تقول الدكتورة نسرين مصطفى أخصائي أمراض الروماتيزم في مركز هيلث شيلد الطبي في أبوظبي، إن معظم من الناس يظنون أن مرض الصدفية عبارة عن مشكلة جلدية فقط، وتضيف: «يعرف مرض الصدفية بأنه مرض مناعي يهاجم فيه الجهاز المناعي، أنسجة الجلد والأظافر والمفاصل الطرفية والعمود الفقري، وليس فقط مجرد إصابة خارجية للجلد أو الأظافر، ويتسبب ببقع حمراء والتهابات جلدية مغطاة بقشور بيضاء، والمشكلات الجلدية هي أحد أعراضه فقط». وتشير الدكتورة نسرين إلى أن الصدفية قد تصيب من 2 إلى 3% من سكان العالم، فيما قد تحدث الالتهابات المفصلية الصدفية مع 30% من المرضى المصابين بالصدفية، وتوضح: «قد يسبق التهاب المفاصل البقع الجلدية في بعض الأحوال، لاسيما أن التهاب المفاصل الصدفي هو شكل من أشكال التهاب المفاصل الروماتيزمي».

  • الدكتورة نسرين مصطفى

 

أماكن الإصابة بالصدفية
يمكن أن يصيب مرض الصدفية مفصل الحوض والعمود الفقري، مما يؤدي إلى تيبس وآلام مزمنة بالعمود الفقري والحوض، خاصة أثناء النوم أو في الصباح الباكر، ويمكن أيضاً أن يتسبب في التهاب وتورم بأصابع القدم أو اليد، فضلاً عن التهابات مفاصل الجسم عموماً، مثل الركبة، الكاحل، الرسغ، الكوع، الكتف، وقد يصيب الأوتار أيضاً.

أسباب الإصابة
تشير الدكتورة نسرين إلى أن التهاب المفاصل الصدفي، يحدث عندما يبدأ جهاز المناعي المسؤول عن حماية الجسم، مهاجمة البكتيريا والفيروسات، التي قد يتعرض لها الجسم، بمهاجمة الخلايا والأنسجة السليمة، حيث تتسبَّبُ الاستجابة غير الطبيعية لجهاز المناعة في التهاب المفاصل وأنسجة الجلد، وكذلك زيادة إنتاج الخلايا الجلدية. وتضيف: «ليس واضحاً تماماً لماذا يُهاجم الجهاز المناعي الأنسجة السليمة، ولكن يبدو أنه من المرجَّح أن العوامل الوراثية والبيئية على حد سواء، تلعب دوراً في ذلك، لاسيما وأن غالبية مرضى الصدفية لديهم تاريخ وراثي، وليس بالضرورة أن يتم تشخيص المريض أولاً بصدفية الجلد، ولكن قد تسبق التهابات المفاصل صدفية الجلد في الظهور».

تشخيص الالتهاب
تلفت الدكتورة نسرين النظر إلى أن تشخيص المرض يبدأ من خلال قيام طبيب الأمراض الروماتيزمية بالفحص السريري للمفاصل والأوتار والأربطة، وفحص الأظافر والجلد، وفحص أماكن التقاء الأوتار والأربطة مع العظام، ومن أهم الفحوصات السريرية الموجات فوق الصوتية التي تمكن تشخيص مرض التهاب المفاصل الصدفي، وتشخيص التهابات الأوتار والأربطة. وتضيف: «الموجات الصوتية يمكنها أيضاً أن تكشف التهابات الأظافر، ومعرفة درجة شدتها حتى في المرضى الذين لا تظهر عليهم دلالات إصابة الأظافر بالعين المجردة، وقد وجدت علاقة طردية بين التهابات الأظافر والتهابات فروة الرأس مع التهابات المفاصل الصدفي، حيث يمكن من خلال فحص الأظافر بالموجات فوق الصوتية، التشخيص المبكر لمرض التهاب المفاصل الصدفي، وبالتالي العلاج المبكر ومنع تشوهات المفاصل والأظافر وتحسين الوضع النفسي للمريض».

طرق العلاج
تقول الدكتورة نسرين عن طرق العلاج والتي تختلف من مريض لآخر تبعاً لحالته المرضية ودرجة شدتها، مضيفة: «هناك أنواع عديدة من الأدوية التي تعمل على تنظيم الجهاز المناعي، منها الأدوية غير البيولوجية والأدوية البيولوجية والتي تحد من الالتهابات، بل وتمنع حدوث تشوهات الجلد والمفاصل والأظافر، عن طريق تثبيطها للالتهاب، مثل الأدوية المضادة للالتهاب، والأدوية المضادة للروماتيزم، فضلاً عن منظمات المناعة».

إقرأ أيضاً: نظام غذائي متوازن يحمي من سرطان البروستاتا

الحمل والتهابات المفاصل
اما عن تأثير التهاب المفاصل الصدفي على الحمل، توضح الدكتورة نسرين أنه قد يحدُث تحسن بنسبة 40 -60% أثناء الحمل بالنسبة للمرأة الحامل المصابة بالصدفية، ولكن قد تزداد شدتها ما بعد الولادة، لذلك يفضل الدخول في الحمل، إذا ما كانت المريضة في حالة من عدم نشاط المرض لمدة 6 شهور على الأقل، وهناك بعض الأدوية التي يمكن استخدامها بأمان، للأم الحامل والجنين أثناء الحمل وبعد الولادة للأمهات المرضعات، وتفضل مناقشة موضوع الحمل مع طبيب المفاصل المعالج لوضع خطة العلاج وتغيير الدواء الموصى به.

ممارسة الرياضية
تشير الدكتورة نسرين إلى أن ممارسة الرياضة باستمرار من أهم العوامل التي تعود بالفائدة على مرضى الأمراض الروماتيزمية بصفة عامة، والتهاب المفاصل الصدفي بصفة خاصة، فممارسة الرياضة باعتدال من أهم العوامل التي تساعد على تحسين الحالة النفسية للمريض، والحالة الصحية على حد سواء. موضحة أن الكثير من المرضى الذين يعانون من التهاب المفاصل قد تتطور حالتهم، لتصلب المفاصل وضعف العضلات بسبب قلة الرياضة، وذلك يزيد من مشكلة التهاب المفاصل، لذلك الممارسة المعتدلة للتمارين الرياضية مهمة جداً، حيث إنها تساعد على كفاءة ومرونة المفاصل والعضلات، مشيرة إلى أن المشي واستخدام أحذية رياضية خاصة بالمشي، تساعد على تجنب إجهاد مفاصل القدمين والكاحلين خلال المشي، ومن المهم أيضاً ممارسة تمارين الاسترخاء، لأنها تساعد في تحسين الحالة المزاجية والنفسية، مما يعزز صحة الجهاز المناعي، فضلاً عن ممارسة رياضة السباحة، ومن الممكن أيضاً الاستفادة من جلسات العلاج الطبيعي لحماية المفاصل، وزيادة مرونتها وتقوية العضلات.