالم ومن بينهم قداسة البابا والرئيس الفرنسي وعدد من المنظمات الدولية، وغير ذلك من المبادرات الإنسانية التي أطلقها وحرص على التركيز على الجوانب الإنسانية في جميع أعمال ومبادرات الأمم المتحدة. 

كما تعد لطيفة بن زياتين من أكثر الشخصيات النشطة والمؤثرة في مجال مكافحة التشدد والتطرف حيث كرست حياتها لرفع الوعي تجاه التعصب الديني، وذلك في أعقاب مأساة فقدان ابنها عماد في هجوم إرهابي في عام 2012. ومنذ ذلك الحين أضحت لطيفة ناشطة حقوق مدنية معروفة في فرنسا وخارجها، حيث تعمل مع العائلات والمجتمعات لحماية الشباب من الوقوع في فخ التطرف، والعمل على نشر السلام وثقافة الحوار والاحترام المتبادل.

قال أنطونيو جوتيريش بعد إعلان تكريمه بجائزة زايد للأخوة الإنسانية لعام 2021: "بكل تواضع وامتنان عميق وشعور بالفخر أتلقى جائزة زايد للأخوة الإنسانية، والتي أعتبرها أيضاً تقديراً للجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة كل يوم وفي كل مكان لتعزيز السلام والكرامة الإنسانية".

 

من جانبها قالت لطيفة بن زياتين: "أقف اليوم بتواضع كبير أمام هذا الشرف العظيم الذي تمثله جائزة زايد للأخوة الإنسانية، والتي لا تعد تكريماً لما قدمت من مبادرات وحسب، وإنما احتفاءً بكل الجهود التي يبذلها زملائي كل يوم للقضاء على التشدد من خلال الحوار والاحترام المتبادل وتعزيز ثقافة السلام والعيش المشترك. وآمل أن تسهم هذه الجائزة في رفع مستوى الوعي في مجتمعاتنا تجاه أهمية بذل المزيد من الجهود في هذا المجال".

وتعد جائزة عام 2021 هي النسخة الافتتاحية من "جائزة زايد للأخوة الإنسانية" التي تتلقى طلبات الترشيح من حول العالم، وتم تحكيمها عبر لجنة تحكيم تتكون من شخصيات عالمية مرموقة شكلتها اللجنة العليا للأخوة الإنسانية.

وأشرفت على تقييم معايير الجائزة لعام 2021 لجنة تحكيم ضمت في عضويتها كلاً من " كاثرين سامبا بانزا الرئيسة السابق لجمهورية أفريقيا الوسطى، ومحمد يوسف كالا النائب السابق لرئيس جمهورية إندونيسيا..وميكائيل جان الحاكم العام الـ 27 لكندا..و الكاردينال دومينيك مامبيرتي رئيس المحكمة العليا للفاتيكان..وأداما ديانغ المستشار الخاص السابق للأمين العام للأمم المتحدة المعني بمنع الإبادة الجماعية..والقاضي محمد عبد السلام الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية والعضو غير المصوت في لجنة تحكيم الجائزة".

وتأسست جائزة زايد للأخوة الإنسانية عام 2019 بالتزامن مع توقيع "وثيقة الأخوة الإنسانية" في أبوظبي، كإحدى أهم مبادرات تنفيذ وثيقة الأخوة الإنسانية، وتهدف إلى الاحتفاء بالأشخاص أو المؤسسات التي تعمل على ترسيخ السلام والعيش المشترك وبناء جسور التواصل الثقافي والإنساني وطرح مبادرات عملية ناجحة ومؤثرة للتقريب بين المجتمعات على المدى الطويل وهي القيم المنصوص عليها في "وثيقة الأخوة الإنسانية". حيث تسعى الجائزة إلى مواصلة البناء على الإرث الإنساني الزاخر للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه والقيم التي كرس حياته من أجلها.