احترفت الإعلامية اللبنانية ريميال نعمة الصحافة المكتوبة لسنين طويلة، وأضافت إلى تجربتها، العمل في القطاعين الإذاعي والتلفزيوني، حيث اهتمت في برنامجها المتلفز المعني باللبنانيين المرتحلين إلى بلاد العالم، وكانت تنثر قصصهم ونجاحاتهم في حكايا تنسجها مع كل بلد بتفاصيله وحيثياته. اختارت ريميال كما كشفت في حوارها مع «زهرة الخليج» بعد توقف برنامجها بسبب جائحة كورونا، أن تربط المغتربين ببلدهم بمجموعة من الاكسسوارات المحتفية ببلدهم الأم.

* لماذا اخترت إطلاق مجموعتك من الاكسسوارات التي حملت اسم رائحة لبنان Scent of Lebanon الآن؟

- لأنني أعمل في ما يخص عالم الاغتراب، حيث أرى أن اللبنانيين في الخارج لا تفارقهم صورة وطنهم، وفي كل مرة تحملين إليهم أي شيء صغير من لبنان يقدرونه كثيراً ولو كان رمزياً، يشعرون بأنهم على صلة بالوطن. وبالنسبة لسؤالك عن التوقيت فهو ببساطة لأننا جميعاً جلسنا في منازلنا من دون عمل، وغابت خيمة الأمان عنا ووجدنا أنفسنا في لبنان نعيش بالصدفة أو بالخطأ، وأيضاً هناك فكرة أساسية أننا كصحافيين يجب أن نرتكز على مهنة أخرى، لأن الصحافة مهنة جاحدة إلى حد كبير، فإلى جانب عملي في الصحافة أصدرت دليلاً سياحياً يوزع على المغتربين والسياح، أما الآن وبعد توقف برنامجي في التلفزيون الذي يعتمد في تركيبته عَلى السفر ولقاء المغتربين، وبعد انفجار مرفأ بيروت، قررت رسم الوطن على طريقتي، فأنا أراه متوهجاً رغم أنه ينطفئ أمامنا، إلا أنه يتوهج في قلبي.

* ترسمين الوطن لماعاً جميلاً على الرغم من المآسي!

- نحن مضطرون لذلك، لأن شعلة الوطن فينا لم تنطفئ، ويجب أن تبقى مضاءة لأننا فقدنا الوطن، ماضينا تشوه وحاضرنا مموه ومستقبلنا غير مفهوم، فلماذا لا نضيء شعلة في قلبنا، لأن لا خيار لدينا إلا البقاء في بلدنا، وهذا ما يبقينا على قيد الأمل، لذلك رسمت الوطن متوهجاً لماعاً.

اقرأ أيضاً:  احتفلوا بشهر الحب مع مجموعة Capture Light
 

* من ساعدك بالتنفيذ؟

- أصدقاء كثر ساعدوني في التحفيز، عندما طرحت عليهم الفكرة ثم تواصلت مع أحد مصممي الاكسسوارات، لأنه لم تكن لدي القدرة على أن تكون المجموعة من ذهب خالص، وفي التنفيذ هنا كالعديد من الأصدقاء الذين شاركوا فيه مشكورين سواء بالتصوير أو في إعداد الأفلام وغيره، فكرسنا كمجموعة فعل إيمان بهذا البلد، وفي البداية لم يكن الهدف مادياً إنما تحويل الخيبات إلى طاقة أمل.

خارطة لبنان

* الثيمة أو العنوان الأساسي للمجموعة كانت خارطة لبنان، ونبضات القلب والأسماء في العقود والأساور والحلق، فهل ترين خارطة الوطن مستقبلاً على ما هي؟

- طبعاً فنحن كشعب متمسكون ببلدنا من شماله إلى جنوبه. حدوده دُفع لأجلها دماء شبابه وهذا ما لا يختلف عليه لبنانيان، والخارطة محفورة في ذاكراتنا منذ الطفولة ومقاعد الدراسة، وكرسم أتت مناسبة لرسم القلب والآن تأتيني طلبات لأرسم خرائط لبلدان أخرى.

* من أي بلاد تأتيك الطلبات؟

- نفذت للكويت ولدي طلبات من الإمارات والسعودية وأنغولا وساحل العاج.

* الخارطة أو العلم؟

- الخارطة والقلب كـ pin .

* على ماذا تحتوي Scent of Lebanon؟

- على عقود وأساور وحلق وبروشات لكي يبقى لبنان قريباً من القلب.

اكسسوارات الرجل

* أين الرجل في مجموعتك؟

- موجود بالأساور الجلدية السوداء المزينة بخريطة لبنان. كما أحضّر لمجموعة خاصة بالرجل تضم السبحات وعلّاقات المفاتيح.

* هل فكرتِ في يوم الحب؟

- للحقيقة لم أفكر في يوم الحب، غير أنني كنت قد رسمت حباً وقلوباً للبنان، فوجدنا أن القلب الأحمر يلائم هذه المناسبة والنَّاس تحمسوا للأمر.

* هل تؤمنين الطلبات إلى دول العالم؟ وكيف؟

- أتواصل لهذه الغاية مع الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي إذ لا مكان لدي للبيع، فأسعى من خلال هذه المواقع للتوصل إلى أكبر عدد من المغتربين والمقيمين ومن يرغب في الخارج، وحتى الآن نجحنا في ذلك ومن الممكن أن نتطور أكثر.

* هل لأننا في زمن الكورونا، قدمت خارطة لبنان على (الماسك) الطبي؟

- لأن الكمامة أصبحت جزءاً من لباسنا كما الحقيبة أو أي شيء ترتديه، فوضعنا الخارطة مرصعة بشواروفسكي أو مطبوعة وهذا ما لاقى استحساناً ورواجاً وتمسكاً بالوطن.