تقول الدكتورة تهاني التري، المستشارة الأسرية ومدربة التنمية البشرية، إن سلوك السرقة يظهر عادة عند الأطفال في المرحلة العمرية بين أربع وثماني سنوات، ويبدو كاضطراب سلوكي في هذه المرحلة، وتضيف: «في العديد من الحالات، قد يصبح الأمر جنوحاً يستمر إلى مرحلة المراهقة، أي ما بين عمري 10 و15 عاماً، وقد يستمر حتى سن الرشد».

  • الدكتورة تهاني التري

 

وتقسم الدكتورة تهاني الأسباب التي تؤدي للسرقة إلى أربعة، وهي: (عوامل بيولوجية: في هذه الحالة يمكن لنا الاعتماد على الدراسات التي أثبتت وجود مورثات، إذ يمكن انتقالها من الآباء إلى الأطفال). و(عوامل أسرية: الحرمان العاطفي وعدم تقدير الطفل، يؤدي به إلى البحث عن ذلك بطرق سلبية، بسبب فقدان الشعور بالأمن والاستقرار الذي يكون ناتجاً عن تغير مفاجئ في طريقة معاملة الوالدين أو التفكك الأسري). و(الأصدقاء: للأقران تأثير بالغ على سلوكات الطفل، فمصاحبته لأقران يمارسون سلوك السرقة، سيجعله يتعلم ذلك ويمارسه، ففي الكثير من الأحيان يمارسون السرقة الجماعية بهدف تحقيق أغراض معينة). و(عوامل نفسية: مثل الإحساس بالحرمان أو النقص، أو الشعور بفقدان الذات، فالعديد من الأطفال الذين يسرقون، يعانون فراغاً عاطفياً، الأمر الذي يدفعهم بطريقة مباشرة إلى السرقة، وقد يكون سلوك السرقة بدافع إثبات الاستقلالية عن الغير وحرية التصرف).

نصائح علاجية
ولعلاج مشكلة السرقة عند الأطفال، تنصح الدكتورة تهاني التري الأمهات، قائلة: «عليك التعرف على الدوافع والأسباب المؤدية إلى هذا السلوك، ومن ثم التحدث إلى الطفل عن سلوك السرقة ونتائجه، فضلاً عن ضرورة تحذير الطفل من تكرار هذا السلوك، ثم معاقبته في حال تكراره عبر منعه من ممارسة الأمور التي يهوى فعلها، وعلى الأم أن تشعر ابنها بالذنب جراء اقترافه لهذا السلوك، مع ضرورة عدم التسرع منذ الوهلة الأولى بمعاقبة الطفل، بل يجب تحذيره وفي حالة التكرار فقط يجب معاقبته». وحددت الدكتورة تهاني، ست خطوات يمكن القيام بها لعلاج الطفل الذي يعاني من السرقة، وهي: (التوجيه والإرشاد: يقصد بذلك توعية الطفل بطريقة مقبولة بدون إهانة كرامته وايذاء مشاعره، كنعته بالسارق فقد يؤدي ذلك إلى فقدانه الثقة بالنفس). و(النموذج الطيب من السلوك: أي القدوة الحسنة وخصوصاً المقربين من الطفل، حتى يكونوا له مثالاً للصدق والأمانة). و(توضيح معنى الملكية الخاصة للطفل واحترام ملكية الآخر). و(إشباع الحاجات النفسية للطفل). و(تشجيع الطفل على تكوين صداقات إيجابية محترمة). و(العمل على تكوين الوازع الديني لدى الطفل، وتعميق القيم الدينية التي تحض على الصدق والإخلاص).

إقرأ أيضاً: طفلك يكذب؟ إليك الحل

مختص نفسي
تنبه الدكتورة تهاني، أنه في حالة ازدياد المشكلة عند الطفل، وأصبح لا يستطيع الابتعاد عن عادة السرقة دون أسباب واضحة، بمعنى تحولها إلى عادة لديه، يجب على ولي أمره استشارة مختص نفسي من أجل الخضوع لجلسات علاجية معرفية سلوكية، ويمكن القول إن سلوك السرقة عند الطفل له عدة أبعاد، منها: النفسية والأسرية والاجتماعية، وقد يسهم الوالدان بطريقة التنشئة السلبية التي يتبعونها مع الطفل، بغرس هذا السلوك نتيجة لعدم معرفتهم ودرايتهم بالنتائج السلبية، لطرق التربية الخاطئة، وتضيف: «لذا من الضروري على أولياء الأمور حضور الجلسات التوعوية والمحاضرات التي تتحدث عن طرق التربية الناجحة».