تعرف الدكتورة هدى عز الدين مصطفى استشارية أمراض السكري والغدد الصماء في مركز هيلث بلاس للسكري والغدد الصماء في أبوظبي، سكر الحمل بأنه ارتفاع نسبة السكر في الدم عن المعدلات الطبيعية ويتم عادة تشخيصه خلال الأسبوع 24 إلى 28 من الحمل، مع الأخذ في الاعتبار أن سكر الحمل يختفي بعد الولادة، وفي حال وجد أن نسبة السكر مرتفعة قبل الأسبوع 24 من الحمل، فعلى الأغلب فإن الحامل كانت تعاني مرض السكري قبل الحمل، إلا أنه كان غير مشخص.

تشخيص المرض
يتم تشخيص سكر الحمل بحسب الدكتورة هدى، من خلال فحص تحمل الجلوكوز عن طريق قياس نسبة السكر في الدم بعد صيام لمدة 8 – 10 ساعات، والذي يجب ألا يتجاوز 95 ميلليغراماً/ديسيليتر، وبعد الانتهاء من الصيام بإعطاء الحامل جرعة من الجلوكوز بحدود 75 غراماً، يتم قياس نسبة السكر بعد ساعة، والذي يجب ألا يزيد على 180 ميلليغراماً/ديسيليتر، وبعد ساعتين من تناول جرعة الجلوكوز يتم الفحص مجدداً، حيث لا يزيد على 154 ميلليغراماً/ديسيليتر، وإذا زادت القراءات عن هذه الأرقام، تكون الحامل مصابة بسكر الحمل الذي تبلغ نسبة الإصابة به من 15 إلى 20% من إجمالي النساء الحوامل، بما يتناسب مع نسب الإصابة بالسكري لسكان المنطقة. 

مخاطر سكر الحمل
وتلفت الدكتورة هدى النظر إلى أن خطورة سكر الحمل تكمن على المدى القصير، في أنه من الممكن أن يكون مصاحباً لارتفاع في ضغط الدم، وزيادة مخاطر انفصال المشيمة، واحتمالية حدوث الولادة المبكرة، وزيادة نسبة احتمالية الحاجة إلى إجراء العمليات القيصرية، إلى جانب زيادة السائل حول الجنين، وزيادة حجم الجنين مما يزيد من صعوبة الولادة وتعريض المولود للهبوط في السكر.

على المدى البعيد
وعن مخاطر سكر الحمل على المدى البعيد، تقول الدكتورة هدى: «يسبب سكر الحمل على المدى البعيد بعض المضاعفات، مثل احتمالية إصابة الحامل بالسكري بعد الولادة، حيث أشارت الدراسات العلمية إلى أن 50% من إجمالي الحوامل اللاتي يصبن بسكري الحمل، يصبن بمرض السكري خلال السنوات الخمس الأولى بعد الولادة، كما أن الجنين إذا كان يعيش في بيئة لأم مصابة بسكري الحمل، سيكون عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني عندما يكبر». 


أسباب سكر الحمل
تشير الدكتورة هدى، إلى أن أسباب سكر الحمل عديدة، منها وراثية، إضافة إلى السمنة الزائدة، وزواج الأقارب، إلى جانب تقدم عمر الأم، وتكرار حدوث سكر الحمل سابقاً، ومعاناة المرأة سابقاً من متلازمة تكيس المبايض، وإذا سبق وأنجبت طفلاً وزنه 4 كيلوغرامات أو أكثر، وإذا كانت المرأة تتناول ستيرويدات للعلاج من بعض الأمراض، كما أن النساء من بعض الأعراق معرضات للإصابة بسكر الحمل.

إقرأ أيضاً: أبراج تغار بسهولة وتفقد السيطرة على مشاعرها

علاج المرض
توضح الدكتورة هدى، أن علاج سكري الحمل يتم وفق برنامج متكامل، يشمل الالتزام بحمية غذائية للحفاظ على نسبة الجلوكوز في الدم، مما يتطلب التركيز على الأكل الصحي، والتقليل من النشويات، والإكثار من الخضراوات والبقوليات وبذور الشوفان، وتناول الكربوهيدرات بشكل متوازن، والحرص على تناول 5 وجبات يومياً منها 3 رئيسية و2 خفيفة.
وتضيف: «يتطلب من الحامل أيضاً قياس نسبة السكر في الصباح قبل تناول الطعام، وبعد ساعة ونصف من تناول الإفطار والغداء والعشاء، لأن المشيمة تفرز هرمونات في فترتي الليل والفجر، تؤدي إلى رفع نسبة السكر في الصباح، إضافة إلى زيادة مقاومة الأنسولين عند الحامل، لذلك يطلب قياس السكر عند الحامل على مدار اليوم بين فترة وأخرى، مما يساعد على توجيه العلاج في الوقت المناسب، ويجب على الحامل تجنب الأغذية المحتوية على السكريات المضافة، والابتعاد عن المشروبات الغازية، والأطعمة الغنية بالدهون المشبعة، والأطعمة المصنعة والوجبات السريعة». 

العلاج الدوائي
تشير الدكتورة هدى، إلى أن العلاج يشمل أيضاً إعطاء الحامل دواء (الميتفورمين) وهو الاسم العلمي للدواء المصرح به للحامل التي تعاني سكر الحمل، لدوره في مساعدتها على الاستفادة من الأنسولين الداخلي والتمثيل الغذائي للكربوهيدرات. وفي بعض الحالات وحسب تقييم الحالة الطبية، فإن من الممكن أن يقرر الطبيب إعطاء إبر الأنسولين للحامل.