لعبت دولة الإمارات دوراً كبيراً في ردم الفجوة بين الجنسين، في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وتشجيع النساء من مختلف المستويات العمرية على دخول هذه المجالات. وتعد جامعة نيويورك أبوظبي واحدة من أبرز المؤسسات التي حققت كوادرها النسائية من أعضاء هيئة التدريس والخريجات إنجازات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. واحتفاءً بـ(اليوم العالمي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم) الذي يصادف يوم 11 فبراير من كل عام، تحدثت تامي جورجييفا إحدى خريجات جامعة نيويورك أبوظبي في حوارها مع «زهرة الخليج» عن مجالها وتطلعاتها المستقبلية، وهي التي تعمل زميلة أبحاث الدراسات العليا في علم الوراثة والقانون في مختبر إدغدور بجامعة نيويورك أبوظبي - الجينوميات البيئية.

  • تامي جورجييفا

* لماذا اخترت مجال الوراثة البشرية؟

ـ وقعت في حب هذا العلم، خلال الفصل الأول الذي تلقيته حول هذا الموضوع. وقد كنت مفتونة بمقدرة تراكيبنا الجينية على سرد القصص عن ماضي أجدادنا، وتشكيل سماتنا وسلوكياتنا وصحتنا. وما يجعلني اليوم متحمسة بشأن علم الوراثة هو الإمكانات الهائلة لعلم الوراثة البشرية لتحسين النتائج الصحية من خلال الطب الشخصي، حيث إنه من الرائع أن تكون جزءاً من شبكة عالمية من العلماء، الذين يعملون لفهم تعقيدات الجينوم البشري بشكل أفضل، وفائدته في الرعاية السريرية. ومن الأسباب الأخرى التي تجعلني مهتمة جداً، هو تعدد التخصصات المرتبطة به، حيث أنه، ومن خلال عملي الذي يمتد عبر كل من علم الوراثة وعلم المضامين الأخلاقية، والقانونية والاجتماعية للأبحاث الوراثية البشرية ELSI، أتيحت لي الفرصة للعمل مع علماء الأحياء وعلماء الأوبئة والاقتصاديين وعلماء النفس وعلماء القانون والتعلم منهم. وقد مكنني هذا من تطبيق أطر نظرية وتجريبية متنوعة لعملي، و(استعارة) أو استلهام طرق من مجالات مختلفة. ولهذا السبب، أرى إمكانات كبيرة للتعلم والنمو الشخصي في هذا المجال، وهو أمر في غاية الأهمية بالنسبة لي، وهو سبب آخر لاختيار بناء حياتي المهنية في هذا المجال.

* ما الذي حققته من خلال بحثك؟ وكيف عاد بالفائدة على المجتمع؟

- مثل هذا السؤال تحديداً صعب على باحثة شابة، نظراً لأن البحث غالباً ما يستغرق سنوات حتى يؤتي ثماره، وسنوات حتى تعود ثماره بفوائد ملموسة على المجتمع. ومع ذلك، هناك إنجاز واحد أود تسليط الضوء عليه، وهو بعض أعمالي حول «كوفيد 19». فمثل العديد من العلماء في جميع أنحاء العالم، سارعنا نحن أيضاً في جامعة نيويورك أبوظبي إلى بناء برنامج أبحاث حول الفيروس، وخلال الصيف، ساعدت في إنشاء دراسة حوله، وهي دراسة بحثية مجتمعية قامت بتجربة مسحة جمع ذاتي وتنفيذ طريقة PCR فائقة الحساسية للكشف عن فيروس SARS-CoV-2 وقد كانت هذه الدراسة بمثابة الأساس لفحص «كوفيد 19» الجاري حالياً في حرمنا الجامعي. كما أنني أقود حالياً مشروعاً تعاونياً في مختبرنا، لدراسة دور الحمض النووي الريبوزي الصغير في عدوى «كوفيد 19» والاستجابة المناعية للمضيف. ونقوم بتحليل البيانات السريرية والعينات البيولوجية من حوالي 100 مريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في الإمارات، والذين تم تسجيلهم في هذه الدراسة كجزء من التعاون مع (صحة) و(G42)، ونأمل أن يسلط هذا العمل الضوء على الآليات البيولوجية التي قد تساهم في الكشف عن المؤشرات الحيوية المبكرة لـ«كوفيد 19».

اقرأ أيضاً:  «ختم المرّيخ» يرحب بالقادمين إلى مطارات دبي
 

*ما أهدافك وتطلعاتك المستقبلية؟

- أرغب في العمل ما بين مجالي علم الوراثة البشرية والسياسة العامة. وأريد أن أكرس مسيرتي المهنية للدعوة إلى تشريعات استباقية ومعقولة تتعلق بأحدث التقنيات الوراثية، وضمان توظيف الجينات لتعزيز الرعاية الصحية العادلة والمنصفة، بدلاً من تفاقم الفوارق الصحية القائمة في وقتنا الحالي. حلمي هو تطوير مختبر متعدد التخصصات ضمن المجالين: مختبر ينتج أعمالاً علمية في علم الوراثة البشرية، تتماشى مع توصيات السياسة القائمة على الأدلة والتقييمات الأخلاقية المهمة. ولكي أتمكن من تحقيق ذلك، آمل أن أحصل على درجة مشتركة، دكتوراه في علم الوراثة وماجستير في سياسة الصحة، من أجل الحصول على تدريب وفهم قوي في علم الوراثة البشرية، وتعلم المزيد عن عالم السياسة العامة. أعتقد أننا في حاجة إلى المزيد من الأكاديميين الذين يتمتعون بهذه الخبرة المشتركة للمساعدة في ترجمة التقدم العلمي إلى سياسة عامة وتشريعات.