رجل تقليدي..

لا تعرف كيف تصيغ الأشعار.. كيف من الكلمات تُحيك ثياباً من نار، لكن عجباً، تعرف كيف تقول: (أحبكِ) بأروع طريقة.. بأبسط طريقة.. بأصدق طريقة!

رجل تقليدي..

لم تحملني كالجنيّ فوق أعالي غيمات الأساطير، أو تُلقني كعَروس بحر لأغوص باحثة عن اللؤلؤ والمرجان.. لكن عجباً، تعرف كيف تجعل مني أنا الأسطورة وخريطة الكنز!

رجل تقليدي..

لا تتكلف هداياك من حُليّ وزهور، بل يؤثر فيها نوع حلواي المفضل وعلبة الشاي بنكهتي النادرة وكتاباً نقرأ معاً في ليلة شتوية.. وكلما اشتعل فتيل غيرتي أطفأته بمكالمة روتينية تتكرر وسط يوم عملك بهذه الـ»كيف حالك؟» الرائعة التي احتكرت وحدها حنان العالم كله!

رجل تقليدي..

لا تقبّل يدي أمام الحضور، بل تكتفي بضمها سراً بين راحتيك كضرير أبصر بعد طول عمى ويرى فيّ معجزته.. لا تراقصني في حفل تطاردنا فيه العيون، بل تُخفيني في كنفك كـ«رجل كهف» لا يقبل فيّ شراكة ولو بنظرة عين.. لا تعرف الفارق بين درجات ألوان طلاء الشفاه، ولا تميز تصفيفة شعري عندما أغيرها.. ربما لأنك تلقي على أعتاب ملامحي بقايا حواسك، فلا يبقى لك سوى حاسة سادسة تخصني وحدي فما لسواي عليها سلطان!

رجلٌ تقليدي..

لا تفتح لي باب سيارتك بهذه الحركة الأنيقة.. لا تجيد الغزل المنشور عبر مواقع التواصل.. ولا تعرف كيف يشرحون هذه المعضلة التي يسمونها «الحب».. لكنك «أستاذ» في هذه التفاصيل الصغيرة التي بها تكتمل لوحته!

اقرأ أيضاً:  أسرة واعية .. طفل مبدع
 

كنتَ رجلاً تقليدياً وكنتُ امرأة حالمة رسمت رجلها مزيجاً من أبطال الروايات، ادخرت مفتاح قلعتها للفارس الأسود فوق حصانه الأبيض، وعلقت على أبوابه كل كرات أحلامها الملونة.. وأتيت أنت كفارس إنما بسيارة بسيطة تحملنا معاً لمشاوير بيتية تقليدية.. تتعطل أحياناً فندفعها معاً كي تسير.. كُرات أحلامي الملونة صارت معك وجوهاً ملائكية لصغار يحملون ملامحنا معاً.. حب «الروايات « ترجمه الواقع للمسة حنان، ومسحة دمعة، ورفعة غطاء فوق جسدي المنهك فلم يعد يعنيني البطل الوسيم بلون عينيه وعرض منكبيه، بقدر ما يعنيني دفء نظراته وهذه الكتف التي تعانق جبيني باحتواء أثق بأنه أبداً.. أبداً.. لن يخذلني!

لهذا، وبكل الحب، دعني في «عيد الحب» أشكرك..

شكراً.. لأنك رجل تقليدي!